د. محمد إبراهيم بسيوني
أستاذ متفرغ بطب المنيا
مرض السرطان هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، وآخذ في الازدياد. وبحسب
منظمة الصحة العالمية، ففي عام 2021، تم تشخيص نحو 20 مليون شخص مصاب بالسرطان،
فيما توفي 10 ملايين شخص بسببه.
هناك تفاوتات عالمية في رعاية مرضى السرطان ومكافحته، وهي تفاوتات واختلافات
بين الدول. وبحسب التقارير، فإن العلاج الشامل متاح في أكثر من 90 في المائة من
البلدان ذات الدخل المرتفع، ولكنه متاح بأقل من 15 في المائة في البلدان ذات الدخل
المنخفض. ومع حلول عام 2040، من المتوقع أن تحدث 70 في المائة من الوفيات في الدول
منخفضة ومتوسطة الدخل.
فمعدلات البقاء على قيد الحياة من سرطان الأطفال، على سبيل المثال، تزيد عن
80٪ في البلدان ذات الدخل المرتفع مقابل 20٪ في البلدان منخفضة الدخل. وهذه
الفوارق تنشأ من الاختلافات الهائلة في الخطط الصحية الخاصة بالوقاية من السرطان
ورعايته بما في ذلك التعرض لعوامل الخطر المسببة للسرطان، وفي توافر برامج الصحة
العامة، وفي الوصول إلى التشخيص والعلاج في الوقت المناسب. إضافة الى أهمية ملاحظة
التباين في تواجد خدمات السرطان العالية الجودة بين الدول، بما في ذلك العلاج
الإشعاعي والعمليات الجراحية المعقدة والعلاجات الجديدة.
دون أن ننسى أهمية أحداث تطورات
كبيرة في البنية التحتية، والقوى العاملة، والتعليم والتدريب، مما يحتاج الى
تكاليف قد تكون مذهلة. ولابد من خطوات عملية يمكن اتخاذها لتحسين الموقف من مرضى
السرطان في العالم:
أولاً، تغيير طريقة
التفكير في الصحة العالمية. هناك مبادرات دولية للسيطرة على العديد من أنواع
السرطان والقضاء عليها. إن الحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير
المعدية، بما في ذلك السرطان، مكرس في أهداف التنمية المستدامة. ومع ذلك، فقد تم
إهمال الأمراض غير المعدية من قبل المجتمع الصحي العالمي، حيث لا تزال الأمراض
المعدية وصحة الطفل تهيمن على أمثال مؤسسة جيتس والصندوق العالمي، حتى عندما يصبح
السرطان سببًا رئيسا للوفاة.
ففي
عام 2021، تجاوزت المساعدة الإنمائية للصحة 9 مليارات دولار لفيروس نقص المناعة
البشرية، الإيدز، مقارنة بما يزيد قليلاً عن مليار دولار للأمراض غير المعدية. ومن
المحتمل أن يكون هناك العديد من الأسباب لهذا الإغفال، من تنوع السرطان إلى
الأفكار القديمة حول ماهية الصحة العالمية، ولكن الفكرة القائلة بأن تكلفة رعاية
مرضى السرطان وتعقيدها هي مشكلة مستعصية على الصحة العالمية ستلعب دورًا أيضًا. وهذا
مما لا يمكن أن يستمر.
0 تعليقات