عمر حلمي الغول
نشر الأستاذ حسن نافعة مقالا بعنوان " تحية للجيل الفلسطيني "الجديد" بتاريخ أول أمس السبت الموافق الرابع من فبراير
الحالي على موقع"العربية نت" وأعاد نشره الدكتور يوسف الحسن على صفحة
مجموعة السلام العربية، ولفت انتباهي، ان الدكتور نافعة، الرجل الرزين وقع في
الخطأ، وجانب الصواب في أكثر من نقطة، وسأبدأ في البداية بتثمين اهتمامه بالملف
الفلسطيني من حيث المبدأ، والخلاصة التي حملها عنوان مقاله، وهي نتيجة موضوعية
بشأن الجيل الجديد الذي ولد وترعرع في زمن أوسلو، لكنه فقد الأمل في تحقيق أية
خطوة إيجابية نحو السلام الممكن والمقبول، وغادر عمليًا قطاع من هذا الجيل دائرة
الانتظار، ولجأ لأخذ زمام الأمور بيده ردًا على فجور وعنصرية وفاشية دولة
الاستعمار الإسرائيلي، التي استباحت الأرض والشعب والحقوق والمصالح الوطنية العليا
وبتغطية علنية ودعم شبه مطلق من الإدارات الأميركية المختلفة.
ورغم ان فلسفة الخروج عن سياسة الإجماع تحتاج لمراجعة وتدقيق، حرصا على
الشباب أنفسهم، وعلى عموم الشعب. الا انها قرعت الجرس بقوة، وأكدت لإسرائيل
الفاشية وحليفتها الإستراتيجية الولايات المتحدة ان الشعب العربي الفلسطيني قادر
على الدفاع عن نفسه بما ملكت يداه. ويملك كل أوراق القوة التي يمكنها قلب طاولة
الصراع رأسًا على عقب، وقادر على هز العصا الغليظة في وجه القوى المتطاولة على
حقوقه وثوابته، ليس في اسرائيل الخارجة على القانون وإنما في الإقليم والعالم.
أما الملاحظات التي رأيت ضرورة لفت نظر الدكتور نافعة لها، هي:
أولًا لا يجوز الفصل بين إدارة الزعيم الرمز الراحل أبو عمار وخليفته
الرئيس محمود عباس، لان الأخير لم يغادر موقع الثوابت والأهداف الوطنية، لا بل
تشبث بالدفاع عنها أكثر فأكثر؛ ثانيا لم تغادر فصائل العمل الوطني المنضوية تحت
راية منظمة التحرير برنامج الإجماع الوطني، ومازالت ملتزمة بأشكال الكفاح المحتفلة
بما فيها الكفاح المسلح، وان كانت مازالت تعتقد ان شكل الكفاح الشعبي حتى اللحظة
يحظى بالأولوية، بيد انها جميعها مستعدة لتدوير الزوايا، واستبدال الأولويات في
الزمن المناسب؛ ثالثا للأسف وقعت في عملية الخلط، ولا اعرف ان كان متعمدا او نتيجة
عدم تدقيق، واقصد في تصنيف حركة حماس(فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين) بانها
قوة مقاومة، وتجاهلت من حيث تدري او لا تدري التمييز بين الشعار وبين التطبيق، اضف
الى انك لم تميز بين مستويين بين المستوى القيادي للحركة، الذي لا يمت للمقاومة
بصلة، وبين الأعضاء والكوادر المناضلة فيها الذين ضحوا وقاتلوا دفاعًا عن قناعة،
وقدموا ارواحهم على مذبح الثورة والدفاع عن مصالح الشعب؛ رابعًا غاب عن قراءتك
تداعيات الانقلاب الأسود الذي مضى عليه خمسة عشر عاما، والذي تقوده حركة حماس،
ورغم العديد من صيغ الاتفاقات وآخرها إعلان الجزائر أواسط أكتوبر ٢٠٢٢ الا ان قيادة فرع الإخوان المسلمين عطلتها
جميعها بذرائع وحجج واهية لا تمت للحقيقة بصلة؛ خامسا كما ان قراءتك غيبت كليًا
الواقع المحيط بقيادة منظمة التحرير، كونها هي المسؤولة عن وحدة وسلامة الشعب، كل
الشعب العربي الفلسطيني والدفاع عنه في المحافل العربية والإقليمية والدولية،
بتعبير اخر، هي ليست فصيلا، وليست معنية بسياسة المتاجرة بالشعارات التي لا يعنيها
من يطلقونها. أضف الى ان كتائب الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح، هي العامود
الاساسي لكتائب المقاومة في جنين ونابلس وغيرها من المدن والقرى والمحافظات.
وهناك ملاحظات أخرى تندرج في إطار النقاش مع ما اوردت من مغالطات، اعتقد ان
شخصك الكريم لا يعنيها، او غابت عنك، ولهذا اتوجه لك من موقع الاحترام لشخصك
الكريم لإجراء مراجعة موضوعية لما كتبت وللقوى التي منحتها الأوسمة التي لا
تستحقها.
0 تعليقات