آخر الأخبار

حياة الماعز (دراما هندية مأساوية) -2-

 







حياة الماعز هذه الدراما الهندية البديعة التى كتبت ( قصة - سيناريو) وصورت - بضم الصاد - بمهارة حرفية بديعة تشعرك بضيق النفس واحيانا بانقطاعه وانت تشاهد كيف يسحق الانسان الفقير، وكل جرمة انه فقير !!

ساعتها تذكرت كلمة الإمام على بن أبى طالب وهو يقول : لو ان الفقر رجلا لقتلته".

فالفقر هو حالة من النقص والحاجة والحرمان من خلال انخفاض استهلاك الغذاء وغير الغذاء , وتدني الصحة العامة وزيادة نسبة الامراض والوفيات وتدني التعليم وتخلفه وعدم توفر السكن الصحي الملائم , مع انعدام الدخل او محدوديته. وكلها معاناة عانى منها نجيب فى الهند مما دفعه الى الغربة فى صحراء موحشة ليست لها نهاية ، سحقت انسانيته ودهست ما تبقى فيه من عافية وحلم، واصبح فريسة لضباع الثروة ينهشون فيه بلا رحمة ولا هوادة .

فنجد نجيب يعيش حياة الماعز وهو غنسان، يأكل مما ياكلون ويشرب من مكان شربهم بل ربما هو محروم من الماء فى اغراض حياته من نظافة شخصية واستحمام وغسل ثيابه؛ وفى النهاية يصبح نجيب واحد من هذا القطيع يتحدث لغتهم ويصدر نفس اصواتهم وثغاءهم !!

الفقراء لا يثورون :


وعبر العديد من مشاهد الانكسار والحسرة والحيرة والقهرة يخبرنا الفيلم وربما القصة ان الفقراء لا يثورون ولا يخططون لثورة ولا يبدؤونها، ربما يلحقون بها، كما لحق نجيب بحكيم وابراهيم بعد ذلك.

الفقراء لا يعرفون الثورة ولكنهم يعرفون التمرد والانتفاضة، ولكنهم لا يثورون، وشتان ما بين الثورة والتمرد، فالثورة -في معناها العام والواسع- هي حراك شعبي كبير يستهدف تغييرا جذريا واستبدال النظام كليا ، فيما التمرد هو حالة انفجار لفئات وطبقات معينة نتيجة لتراكم حالة الغضب والإحباط.

وعليه، فإن الدول الفقيرة نادرا ما تشهد ثورات، ولكنها في أغلب الأحوال تشهد انفجارات وانتفاضات شعبية بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

وحسب جاك غولدستون عالم الاجتماع السياسي الأميركي والأستاذ بجامعة جورج مايسون، فإن الفقر وحده لا يؤدي إلى قيام الثورات، ويستدل على ذلك بأن الثورات التي حدثت خلال القرون الثلاثة الأخيرة كانت في بلدان متوسطة الدخل وليست فقيرة.

وهي أطروحة لها وجاهتها ليس فقط نظريا ولكن أيضا تاريخيا، فحسب غولدستون، فإن الثورة الأميركية عام 1775 قام بها المستوطنون الأميركيون الذين كانوا أفضل حالا من الفلاحيين الأوروبيين، كما أن الثورة الفرنسية 1789 قام بها عمال وفلاحون كانوا أفضل حالا اقتصاديا واجتماعيا من نظرائهم الروس الذين جرت ثورة في بلادهم بعد ذلك بـ100 عام.

والواقع المصرى يخبرنا ان المصريون لم يثورا يوما الا حينما تحسنت احوالهم المعيشية، ولكنهم كثيرا ما ينتفضون.

لكن، لماذا لا يثور الفقراء رغم فقرهم وعوزهم واحتياجهم الشديد؟ هنا يطرح غولدستون وآخرون إجابات عديدة، منها أنه لا يستطيع الفقراء -سواء العمال أو الفلاحون- أن يقوموا بالإطاحة بحكومات تمتلك جيوشا نظامية عازمة على الدفاع عن أنظمتها مهما كان الثمن، فالثورات تحدث -في أغلب الحالات- عندما يقع انقسام أو انشقاق بين النخب الداعمة للنظام خاصة النخبة العسكرية، والنخب وليس الفقراء هم من يستطيعون تعبئة المواطنين من أجل الثورة والإطاحة بالنظام.

أيضا، فإن الفقراء لا يمتلكون الموارد الكافية -سواء المادية أو المعنوية- لتشكيل قوة ثورية يمكنها العمل والتخطيط لتغيير النظام القائم، وأحيانا يفسر البعض الفقر باعتباره قدرا دينيا أو أمرا طبيعيا يجب تحمله والصبر عليه، لذلك يعتقد غولدستون أن الفقر لا يؤدي إلى ثورات وإنما إلى تمرد شعبي، وفالتمرد هو انفجار مجتمعي يحدث نتيجة للاحتقان والغضب المتراكم، وبالتالي لا يوجد مشروع سياسي واضح خلف التمرد.

لكن إذا كان الفقر لا يدفع الناس للثورة وتغيير النظام فما الذي يدفعهم إذن؟ هنا يجيب غولدستون بأن الحرمان النسبي وليس الفقر هو الذي قد يدفع إلى قيام الثورة وحدوث التغيير، فالشعور بعدم المساواة وانعدام الفرص -سواء في الدول الغنية أو الدول متوسطة الدخل- هو الذي يدفع باتجاه التفكير في الثورة، وذلك من أجل تغيير موازين القوى السياسية وتحقيق العدالة الاجتماعية، ويصبح الأمر أكثر إلحاحا عندما يدرك المواطنون أولا أن فقرهم ليس قدرا حتميا لأن بلادهم فقيرة ولكن نتيجة للسياسات الحكومية الفاشلة والفاسدة، وثانيا لأن هناك فئات وطبقات أخرى لا تعاني الفقر، بل تحتكر الثروات والموارد على حساب بقية المجتمع، وبكلمات أخرى، فإن فقرهم هو بفعل فاعل وليس أمرا قدَريا.

في مصر يعيش ما يقارب ثلثي السكان تحت خط الفقر، أي على أقل من 30 جنيها يوميا، ورغم ذلك لم تقم ثورة يناير بسبب الفقر وحده، وكذلك لم يطلقها أو يقودها الفقراء، ولكن قادتها وحركتها شرائح من الطبقة الوسطى من المهنيين والطلاب والعمال والموظفين الذين كانوا قوة الدفع الحقيقية للثورة خلال 18 يوما.

وعودا على الفيلم نجد ان الدعم الحقيقى لنجاة نجيب من غياهب بئر الصحراء القاحلة جاء من شخص يعيش نفس ظروفه ولكن يتحلى بقدر من الامل والمعرفة والتضحية فى سبيل الأخرين، فإبراهيم الافريقى - خضيرى- بما انه يملك معرفة الطريق والخروج من الصحراء كان يمكنه ان يهرب وحده، ولكنه قدم التضحية من اجل ان يخرج نجيب وخكيم من هذا السجن الصحراوى الكبير المفتوح ...

حياة الماعز دراما تستحق المشاهدة وتستحق الكتابة وتستحق ان يثار حولها الف ضجة وضجة لانه صانع الفيلم دخل بقدميه الى حقل الغام الثراء السعودى الفاحش والطاغى وحاول تعريته امام الجمهور وما قطاع واسع من البشر يفضح به ممارسات المواطن السعودى المدعون من دولته لقهر الغرباء الذين قدموا الى المملكة العربية السعودية من اجل تقديم ثمرة فؤادهم من اجل ان يقدموا خدمات للسعودى لا يحسنها ولا يعرفها كما المدرسين المصريين والاطباء ووووو
وكلهم جاءوا الى هذه البلد يعمرونه ويحدثونه من اجل ان يعيش المواطن السعودى كأنسان وليس راعى غنم فى الحراء ولكن هيهات ...

حياة الماعز (دراما هندية مأساوية) -1-








إرسال تعليق

0 تعليقات