محمود جابر
مع ميلاد فجر الثالث من يونية، كان النهار الجديد يولد، وكان بطل جديد يشب
عن الطوق... مسطرا ملحمة وطنية وقومية في مهاجمة الجنود الإسرائيليين في كمائنهم
بالقرب من معبر العوجة، توقيت العملية ليس عبثا الا لم اعتاد الخضوع والخنوع،
والتطبيع، بطل الفجر الجديد بعث من جديد ليرد على ما حدث قبل نحو نيف وأربعين عاما
وقول فى يونيه / حزيران نحن حاضرون، حضور
يستحضر فيه تجربة سليمان خاطر، و أيمن محمد حسن، وقبلهما سعد أدريس حلاوة .
استطاع الشهيد البطل محمد صلاح حسب المعلومات الأولية من المصادر المصرية،
من قتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة رابع، وسيطر على المنطقة التي دخل إليها من
السادسة فجرا حتى الحادية عشر قبل الظهر متوغلا مسافة كيلو ونصف في الأراضي
المحتلة عام 1948، وهو من بادر لمهاجمة القوى الإسرائيلية التي استنفرت قواتها
بعدما علموا بمقتل جنديين بعد ساعات طوال، وتمكن من قتل جندي ثالث وإصابة جندي آخر.
المشهد العملياتى وفقا للمعلومات المتداولة يقول: ان العملية لم تكن ردة
فعل او انفعال لحظى بل عملية البطولية مخطط لها، ومعد لها جيدا، ولدى البطل هدف
نصب عينية، وبسلاحه الفردي البسيط الكلاشنكوف نصف الآلي تمكن من السيطرة على مركز
قيادة الفرقة الإسرائيلية 80، وتجول بهدوء تام لمدة خمس ساعات طوال قضاها مسيطرا
على المنطقة. وهو ما يكشف، ان هناك ثغرات امنية كبيرة يعاني منها الجيش
الإسرائيلي، ثغرات امنية على الحدود، وثغرات في الجاهزية، وثغرات في الاحتياطات
الأمنية اللوجستية الرابطة بين المواقع الإسرائيلية، بين النقاط ومراكز الكتائب
والسرايا والألوية والفرق، وكشفت عن هشاشة الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية.
وعكست العملية الفدائية عظمة الروح القتالية لدى الجنود وصف الضباط والضباط
المصريين بكل مستوياتهم ومراتبهم القيادية، وأكد من خلالها، ان مصر ستبقى وفية
لفلسطين ولكل ارض عربية محتلة، ولن تنحي مصر الشامخة إلا لله ولإرادة الشعب المصري
العظيم والأمة العربية، كما جاءت عملية الشهيد صلاح لترد على اتفاقيات التطبيع
الاستسلامية الجبانة، ولتقول بصوت واحد، وباسم جموع شعوب الأمة، لا للتطبيع، ولا
للاستسلام، ولا للرضوخ لمشيئة أعداء مصر والأمة، وأراد صلاح الإعلان، ان أنظمة
التهافت الراكضة في متاهة التطبيع الاسنة لن تتمكن من فرض تطبيعها على الجماهير
العربية .
0 تعليقات