اليعقوبى... ورسالة الأمل بوجوب العمل
فى مساء يوم الأحد الماضي 15 شعبان 1440هـ، الموافق 12
أبريل/ نيسان 2019م، وجه سماحة المرجع اليعقوبى رسالة رآها البعض أنها رسالة إلى
جمهور مقلديه فى العراق وغيرها، وفهمها من فهمها أنها رسالة لك أنت يا من ضاقت بك الأرض
خوفا وجوعا وتشريد وظلما، لك يامن وقع السيل علي، ولمن يخشى العطش، ولمن هم واقفون على
مشارف المعركة ولمن يخشون الدخول فى محرقة، للجموع التي أكلها الظلم والاستبداد
والفساد والطمع والفقر والمرض وهؤلاء ما أكثرهم مثلى ومثلك ..
أو الدولة الكريمة والحياة الطيبة تتحقق بتطبيق مبادئ
الإسلام الأصيل دولة الإمام المهدي (عليه السلام) أنموذجا....
ألقى سماحته رسالته بمناسبة الميلاد الميمون للإمام
الحجة المهدي بن الحسن سلام الله عليه وعجل فرجه الشريف، وحضر الكلمة عدد من
الوفود التي وفدت على مكتبة بالنجف الاشرف سلام الله على ساكنها إلى يوم الدين،
بهذه المناسبة .
وحديث سماحة المرجع اليعقوبى ليست مجرد فضول علمي، ولا
نزعة فطرية لاكتشاف المجهول، وإنما هي ذات مداليل ترتبط بحركتنا المعاصرة
والمسارات العقائدية والسياسية التي اخترناها، إلى أين تنتهي؟ ومن هو المنتصر؟
ومن هو صاحب الرؤية الصحيحة؟
ومتى ستنتهي هذه المعاناة البشرية؟
وكيف ستنتهي؟
وما هي الوسائل؟
كل هذه الأسئلة
تلقي بظلالها على طبيعة العقيدة وطبيعة المسارات والمناهج التي نختارها لحياتنا،
ومن أجل ذلك فإن كل إيديولوجية تحاول أن ترسم صورة ذلك المستقبل، ومعالم تلك
الدولة العالمية بما يتناسب مع تلك الإيديولوجية.
رسالة اليعقوبى تحث على وجوب العمل من أجل أن نرى الأمل
والنور الموعود، وهذا لا يتحقق إلاّ بعد أنْ يقوم أنصار الإمام بواجبهم فى تطهير الأرض من الرذيلة والفساد
والظلم والاستعباد والجهل وان نكون على قدر نزول هذه الرحمات من تفوق وتعلم وتمكن وتقي
وصلاح .
وهو ما عبر عنه اليعقوبى بقوله أن تلتزم الأمة بالإسلام
الحقيقى حتى يتحقق فيها قول الله تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا
وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}الأعراف:
96.
وهذا المفهوم يفتح لنا بابا من فهم معنى الاستغفار بأن
الاستغفار ليس قولا باللسان فى جلسة هادئة مع النفس ولكن الاستغفار والتوبة هو
الرجوع عن ظلم النفس وظلم الآخرين بان نزيح عن أنفسنا ما نعانيه اليوم من قهر وظلم
وفقر وسلب للحقوق والحريات وفقدان الأمان هو نتائج عدم تطبيق مفهوم هذه الآية
وغيرها من الآيات التي صرحت بهذا المعنى، ويشير إليه بوضوح قوله تعالى
{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ
مِدْرَارًا} هود: 52.
فهذه الأمور إن أحسنا القيام بها فهنا ستتجلى اللحظة
المباركة من النعم والعطايا التي تشمل العلوم
والاستقرار الأمني والاقتصادي وغيرها من مظاهر الرفاهية والرخاء والتقدم العملي
والحضاري وسيكون بلدنا العزيز العراق محوراً رئيسياً في حركته المباركة بأذن الله
تعالى من جهة الموقع الجغرافي ومن جهة عدد ونوعيات أنصاره (عليه السلام) ...
وما يؤكد كلام سماحته من ان بناء الذات والعمل هو الباب الذي
سيخرج منه العالم من التفتت والتشرذم والفساد والفقر والجوع الى دولة العدل
والرفاهية والرخاء أن الأمر متوقف على الاستعداد النفسي والبدني والسلوكي والأخلاقي
للإنسان المؤمن الذي اعتبرته الرواية الشريفة بأنه ( كنز)، هذا الكنز لا يوجد
مادته الأولى إلا فى العراق وهذا فى ضوء الرواية الشريف (يكشف الفرات عن كنوزه )
وهنا يقول اليعقوبى الكنز ليس من الذهب ولكنهم
الأنصار الصالحون المخلصون وقد وجدت في الأخبار ما يؤيد هذا المدلول ...
فمعرفة طاقة الإنسان لنفسه وكيفية توظيفها أحسن توظيف من اجل أن يكون لنا دور فى صناعة وصياغة الحياة الكريمة وصناعة القيادات الصالحة
وليس المتسلطين والفاسدين والطامعين والناهبين فإن وجود هؤلاء وتصدرهم للمشهد السياسي والاجتماعي
والمجال العام من شانه ان يباعد بيننا وبين دولة العدل الإلهي وبين الفرج الموعود
.
إن العيش الكريم والحياة
الهانئة يمكن أن يتحقق قبل ظهور دولة الإمام المهدي (عليه السلام) إذا استعادت الأمة
إسلامها الأصيل بصورة نقية وتمسكت به وجسدته شكلا ومضموناً في ميادين الحياة وهو
المعنى الذي أشار إليه القران الكريم في عدة مواضع.
السؤال فى النهاية من وعى
الرسالة ومن سيعمل بها وهل نرى أثر تلك الرسالة على النفوس قريبا ؟!!
0 تعليقات