نصر القفاص
يملك الدكتور "مصطفى
مدبولى" قدرة فائقة على تفجير الدهشة عند عموم "الشعب المصرى الشقيق"
باعتباره "كبير عيلة مدبولى افندى" بما يفعله وما يقوله!!
كانت آخر إبداعاته
حين كشف عن نتيجة استطلاع "سرى" للرأى, يشير إلى رضا أغلبية المصريين عن
الحكومة وقراراتها.. ولما كانت "النكتة" لا يجوز مناقشتها.. فهى تفرض
علينا الضحك فقط.. فقد اعتبرت كلام "كبير عيلة مدبولى افندى" مجرد "نكتة"..
ويبدو أن الأغلبية الساحقة من شعبنا إعتبرها كذلك.. لم يضحك أحد, ولم يناقش "النكتة"
أحد.. لم يتوقف أحد أمام هذا الكلام "اللطيف" الذى اعتقدنا أنه كان
يخاطب به "الشعب الألماني" ولا يوجهه للشعب "المنياوى" فى قلب
صعيد مصر!!
حاولت أن أفهم سر
جرأة وجسارة "كبير عيلة مدبولى افندى", ورحت أراجع إنجازات حكومته
المبهرة.. وجدت أنها الحكومة التى نقلت "الجنيه المصرى" من رياضة "التعويم"
إلى احتراف "الغطس" لدرجة أنه أصبح "يتنفس تحت الماء" متفوقا
على "الدولار" الذى فاز ببطولة "رفع الأسعار" وسط حفاوة شعبية
تصفق لهذا الإنجاز المتفرد.. وتأكدت أن حكومته تفوقت على نفسها فى رياضة "قفز
حواجز الاستدانة" وضاعفت حجم الديون.. وحققت رقما قياسيا فى بيع أصول تملكها
الدولة.. باعت "الحديد والصلب" و"الكوك" و"أبو قير
للأسمدة" و"فورى" وأسندت إدارة "الموانى" و"المترو"
و"السكك الحديدية" لشركات أجنبية.. ثم اتجهت إلى عرض 32 شركة وبنك فى
سوق أطلقت عليه "برنامج الطروحات" وأفرطت فى إنشاء "صناديق" تخصم
من الموازنة العامة للدولة لصالح "غموض" يصعب فهمه.. ولم تسلم من هذا
الغموض "قناة السويس"!!.. ويجب أن نذكر لهذه الحكومة أنها ربطت نفسها
بمسألة "أرجل الفراخ" التى جعلت الشعب يبحث عنها فلا يجدها!!
صعب أن أفهم رضا شعب
لا يكف عن الصراخ وإعلان الألم.. مستحيل أن أصدق رضا شعب تتقافز أمامه الأسعار, كما
لو كانت فى "جبلاية قرود" أصابتها لوثة!! ومستحيل قبول كلام "كبير
عيلة مدبولى افندى" الذى يتعالى على "مجلس النواب" فيرفض المثول
أمام أعضائه.. يستخف بالإعلام فيدعوه لنقل ما يقول فقط, دون توجيه أى أسئلة.. ثم
يحدثنا عن الافتراءات التى تتعرض لها حكومته من جانب "قلة منحرفة" أو "مندسة"
وسط الشعب الذى يرضى عنه!!
قد نغفر للدكتور "مصطفى
مدبولى" جرأته دون أن نحسده عليها.. فقد ترقى من كونه وزير للإسكان إلى رئاسة
الوزراء, بعد "حفلة غرق التجمع الخامس" الشهيرة التى تكررت.. بل امتدت
نفس الحفلة لتقام فى الإسكندرية وعواصم محافظات أخرى.. وربما يكون ذلك هو سبب صمت
حكومته أثناء مشاهدتها "أثيوبيا" تمضى فى بناء "سد النهضة" وتنتهتى
من ملئه ثلاثة مواسم, وهى تتأهب للملء الرابع.. وتراه إنجاز من شأنه إنقاذ البلاد
من الغرق فى "شبر مية"!! وقد نغفر لكبير "عيلة مدبولى افندى" رفعها
"الراية البيضاء" أمام التجار الجشعين – كما تقول – لأنها تحترم الدستور
والقانون وكليهما يفرض ما يسمى حرية السوق.. العرض والطلب.. دون أن نسألها عن
تجاهلها للدستور فيما يتعلق بمسألة انتخابات المجالس المحلية, وسخريتها من الدستور
حين ترى أن "ثورة 25 يناير" كانت سبب خراب البلاد.. ثم أضافت إليها "ثورة
30 يونيو" واعتبرتهما سببا فى أزمة البلاد الاقتصادية.. فهو يردد أن الثورتين
تسببتا فى أن تخسر مصر 450 مليار دولار, ويرى أن مصر فى "زمن الملكية" كانت
أفضل مما ذهبت إليه بعد "ثورة 23 يوليو" لمجرد أنه تطربه عبارة "دولة
الرئيس" بما تحمله من فخامة!!
لا يجوز مناقشة "نكتة
رضا الشعب" عن الحكومة.. لكنها "نكتة" أصابتني بذهول دون أن تجعلنى
أضحك كما هو شأن "النكتة" فى كل زمان.. وهو الذهول نفسه الذى يأخذنى من "حكاية
هز الرأس" التى تجيدها "عائلته المحترمة" وتمارسها بطريقة "صوفية"
فيها تطوير "للدروشة", التى أحبها باعتباري تربيت فى رحاب "سيدي إبراهيم
الدسوقى".. وواظبت على حضور "مولد الدسوقى" الذي افتقد أيامه!!
يجوز جدا أن أعدد
مئات الأسباب التى تجعل الشعب راضيا عن الحكومة, والتى يبدو أن "كبير عيلة
مدبولى افندى" قد تعفف عن ذكرها.. ولا يجوز لأمثالى أن ينكر على هذه الحكومة
إبداعها فى العجز عن تسويق إنجازاتها, التى جعلتنى أتذكر شعبنا وقت أن كان يصرخ "إيش
تاخد من تفليسى يا برديسى"؟!
لنا أن نتخيل "ثورتين"
تسببتا فى خسارة مصر 450 مليار دولار.. وزلزال ضرب "تركيا" فسوى بالأرض
ربع مدنها, جعل "البنك الدولى" يقول أن خسائره 34 مليار دولار, وأن
إعادة البناء تحتاج إلى ضعف هذا الرقم – 68 مليار دولار – وهو ما يؤكد أن "الثورة"
أخطر من "الزلزال".. وهذا يجعلنا جميعا لا نكف عن الدعاء بأن يكفينا
الله شر الثورات التى خربت البلاد.. بداية من "ثورة 1919" مرورا بثورة "23
يوليو" وانتهاء بثورة "30 يونيو" وكل الثورات قبلهم وبينهم لأن "الرضا
عن الحكومة مفتاح الفرج" ويجعله عامر.. كما كان يقول دائما "فلاح كفر
الهنادوة"!!
0 تعليقات