آخر الأخبار

الخلل في بغداد أم الحل في أربيل

 





هادي جلو مرعي

 

    ماتزال الأزمة السياسية عصية على الحل، ومايزال الأفرقاء يتربصون فرصة التمكن والتحكم في الأمور  وتحقيق المزيد من النقاط في صراع لايبدو إنه سيحسم قريبا مع مايتوفر لدى القوى المتخاصمة من نفوذ وسيطرة وقدرات مالية وتسليحية وجمهور وتجربة ثرة في المواجهة والتعود على الصدام، ومنع الخصم من تجاوز الحدود المرسومة التي تنتهك من حين الى آخر، ولكنها لاتخترق بالكامل.

 

     بدأت محنة الصراع تتجذر مع صعود قوى شيعية نافذة، لكنها تضمر الرفض لبعضها، ويرى التيار الصدري إنه لايمكن التعاون بينه وبقية القوى الشيعية التي تتقاطع معه في الرؤية والمنهج، وتبتعد رويدا لجملة أسباب تتعلق بالنظر الى الدور والمسؤولية والقيادة والوصاية على الطائفة، وخوف الآخر، وتجنب الهفوات المحتملة في الطريق، في حين يتمسك الطرف الشيعي الآخر وهو الإطار التنسيقي بمواقف سبق أن أعلن عنها في مناسبات عدة، وآخرها ترشيح السيد محمد شياع السوداني الذي يرى فيه التيار الصدري مرشحا من الفريق المقرب من المالكي برغم تشكيله لكيان سياسي مستقل عن بقية القوى الشيعية.

 

     الصراع الشيعي الداخلي يتصاعد، والمطالبة تشتد  بتدخل القوى الكردية والسنية لتقديم مقترحات ناجعة تفكك الأزمة، ومبادرات من شأنها تحريك الجمود السياسي، وإقناع الأطراف الشيعية إن الحلول ممكنة، مع إحداث مقاربة بين المطلوب والممكن، وهو مالم تصل إليه القوى الفاعلة حتى اللحظة، وفي حين عقد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي جولتي حوار لم يقتنع بهما التيار الصدري، وحضرها قادة الإطار ، وبرغم مبادرة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي التي تضمنت نقاطا عدة مهمة، إلا إن التحركات الأخيرة بين الحزبين الرئيسيين في كردستان، وجلسات الحوار المتعلقة بالمرشح لمنصب رئيس الجمهورية الذي يرى البارتي إنه يجب أن يعود لأربيل  تشير الى إمكانية دخول كردي إيجابي على خط الأزمة، والعمل على مرشح للمنصب غير برهم صالح، وتصريح الرئيس مسعود البرزاني لمساعدة وزير الخارجية الأمريكية عن الموافقة على إجراء انتخابات مبكرة بعد حصول التفاهمات المطلوبة بين القوى الأساسية، وتوفر ضمانات تطبيق نتائج الانتخابات، وعدم الخوض في المشاكل.

 

     تحظى أربيل بمكانة متوازنة لدى القوى الشيعية، ويمكنها أن تتقدم بمبادرات ومقترحات مؤثرة في أطراف الصراع، قد تفضي الى حلول ناجعة تنهي الانسداد السياسي، وهو أمر يترقبه الفاعل السياسي، كما يتمناه المواطنون من عامة الشعب الذين يتحملون تكاليف الخصومة السياسية، وإذا كان الخلل في بغداد فليأت الحل من أربيل.

إرسال تعليق

0 تعليقات