آخر الأخبار

محمد صلاح : اسم كاشف للحقيقة

 




بهاء الصالحي

 

جاء محمد صلاح الشاب  المصري الذي قام بمهامه كحارس للحدود المصرية مع فلسطين المحتلة ( وذلك تأسيسا علي ان منطقة الحادث غير مشمولة في قرار التقسيم ) وقد قام بتعقب المهرب الي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وقام بقتل ثلاثة من المحتلين وأصاب رابعا ، ذلك طبقا للرواية الرسمية المصرية.

 

ولكن تحليل الخطاب الإعلامي علي ثلاث جهات هي : المؤسسة العسكرية المصرية ، المؤسسة العسكرية الإسرائيلية،  المؤسسة الشعبية المصرية بكافة أطيافها علي محورين شاملا المعارض والمؤيد للدولة الرسمية في مصر .

 

  المؤسسة العسكرية الإسرائيلية

 

توافق الاتجاه اليميني علي الحكم في إسرائيل مع حقيقة تسيس الجيش هناك ،علاوة علي خبرة ماكينة الدعاية الصهيونية التي خلقت أسطورة الهولوكوست ونجحت في توظيف تلك الأسطورة كمحرك سياسي وأدوات ضغط قوية بحكم تواجد نسبة كبيرة من التداخل المخابراتي مابين الموساد والمخابرات الغربية ،مع ضعف أداء المؤسسة العربية في إدارة ملف الصراع العربي الإسرائيلي ،بحكم تنازل العروش العربية علي حلم الريادة الوهمي .

 

كمية الدعاية الصهيونية مخاطبا العالم الغربي الداعم والضاغط علي العالم العربي بحكم تاريخية صناعة العالم الغربي لمزيد من دول الثروة العربية والحاكمة للمشهد العربي الآن .

 

وهنا مراجعة قدرة الجيش المحتل علي الاحتفاظ بالصورة الذهنية والتي روحها في الداخل وتوافقها مع الخطاب اليميني الحاكم .

 

 المؤسسة العسكرية المصرية

 

فكرة الانضباط الصارم مع عقيدة الأمان بسرية الأحداث اليومية مع ضرورة الوصول لنقطة صفرية المشاكل ،وذلك مع تنامي الإحساس بالخطر من ثلاث جبهات عسكرية مفتوحة عبر ليبيا والسودان والعدو الإسرائيلي ، حيث حساسية التعامل مع معاهدة مارس ١٩٧٩ ، فهي سلاح تكتيكي بالغ الأهمية لتبريد تلك الجبهة ، ولكن الاعتراف بأن الجندي المصري كان يؤدي مهمته وأن تجاوز الانضباط العسكري بتعديه للحدود دون إذن مسبق من قيادته ، ولكن مراجعة خطاب القيادة العسكرية المصرية مقارنة بحالة سابقة وهي  حالة سليمان خاطر حيث تعاملت معه مؤسسة الرئاسة مع الأمر وكأنه صفقة تبادلية وليست قضية جندي مصري له اعتباره حيث سمحت القيادة وقتذاك للموساد بقتله داخل السجن وفق روايات كثيرة من أهله ، ولكن القيادة وقتذاك روجت لفكرة انتحاره ، مع الإلحاح الإعلامي عليها ، ولكن ردة الفعل الشعبية وقتذاك أجهضت فكرة الإعلام حول تشويه صورة سليمان خاطر كنوع من المواؤمة مع العدو الصهيوني ،خاصة مع اتجاه مبارك لصفرية المشاكل كاتجاه استراتيجي لمدة ٣٠ سنة .

 

 المؤسسة الشعبية المصرية

جاءت الحركة الشعبية التي واءمت حالة سليمان خاطر مع كون الحركة الطلابية والتي بلغت خمسينياتها الان ،علاوة علي تاريخ سليمان كجزء من حكائية ذلك الجيل الذي ربي أولاده علي تراث وعدم قدرته علي التحقق بحكم تراجع جودة الحياة ،فلم يبقي له سوي ذكري سليمان،  علاوة علي الإحساس الشعبي بكراهية العدو الصهيوني ،خاصة مع تمدده التطبيعي عبر دول الثروة الخليجية والتي تقود العالم العربي الآن .

 

علاوة علي الدور الصهيوني في حرمان مصر من مياه النيل ،وذلك مع تراجع أدوات القوة المصرية في أفريقيا، مما اكسب الكتلة الشعبية المصري نوعا من الاحباط ،مما ترك مساحة من التأويل ،بحكم هوة المصداقية مابين البيانات الرسمية والشعب وذلك بحكم جسامة المسكوت عليه والغموض الغير مبرر المصاحب لقانون حرية المعلومات .

 

وكذلك الجزء المعارض للدولة المصرية بحكم صراع القوة وموقع السلطة السابق ، هنا يصبح اللعب علي شعبوية الحادث خاصة مع مزاجية الكتلة الساكنة مابين الطرفين .

 

هنا تصبح قياسات الرأي العام الدقيقة محور هام لتقرير استراتيجيات الدولة إذا أرادت الفرار من براثن الازمة الحالية.

 

يبقي الأمر بحكم توازن القوي الثلاث الني تتنازع القضية الآن علما بوضوح طرف هو الطرف الصهيوني ، مع تجاذبات الطرفين الآخرين بحكم أنماط الجدل داخل الجبهة الداخلية المصرية ، ويبقي رغم كل ذلك الصورة الذهنية عن محمد صلاح ذلك الشهيد وقود لنار الحقيقة التي تنجلي حين بعد حين

إرسال تعليق

0 تعليقات