آخر الأخبار

أحزاب عمياء.. وإعلام أخرس!!

 


 

 

نصر القفاص

 

 

مصر تطلب من "الإنتربول" وضع اسم "لواء أركان حرب محمد يوسف" على قائمة المطلوبين.. فساد!!

 

جدد المهندسين الثقة بالنقيب "طارق النبرواى" فاقتحم نواب – مستقبل وطن – مكان انعقاد الجمعية العمومية, واعتدوا على الحضور بما فيهم رجال القضاء ومزقوا بعض أوراق الاقتراع..

 

بلطجة!!

 

جندى مصرى يؤدى واجبه بشرف فى حماية الحدود مع إسرائيل.. طارد تجار مخدرات حسب البيان الرسمي المصري الذى وصفه بأنه "فرد أمن" بينما البيانات الإسرائيلية تطلق عليه "مخرب" وفى رواية أخرى "إرهابي" لأنه قتل ثلاثة جنود إسرائيليين قبل استشهاده.. بطولة!!

 

هنا يلزم التوضيح أننى لا أعيد نشر أخبار، لأن تفاصيلها معلنة وعرفها القاصى والدانى فى أرجاء المعمورة.. لكن "الأحزاب العمياء" لم تر الأحداث الثلاثة، و"الإعلام الأخرس" تجاهلها باعتبارها ليست "إنجازات" مطلوب منا أن نقدسها!!

 

بداية أذكر أنني رأيت "اللواء أركان حرب محمد يوسف" يوم الاحتفال بتدشين عملية تطوير الترسانة البحرية بالإسكندرية عام 2015.. كنت ضمن المدعوين للاحتفال, وكان هو فى مقدمة حضور المناسبة وتبادلنا حديثا على هامش المناسبة.. بعدها بنحو عام كنت أقدم برنامج "البرلمان" على شاشة "أون تى فى" – توقف البرنامج بمجرد عودة البرلمان – وفتحت ملفات الفساد فى شركات القطاع العام.. أذعت وناقشت وقائع مذهلة ومستندات خطيرة.. إستمرت الحملة لأكثر من خمسين حلقة.. كان بينها حجم الفساد فى الشركة التى يتولى أمرها "اللواء أركان حرب المذكور" وانتهى الأمر إلى عودة "وزارة قطاع الأعمال العام" بعد أن كانت تحت عباءة "وزارة الاستثمار", التى خرج وزيرها من منصبه إلى شركة "أوراسكوم".. ومن الشركة نفسها جاء وزراء ومسئولين كبار ونواب.. بينهم المدير التنفيذى للصندوق السيادى!!

 

الطريف أننى ذهبت للبيت قبل بلوغى سن المعاش.. واستمرت قيادات شركات قطاع الأعمال العام, وكان أصغرهم حينها فى عمر 68 عاما, وتحديدا هو "اللواء أركان حرب المذكور", فى مواقعهم.. كل منهم يتقاضى الكثير.. بينما "العبد لله" يرفضون صرف مستحقاته فى مكافأة نهاية الخدمة, بعد أكثر من عامين عرقلة فى صرف المعاش.. دون داع لأن أشغل أحد بحكايتى.. التى سيأتى يوم وأحكى تفاصيلها المذهلة!!.. رحت فى نوبة ضحك هستيرى عندما طالعت اسم "اللواء أركان حرب المذكور" مطلوبا عبر "الإنتربول" بعد سنوات تجاوزت ربع قرن تبوأ خلالها مناصب "لخدمة الوطن" فى مواقع مهمة بعد انتهاء خدمته العسكرية!!

 

الخطير فى مسألة "اللواء أركان حرب المذكور" أنها الأولى – فيما أتذكر – التى نطالع فيها اسم قيادة عسكرية سابقة برتبة "لواء" تطلب عبر "الإنتربول" فى قضية فساد, حسب ما تم نشره.. رغم أننا نعلم أسماء تحمل رتبا عسكرية تمت محاكمتهم – مع إعلان ذلك – فى قضايا ذات طابع عسكري أو طابع سياسي.. ولو أن أحدا أراد إنعاش ذاكرتى باسم "الفريق أحمد شفيق" على أنه تم اتهامه فى قضايا فساد.. سأرد عليه بأنه كان متهم, ودافع عن نفسه أمام القضاء ولم يهرب لكى يتم النداء بالقبض عليه عبر "الإنتربول" فضلا عن أن الرجل أمتلك جرأة وقدرة على المواجهة.. وقد يقول قائل أن الرئيس الأسبق "حسنى مبارك" تمت محاكمته فى قضية فساد – القصور الرئاسية – وصدر ضده حكما نهائيا.. وهذا القائل سأرد عليه بأن الرجل لم يهرب, ولم يتم طلبه عبر "الإنتربول" كما قرأنا ونتابع!!

 

يلزم هنا تنويه ضرورى.. كنت ومازلت ضد كل فاسد.. عسكريا كان أو مدنيا.. وكنت ومازلت أتمسك بموقفى ضد "حسنى مبارك" و"أحمد شفيق" وأرى فيما حدث خلال "25 يناير 2011" ثورة كما أكد الدستور الحالى.. وكذلك الدستور الذى سبقه!!

 

أعود لحكاية "اللواء أركان حرب المذكور" المطلوب عبر "الإنتربول" باعتباره فاسد, لأننى أملك الحق فى أن أطالب بتحويل ملفات شركات "قطاع الأعمال العام" المفترى عليها إلى النيابة.. تقديرا من جانبى واحتراما واجبا للقضاء وكلمته.. على أن يشمل قرار الإحالة كل تقارير "الجهاز المركزى للمحاسبات" وكافة تقارير "الرقابة الإدارية" لكشف حقائق نهب المال العام.. ربما لأننى فى حالة دهشة من حجم المبلغ المتهم بتبديده "اللواء أركان حرب المذكور" وهو 16 مليون جنيه!!.. خاصة وأننى عرضت خلال عشرات الحلقات حقائق ومستندات, تناولت فساد كثيرين.. بينهم من تبوأ مواقع وزارية ونيابية.. بل مناصب أكبر.. بعد كل ما عرضته على الرأى العام عبر شاشة التليفزيون.. وتمنيت لو أن أحدهم من أعضاء "مجلس النواب" طلب مناقشة ما عرضته, وكتب عنه غيرى فى صحف متنوعة ومختلفة!!

 

هنا أتوقف عن "الكلام المباح" فى حكاية "لواء متهم بالفساد" باعتباري فى سن الشيخوخة!!

 

أنتقل إلى ما حدث فى "نقابة المهندسين" لأنه وقع بعد ساعات من انتخابات تابعناها فى "تركيا" لانتخاب رئيس و600 نائب فى البرلمان.. دون أن نشاهد عبر شاشات الدنيا واقعة "بلطجة" واحدة.. فضلا عن أنه حدث وقت اجتماعات ما يقال عنه "الحوار الوطنى" ولا تكف وسائل الإعلام عن التبشير بأنه يمثل بداية جديدة.. فإذا بهؤلاء النواب والقيادات فى "حزب الأغلبية" يظهرون علينا ليقدموا مشهد ترويع للمجتمع بأثره.. وأدهشنى أن قسم شرطة لم يتحرك لإثبات الواقعة.. والحمد لله أن النيابة العامة شرعت فى التحقيق فيما قالته إحدى عضوات "مجلس النواب" بالصوت والصورة.. وكل هذا يجوز.. لكن ما لا يجوز ولا يقبله عقل أن يغيب الإعلام المصري كله – صحافة وإذاعة وتليفزيون – وتجاهل الإعلام جرائم "اللواء أركان حرب المذكور" ثم كانت ذروة المأساة.. فقد أصاب "الخرس" إعلامنا تجاه جندى مصرى قام بآداء واجبه بشرف.. صمتوا على "وقاحة" جهات رسمية وإعلامية فى إسرائيل, حين وصفوا "البطل" بأنه "مخرب" و"إرهابى" ونقلت عشرات القنوات الحدث.. بينما الإعلام المصرى يمارس هوايته بتركيز كاميراته على صفحة النيل, كما فعلوا خلال "ثورة يناير" وكما يفعلون مع آهات وصراخ الشعب المقهور!!

 

يحدث كل هذا على المسرح, بينما الكواليس صاخبة بحفل "الحوار الوطنى" الذى يبقى الهدف منه غامضا.. لأن المشاركين فيه يجددون "اتفاق القصد الجنائى" لثالث مرة.. وللتذكير كانت الأولى ضد "الوفد" فى زمن "الملك فؤاد".. والثانية هى تلك التى جعلت "مستنقع الوطن" يملك الأغلبية!! لأننا نعيش زمن لا يقع فيه الفساد, إلا عندما يمارس الفاسد "الغدر" بالذين مكنوه.. والبلطجة لا تراها الشرطة, إذا مارسها نواب وقيادات الحزب إياه.. والزمن نفسه جعل "شهيد الواجب" مجرد "فرد أمن" وسمح للعدو الصهيونى أن يصفه بأنه "مخرب" و"إرهابى".. ولأننى أكتب رأيا.. يحتمل الصواب والخطأ.. أسأل الله أن يحمينى من تهمة نشر أخبار كاذبة.. أو توزيع منشورات سرية.. وأملى أن أنجو من تهمة تكدير المجتمع.. وإذا فهم الذين يطبخون السم ما أقصده خطأ, أعلن استعدادي لإعلان الندم.. على طريقة "أم كلثوم" وهى تقول: "أبوس القدم.. وأبدى الندم.. على غلطتى.........."!!

 

إرسال تعليق

0 تعليقات