محمود جابر
يتحير المراقبون كيف
انقلبت المعادلة السياسية فى العراق من انسداد كامل الى انفتاح وخروج من النفق
المظلم ؟!!
كل هذا جرى فى ايام
معدودة رغم الانسداد الذى استمر قرابة عام منذ تشكل البرلمان الجديد فى 2021 وما
يزال العراق يعمل بحكومة تسير أعمال ولم تتمكن اى من الكتل البرلمانية من تشكيل
حكومة جديدة خلفا للحكومة المؤقتة برئاسة مصطفى الكاظى، واستمر هذا الانسداد حتى
انسحب التيار من البرلمان قبل عدة اشهر، ورغم محاولة الإطار انتخاب رئيس جديد
وتشكيل حكومة جديدة ولكنه لم تفلح كل محاولاته حتى يوم 8 أكتوبر/ تشرين الجارى.
فما الذى حدث فى يوم
الاثنين 10 أكتوبر/ تشرين ؟!!
أجرت صحيفة "
وول ستريت جورنال" حوارا مع المرشح المحتمل لتشكيل الحكومة من قبل الإطار
محمد شياع السودانى والذى صرح قائلا:" ان العراق يجب ان يتحرر من خفض الإنتاج
الذى تفرضه أوبك، وقال ان العراق يستطيع ضخ
مليونى برميلا بدلا من 220 آلاف برميل يوميا والذى فرضته اوبك على العراق ...
هذا التصريح مثل دفعه
قوية للإطار من قبل من له مصلحة فى ان يستمر العراق بضخ مليونى برميل يوميا بدلا
من 220 الاف برميل، وذلك فضلت الولايات المتحدة التنسيق مع إيران لتأمين البترول
بدلا من السعودية التى اتفقت مع روسيا فى تخفيض حصص إنتاج البترول .
ولهذا خرج البرزانى
من تحالف التيار ودعا قادة الإطار للاجتماع معه فى اربيل بناء على توجه امريكى،
بعد ان تلقى مجموعة ضربات تأديبية من قبل إيران فى عمق كردستان وقام الحرس الثورى
بتهديد لسلطات كردستان بالانتقام والوعيد، كل هذا جرى من اجل الضغط على برزانى
للانتقال من مربع التيار الى مربع الإطار، من اجل الحفاظ على ضخ مليونى برميل يمكن
ان يكون هذا الإنتاج طوق نجاة للرئيس بايدن بعد ان خذلته دول الخليج فى اجتماع أوبك
بلاس.
من هنا نقول إن نجاح العراق
في الخروج من نفق استمر لأكثر من عام بعد انتخابات لم تشكل بعدها حكومة ولا انتخب
رئيس للجمهورية ثم الخروج برئيس جديد فى خلال ايام معدود، كل هذا كان يتطلب حل غير عادى
لمعادلة متعثرة ومزمنة فى التعثر، وكان الخروج من النفق المظلم خطة ايرانية قدمها
الحرس والقيادة الايرانية للولايات المتحدة الأمريكية بأن الحكومة القادمة سوف
تلتزم بسد الاحتياجات النفطية للولايات المتحدة الامريكية ولكن كان يجب ان تدفع
الولايات المتحدة الأمريكية الأطراف العراقية كافة – سنة – كرد- الى العودة
للبرلمان والتصويت على الرئيس الجديد من اجل ان يكلف المرشح الاطارى المتعهد بسد
احتياجاتها من النفط بضمانات إيرانية، ومن هنا نستطيع ان نقول ان هذا الاتفاق قد أطاح
بكل فرص الصدر فى الحياة السياسية العراقية .....
0 تعليقات