على الحفناوى
عندما دافع الوالد في
رسالته للدكتوراه في القانون الدولى عن أحقية مصر في تأميم قناة السويس أمام لجنة
خبراء في جامعة السوربون في باريس سنة 1951 (قبل الثورة)، لم يكن يتوقع تأييد
الملك فاروق الشديد لهذا المطلب. فماذا حدث؟
1- عند عودته لمصر، زاره حسن
حسنى باشا، السكرتير الخاص للملك فاروق، وأبلغه تهنئة الملك على الرسالة، بل أبلغه
أيضا أن الملك يضع تحت تصرفه كامل الأرشيف العثمانى المتواجد بقصر عابدين، والذى
يحتوى على كل المستندات والمراسلات الخاصة بقناة السويس، منذ عهد محمد على ومحمد
سعيد باشا والخديوي إسماعيل، راجيا منه أن ينال من هذه الشركة الاستعمارية.
2- أما عن الحكومة المصرية،
حكومة الوفد بزعامة مصطفى النحاس باشا، كتب محمد صلاح الدين باشا، وزير خارجية مصر
بحكومة الوفد، مقدمة مطبوعة برسالة الدكتوراه باللغة الفرنسية، تقول أن هذه
الرسالة تعبر عن الموقف الرسمي للحكومة المصرية. ثم أمر بطبع الرسالة على نفقة
الوزارة وتوزيعها على كل سفارات مصر بالخارج.
3- بعد إقالة حكومة الوفد اثر
حريق القاهرة، تولى على باشا ماهر رئاسة الحكومة، والتقى بالوالد ليتفق معه على إنشاء
وزارة خاصة بقناة السويس، تتولى الإعداد لتسلم القناة، سواء عندما يتم تأميم
الشركة أو عند انتهاء الامتياز.
4- للعلم: أول من طالب بتأميم
شركة قناة السويس كان طلعت باشا حرب في كتابه "قناة السويس" الصادر سنة 1910
أما عن سر عداء الملك فاروق الشخصى
لشركة قناة السويس، فقد وردت تفاصيل خلفيات هذا الموقف في مذكرات الدكتور مصطفى
الحفناوى، حيث أوضح تذمر الملك من إدارة الشركة التى رفضت تعيين كريم ثابت
وأندراوس فى مجلس إدارتها... هذا بالإضافة إلى حقائق موثقة عديدة، لمن يريد أن
يقرأ ويعرف حقائق التاريخ، بدلا من التشنج ضد التأميم بلا علم...
0 تعليقات