عز الدين البغدادي
منذ أمس وإلى اليوم
والقنوات الإخبارية منشغلة بتحليل خبر انسحاب القوات الروسية من خيرسون الأوكرانية
التي ضمتها روسيا الى أراضيها، حيث كان الانسحاب صادما ومهينا. بوتين في وضع صعب
فقد وقع في الفخ أو وصل الى المرحلة التي يصلها معظم الطغاة، من نابليون الى هتلر الى
صدام عندما يعتقد أن الرياح ستجري دوما لصالح سفنه، لكنه يتفاجأ بأن العناية
الإلهية تخلت عنه فجأة. الآن هو في وضع حرج بين تقهقر قواته وهبوط معنوياتها من
جهة وموقفه امام شعبه من جهة اخرى لا سيما مع وجود معارضة اتسعت لاحقا لسياساته،
والرجل أخطأ في حساب قوته كثيرا كما اخطأ في حساب رد الفعل الأمريكي- الاوربي.
أكثر من دفع الثمن هم
الروس في شرق أوكرانيا الذين أرادات روسيا ان تضمهم الى روسيا، فضاعت مدنهم وتحطمت
واضطروا للهجرة نحو الشرق في داخل روسيا.
هزائم كهذه تضعف
كثيرا ثقة الجندي بقياداته، وتجعل الاوكراني في وضع قوي لا سيما وانه ليس عنده ما
يخسره وحتى لو جلس إلى مائدة مفاوضات فإنه لن يكون مستعدا لرمي طوق النجاة الى
روسيا، فبالتأكيد سيطالب باسترداد شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا قبل سنوات.
الصين يفترض أنها
ستفهم أن رغبتها لإرجاع تايوان الى الصين لا بد ان تتأخر كثيرا في تحقيقها مع هذه
المتغيرات، لا سيما وانها تعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة جدا، لا سيما وأن الأسواق
الأوربية والأمريكية تمثل أسواقا هامة لها لتصريف منتوجاتها.
مشكلة الروسي والصيني
أنه يعتقد أن القوة تحسم كل شيء، رغم ان العمق الحضاري هو الأهم، والبلدان التي لا
تنتج ثقافة عميقة ستفقد نقاطا هامة تساهم في تحقيق النصر لها.
في المنطقة، الأمور
في الأشهر الأخيرة تسير بشكل عجيب، فالسعودية تقوم بالضغط على أوبك لتخفيض الانتاج
النفطي. بينما في العراق اختفت تماما شعارات الاطار او تهديداته ضد الوجود
الامريكي وسفارته، وفي لبنان يتم ترسيم الحدود بين لبنان والكيان وهو ما مثل كما
قال المراقبون اعترافا بالkيان الصهيوnي او
مرحلة متقدمة في طريق الاعتراف.
يبدو ان المحور
الروسي الصيني ومن يسير في خطاه مقبل على هزيمة، وان هناك أشخاصا وجهات ستحاول
القفز من مركبهم للالتحاق بالمركب الأمريكي.
نحن في مرحلة غريبة،
كل شيء على الأرض يتحرك، بل حتى الأرض يبدو كأنها تتحرك، لذا لا
أستطيع أن أجزم، ولا أريد أن أتحدث عن المستقبل وكأنه أمر ماضٍ تم وفرغ منه، فكل
شيء وارد ومحتمل.
0 تعليقات