حكاية مولد أبو حصيرة !..

 

السفير/ هانى عزت بسيونى

 

يُحكى أن شخصاً إسمه يعقوب قد حضر إلى مصر من المغرب في طريقه إلى الحج في مكة وكان يحمل معه حصيرة هي كل مالديه فسماه المصريون ( أبوحصيرة)...

 

وعندما وصل للإسكندرية أراد أن يذهب لدمنهور لزيارة أحد أصدقائه في قرية دمتيوه التابعه لمركز دمنهور و ما كاد يقيم في دمنهور عدة أسابيع حتى قامت ثورة عرابي سنة ١٨٨٢ مما استحال عليه السفر فقرر البقاء ، وكان قد شاع عنه الصلاح والتقوى الى أن توفى في دمنهور ..

 

فقامت وزارة الآثار المصرية بضم الضريح ضمن الآثار المصرية اليهودية فى مصر وكان له مولد كل عام يأتي اليهود كل عام للاحتفال به اعتقاداً منهم انه حاخام يهودى مغربي إلى أن أثبت البعض إنه شخص مسلم أتى مروراً بمصر لأداء فريضة الحج وتعثر ذهابه فمكث وعمل إسكافياً وكانت تربطه علاقة صداقة قوية بأحد التجار اليهود وعندما توفى أبو حصيرة قام صديقه اليهودي بدفنه على الطريقه اليهودية ..!

 

وفي ديسمبر ٢٠١٤ أصدر رئيس محكمة القضاء الإداري بالبحيرة وقتها حكماً تاريخياً بإلغاء الاحتفالات بمولد الحاخام اليهودي أبو حصيرة وفق معتقد اليهود مشيراً في حكمه إلى أن اعتبار الضريح من الآثار المصرية يعد خطأ تاريخي جسيماً يمس كيان تراث الشعب المصري كله ، لأنه ليس له أساس حقيقي موثق ومصدق به ، وأن اليهود الصهاينة يتذرعون به لإحراج الدولة المصرية وزرع فتيل زائف في مصر رغم أن الحكومة المصرية وقتها تقدمت بطعن على حكم المحكمة ولكن بدون سند أو دليل قانوني كما حدث في مصرية جزيرتي تيران وصنافير المصريتين.. فخسرت ..

 

وقالت المحكمة إن المشرع الدستوري المصري حدد مراحل الحضارة المصرية .. بداية بالمصرية القديمة ثم القبطية والإسلامية ، وأن إضافة الضريح اليهودي الكاذب للتراث المصري يعد مخالفة دستورية ..

 

كما رفضت المحكمة وقتها طلب إسرائيلي من اليونسكو بنقل الرفات للقدس باعتباره يعكس أطماع إسرائيل لإضفاء شرعية على فكرة يهودية الدولة في فلسطين المحتلة بل و ألزمت المحكمة الحكومة المصرية وقتها بشطب ضريح أبو حصيرة من السجلات الوطنية كونه ليس حاخام يهودي وإعلان قرار الشطب بالوقائع المصرية لأنها كذبة تاريخية وجب تصحيحها ..

 

كما أيدت المحكمة الإدارية العليا في مصر سنة ٢٠٢٠ الحكم وألزمت الحكومة بشطب الضريح من قائمة الآثار الإسلامية والقبطية بمصر وإخطار لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونيسكو " بذلك ، ومنع الاحتفال بمولده …