آخر الأخبار

الدعوة خلاف الواقع ..

 



علي الأصولي

 

في إحدى الفقرات الدعائية لصلاة الميّت ورد جملة مأثورة نصها (اللهمَّ إنا لا نعلم منه إلا خيراً) ومن هنا طُرح سؤال على جملة من فقهاء التقليد مفاده هل يجوز قول (اللهم لا نعلم منه إلا خيراً) على الميّت مع علم المصلي أن الميّت شارب للخمر مثلا أو فاسق معلوم الفسق ومتجاهر به؟

 

حاول السيد الشهيد الصّدر التخلص من أصل الجواب بطريقة ذكية فقال كما في [مسائل وردود ج١ م٩٥] هذا الدعاء غير متعيَّنٍ في صلاة الميت ولا تبطل بدونه، فالمتعيَّن تركه في مثل ذلك.

 

وكذا تملص الشيرازي السيد صادق من الإجابة كما في (الموقع الرسمي)وان تكلف في ذيل الجواب بتأويل لا محصل له إذ أفاد : العبارة مستحبة وليست واجبة فيمكن عدم قراءتها بعد التكبيرة الرابعة

ويمكن قراءتها وإن يقصد بكلمة الخير الإسلام .

 

ولكن السيد الخوئي نص على جواز الدعاء بما يخالف الواقع كما في [صراط النجاة ج١ م١٢٧] بدعوى كونه مؤمنا أثنى عشريا.

 

بل والأشد غرابة هي فتوى الشيخ محمد إسحاق الفياض كما في (الموقع) إذ حمل المصلي مسؤلية عدم الالتزام بالنص (اللهم لا نعلم منه إلا خيرا) وكون المصلي مأمورا بقراءتها كما ورد وإن لم ينطبق مضمونه على الميت.

 

وعلى ضوء إفادة السيد الخوئي لا يجوز الطعن في الصلاة على الميت وان سرق أموالك ونهب ثرواتك وضيع البلاد والعباد. بل وعلى ضوء إفادة تلميذه الشيخ الفياض أنت مأمور بأن تقف على النطيحة والمتردية وشذاذ الآفاق وأنت صاغر وتقول في دعواتك (اللهم إنا لا نعلم منهم إلا خيرا) فتكون بالتالي أنت تخالف نظرك وعلمك والواقع ونفس الأمر لأجل فهم فقيه لم يستطع أن يتخلص من عقدة المذهبية ..

إرسال تعليق

0 تعليقات