عز الدين البغدادي
لا يمثل معاوية رمزا
عند أهل السنة، فالرجل بين من يشدد عليه في النقد وبين ساكت عنه، ولم نجد من أكابر
أهل العلم من اثني عليه إلا من كان منحرف المزاج مختل التفكير. وقد روى ابن الجوزي
بإسناده عن الحسن البصري قال: أربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه إلا واحدة منهن
لكانت موبقة، وهي: أخذه الخلافة بالسيف من غير مشاورة، والناس
بقايا الصحابة ، وذوو الفضيلة. واستخلافه ابنه يزيد ، وكان سكيراً خميراً يلبس
الحرير، ويضرب بالطنابير.
وإظهاره زياداً، وقد قال رسول
الله الولد للفراش والعاهرة للحجر،
وقتله حجر بن عدي وأصحابه.
فإن كان معاوية
صحابيا فهو دخل الإسلام متأخرا ضمن الطلقاء، فليست له مكانة أدنى واحد من
المهاجرين أو الأنصار على كثرتهم، وكونه كان كاتبا للوحي لا يعطي مكان كبيرة، فقد
كان عبدالله بن سعد بن أبي سرح من أوائل كتاب الوحي لكنه ارتد وكفر وأمر النبي
بقتله في فتح مكة.
وهو الذي انشق على
الخليفة الشرعي وفق كل المقاييس والآراء، وكان يمثل الفئة الباغية بنص الحديث، وهو
الذي تسبب بقتل الآلاف من المسلمين، وبسببه ظهرت فتنة الخوارج وغيرها، وهو الذي
قتل كثيرا من الرجال الصالحين مثل حجر بن عدي وأصحابه، وهو الذي سم الحسن ونكث عهده،
وهو الذي أسس لمبدأ الوراثة، وسلط ولده يزيد على الأمة يفسد فيها ويعمل فيها عمل
فرعون. فلماذا مع كل هذا يتم التركيز عليه وتعظيم شخصيته وهو الذي قال النسائي
المحدث عندما طلب منه بعضهم أن يخرج لهم كتابا في فضائله فقال لهم: لا اعرف له
فضيلة إلا حديث "لا اشبع الله بطنه"، لا يمكن ان يفسر ذلك إلا بأنها
محاولة لإثارة فتنة في شهر رمضان، وهو شهر الطاعة والتقرب الى الله وشهر الوحدة.
ما نرجوه هو أن
تتراجع فضائية mbc عن عرض هذا المسلسل، لما يمكن ان يترتب عليه
من فتنة لو لم يكن فيها إلا شغل المسلمين بالجدل عن أمور أهم تراد بهم لكان هذا
سببا كافيا لايقافه ومنع عرضه.
0 تعليقات