علي الحفناوى
اليوم 9 أبريل هي
ذكرى مرور 75 سنة على مذبحة دير ياسين عام 1948، والتي أدت وفق تقرير الصليب
الأحمر الدولي إلى مقتل 254 من أهالي قرية دير ياسين الكائنة غرب القدس. نعم، 254
من الأهالي العزل لقوا مصرعهم نتيجة هجمات منظمة "الايرجون" الصهيونية
بقيادة مناحم بيجين. وقد حاول رجال القرية مقاومة هذا الهجوم البربرى، لكنهم لقوا
مصرعهم أيضا.
وقد أدت هذه المذبحة
إلى هروب باقى سكان القرية (نحو 600 شخص) عندما سمعوا مكبرات صوت القوات المعتدية
تهددهم بالذبح إن بقوا في منازلهم أو في قريتهم... كما استخدمت القوات الإسرائيلية
تلك المذبحة لترويع كل أهالي القرى الفلسطينية، كى يتركوا أرضهم ويذهبوا بعيدا حتى
لا يقتلوا... فبدأ فى هذا اليوم إنشاء مخيمات اللاجئين.
لم تكن حرب فلسطين قد
بدأت بعد باشتراك الدول العربية، فكانت تلك المذبحة محفزة للحكومات العربية
للاندفاع إلى دخول حرب التحرير، ولكنها فشلت كلها لسوء الاستعداد. وتمكنت
التنظيمات الصهيونية وجيش الهجانا الاسرائيلى بالأسلحة الشرقية والغربية الحديثة
من الانتصار على القوات العربية.
كثرت أصوات الاستهجان
في دول العالم وفى أروقة الأمم المتحدة على قيام منظمة الإيرجون بقيادة بيجين بقتل
الأهالى في مذبحة دير ياسين؛ ولكن بلا أي نتيجة على أرض الواقع. وكان من أشهر
الاستنكارات التي صدرت، الخطاب الموقع من العالم الكبير "ألبير آينشتاين"،
بالرغم من أصوله اليهودية، يصف فيها بيجين ومنظمته بالنازية والفاشية... ولكن نفس
هذا البيجين نال جائزة نوبل بعد ذلك بسنوات
!!!
وبعد دير ياسين، ونكبة فلسطين
التي مر عليها 75 سنة، لم يبق في العالم إلا أصوات خافتة تستنكر وتعرب عن قلقها،
والعرب يهرولون إلى التطبيع، وإسرائيل تتبع نفس سياسات الترويع والعنف للاستحواذ
على أراضى عربية جديدة، والأماكن المقدسة تدنس، والشعب الفلسطيني لا يزال يدفع
الثمن...
9 أبريل ذكرى حزينة، لن نسمع بمناسبتها إلا صمت
عربى مدوي.
0 تعليقات