آخر الأخبار

حسام حداد وخلط الزيت بالماء






 استمعت قبل قليل لحلقة الاخ والصديق العزيز حسام حداد على قناته والمعنونة بعنوان ( القرآن الكريم وانتهاء صلاحية الفقه الإسلامي ) ولا اعلم هل تعمد حسام كمية هذا الخلط ام سهى فيما قال واخذه الانفعال الشخصى فلم يفرق بين قول بعض الدعاة او المشتغلين فى اوقات فراغهم بالحديث فى الدين وبين ما يمكن ان نصفهم بانهم فقهاء ...

فضمن ما قاله لاثبات عدم صلاحية الفقه الاسلامى مثلا:
- ان البعض قال لا يمكن غسل الملابس الداخلية للرجال مع ملابس النساء!!
- وان هناك مشاكل فى الزواج اذا اختلف المذهب او الملة أو الطائفة !!
- كما انه قال ان الحجامة من الفقه رغم انها من العادات !!
- وتحدث عن المعراج
- المهدى
- الاعور
- عذاب القبر
وقدم خلطة عبقرية لا تمت للواقع بصلة حول تأخر التقدم والتنمية وعجز الفقه الاسلامى عن دفع هذا التقدم، وما يقدمه هذا الفقه - المنتهى صلاحيته فى قهر الناس وتصنيفهم وارهابهم ...

والتمس العذر من صديقى المثقف الكبير فى نقد ما يقول وإن كان هو نفسه نقد نفسه فى حواره حينما اشار لفقهاء واعلام كبار على سبيل امثال مصطفى الزرقا وشحرور وعبد الجواد ياسين، وقبلهم موسوعة جمال عبد الناصر فى الفقه الاسلامى، وليسمح لى الاستاذ بعدد من الاسئلة:

- من فرض على المجتمع المصرى الفقهم السلفى؟ من تحالف مع كل الجماعات السلفية والاخوانية طوال اكتر من نصف قرن من الزمان وسمح لهم بالسيطرة على النفابات وفتح جمعيات ومراكز لتدريب الدعاة وقنوات اعلامية وتحالف معهم سرا وعلنا، من سمح باغتيال اعلام الفكر من فرج فودة ونجيب محفوظ من سمح بفصل نصر حامد ابو زيد والتفريق بينه وبين زوجته ؟ من ما يزال يحتفظ فى قوانينه بقانون الازدراء والذى يطبق على الجميع مسلم ومسيحى؟ من الذى يحاكم الملحدين فى المحاكم والشيعة وكل من يخالف النمط السائد فى المجتمع ؟ هل هو الفقه الاسلامى أم السلة السياسية ؟

يا سيد حسام الفقه الاسلامى ليس له حرية الفعل فى المجتمع الا بالقدر الذى تسمح به السلطة السياسة، واذا ما ارادت السلطة السياسية فعل شىء على مستوى التشريع فسوف تجبر المجتمع على فعله، ولدينا نماذج عديد، ففى الوقت الذى ما تزال الفتوى محتلفة فى موضوع التعامل مع البنوك الا ان الدولة تفرض التعامل مع البنوك من خلال سياسات الحوكمة واستبدال النقد بالكروت الائتمانية ولم يمنع الفقه الاسلامى ذلك لا الموافقين على التعامل ولا المعترضين عليه !!
ما تزال هناك فتوى تحرم موضوع التأمين على الصحة والحياة والممتلكات ومع هذا فإن المجتمع المصرى فيه العديد من المؤسسات الائتمانية التى تعمل ولها شخصيتها الاعتبارية ولها وجود فى الاسواق المالية والاقتصادية ولم يؤثر الفقه الاسلامى حرمة او اباحة على مستوى التعامل .

ولكن مسألة الزواج الملة والطائفة والمذهب لا يفرضها القانون المصرى فى الزواج الاسلامى فالمؤذون الشرعى الذى يعمل لدى وزارة العدل المصرية لا يسأل المتقدم للزواج أو المتقدمة مذهبك اية او ملتك اية، اضف الى ذلك ان المصريين المسلمين قد تخلصوا من مفهوم المذهب والملة والطائفة منذ عقود ولم يعد فى بطاقة المصرى غير مسلم ومسيحى .

وبهذا الخصوص - موضوع الزواج- احب ان اشير الى أمرين أن الكنيسة ما تزال تمارس موضوع المذهب والطائف بين المسيحيين بعضهم وبعض ولا يجوز ان يتزوج ارثوذكسى بكاثوليكية والعكس، او لا يجوز الزواج بين انجيلى وارثوذكسية ، هذا بعكس المسلمين فى مصر الذى لو سألتهم انت حنفى لوه شافعى وله مالكى وله اية لن يجيبك أحد ، ولا احد فى مصر يعرف لماذا يقول المأذون الشرعى وعلى مذهب ابى حنيفة لانه لا يعرف !!

وبالخصوص احب ان اقول لك ان الذى منع مئات الالاف المصريين من البهائيين ان يكتبو ديانتهم فى بطاقة الهوية ليس الفقه الاسلامى ولا المؤسسة الرسمية للدين الاسلامى بل وزارة الداخلية المصرية ولم يعرض الامر حتى الان على البرلمان المصرى الذى تطالبه حضرتك ان يكون هو المشرع، فالبرلمان المصرى ومنذ ان بدأت التجربة السياسية المصرية المقيدة انت تعرف جيدا من ياتى بالبرلمانيين الى البرلمان فهناك عشرات الاسباب هى التى تأتى بعضو البرلمان ليس من ضمنها صندوق الانتخاب، وقديما سقط فى الانتخابات المصرية استاذ الجيل احمد لطفى السيد امام العمدة سليط - الذى لا يحسن القراءة ولا الكتابة - لان احمد لطفى السيد رجل ديمقراطى !!
اما بخصوص شيطنة مؤسسة تكوين، فيمكنك ان تتابع - وانت الصحفى الحصيف - ان من بدأ فى إطلاق رصاصات الاعدام المعنوى على المؤسسة هم إعلاميين محسوبين وقريبين من مؤسسات صنع القرار السياسى ...
يا صديقى الفقه الاسلامى لا يجبر احد على فعل شىء، وكل مسلم مخير بحرية كاملة فى ان يفعل ولا يفعل ليس لديك اب اعتراف او قداس رسمى لا تستطيع ان تمارس عبادتك من خلاله وليس لدينا كنيسة تستطيع ان تحرمك من دينك او تشلحك من منصبك الرسمى كونك فقيه من عدمه .... الفقه الاسلامى متعدد الجوانب والمشارب ولدينا اكثر من عشر مدارس اسلامية فى الفقه وبالتوازى مع هؤلاء العشر يوجد الالف المدارس الفقهية الاخرى ولن يجبرك احد على هيئة للصلاة او مواقيت للصيام او هيئة للباس او الملابس الداخلبة ومن عظمة الاسلام انك حر فى ما تفعل او لا تفعل ...

ولكن السلطة السياسية اليوم وامس وغدا هى التى تنصب من نفسها مشرعا تسمح لفلان ان يكون معبرا عن الدين ولا تسمح لفلان السلطة السياسية هى التى سمحت فى وقت من الاوقات ان يكون كشك فقيه الشارع والمجتمع وهى من سمحت ليعقوب وحسان والحوينى وما تزال تستعين بعهم على قضاء حوائجها ....
وان كان لديك نقد فى هذا الخصوص فانا استغرب لماذا هذا الصمت المطبق والتجاهل التام لسوء استغلال السلطة السياسية فى استخدامها العمل الاسلامى لضرب المجتمع بعضه ببعض واستعلال المجتمع بشكل سافر وواضح ومفضوح ويراه كل زى عين
وارجو من صديقى الاستاذ HoHossam Elhadadان يسامحنى على هذا وتحياتى لكم

إرسال تعليق

0 تعليقات