على الحفناوى
بمناسبة تكرار غرق
المدن والطرق بمياه الأمطار والسيول، على الأقل مرة كل عام في مصر، يجدر بنا فهم
ودراسة كيفية مواجهة الأمطار في بلاد اعتادت على تلقى كميات كبيرة من تلك الظاهرة
الطبيعية.
أولا يجب إدراك خطورة
مياه الأمطار على البيئة وصحة المواطنين، قبل الحديث عن غرق الشوارع وتوقف المرور...
فمياه الأمطار إن لم يتم صرفها بأسلوب علمى إلى حيث يمكن الاستفادة منها، تتسبب في
جرف كميات ضخمة من المخلفات والقاذورات بما تحمله من أمراض وأوبئة لتلقى بها في
النهاية بالترع والأنهار، حيث مصدر مياه الشرب للإنسان والحيوان. ومن جانب آخر،
تتخلل تلك المياه في التربة أسفل المنشآت والمبانى لتسبب فجوات ضخمة أو جيوب مائية
قادرة على خلخلة التربة وتهدم العمارات من فوقها.
وضعت الدول الأوروبية
الأكثر تعرضا لمياه الأمطار قواعد وقوانين صارمة لتصميم شبكات صرف مياه الأمطار،
منفصلة تماما عن شبكات الصرف الصحى، وتفوقها قدرة. كما وضعت قواعد لتصميم الطرق
وأسلوب تنفيذ الميول اللازمة لتوجيه المياه نحو الجوانب حيث فتحات الصرف. وتلك
القوانين يتم مراقبة تنفيذها بكل دقة في المدن والقرى والطرق الرئيسية. ويحضرنى
التساؤل عن وجود مثل تلك الشبكات في مناطقنا العمرانية الجديدة وعلى الطرق الكبرى
التي جرى تنفيذها حديثا في مصر.
مع عمل شبكات صرف
مياه الأمطار، فإن البلاد التي تعانى من كثرة الأمطار، تقوم بتجميع مياه الشبكات
لالقاءها بعد فلترتها نظيفة في القنوات والأنهار... أما البلاد التي تحتاج للمياه
للرى والشرب، فيتم تجميع ناتج شبكات صرف مياه الأمطار في خزانات ضخمة أو بحيرات
صناعية للاستفادة منها كمصدر هام للمياه اللازمة لاستهلاك السكان.
أتمنى أن تقوم
مكاتبنا الهندسية بفرض تصميم وتنفيذ شبكات مياه الأمطار بأسلوب علمى حتى يتم
تطبيقها في مصر، سواء لمياه الأمطار أو لمياه السيول الموسمية.
كما أتمنى أن يتم وضع
القوانين الملزمة لتنفيذ تلك الشبكات في كل مناطق مصر.
0 تعليقات