آخر الأخبار

طوفان الكرامة الهدف الليبى وحلم الدب الروسى فى المتوسط



طوفان الكرامة الهدف الليبى
وحلم الدب الروسى فى المتوسط







مع انطلاق عملية «طوفان الكرامة» التي بدأتها قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة خليفة حفتر، 4 أبريل (نيسان) الحالي، بهدف تحرير طرابلس من "الجماعات الإرهابية"، حسب بيانات قيادة الجيش الليبي، وإعادة الاستقرار والأمان ووحدة البلاد، تتفجر عدة أسئلة يصعب الإجابة عنها ما دامت العمليات العسكرية لم تنتهِ بعد، وقد تساعد بعض الملاحظات، في بيان الذي يجري والذي يمكن أن ينتج عنه. وأول هذه الملاحظات يتعلق بالهدف والتوقيت لهذه العملية، وهل صحيح أن حفتر يريد أن يدخل طرابلس على حصان أبيض، كما يقول معارضوه، ليفرض نفسه قائداً أو رئيساً عليها؟

لا خلاف على أن الانتصار في المعركة هو هدف أي قائد عسكري، وتحرير طرابلس من القوى والكيانات شبه العسكرية وغير الخاضعة للقانون أو الدستور هو هدف معلَن منذ فترة طويلة وليس مستحدثاً، أما أن يصبح حفتر رئيساً لليبيا بالقوة فليست مسألة سهلة وليس قراراً أحادياً، لأنه يخضع ببساطة لتوازنات دولية قبل أن يكون مجرد طموح شخصي أو نتيجة معركة عسكرية، ووفقاً لما يُعرَف عن الرجل من حذر وانضباط عسكري وقراءة شاملة لما يجري داخلياً وخارجياً وعلاقات دولية، فمن الممكن استبعاد هذا الهدف نسبياً إلى حين تنجح الأمم المتحدة في جهودها لوضع آلية سياسية (من بينها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية) قد تسمح بمنافسة حرة وشفافة قد يفوز فيها الرجل بالمنصب الأعلى للبلاد، نتيجة اختيار الليبيين الحر أنفسهم وليس أي شيء آخر. وأعتقد أن هذا التصور أمامه كثير من الصعوبات حالياً.

الثاني: يتعلق بتوقيت إطلاق العملية، قبل أقل من أسبوعين من عقد المؤتمر الوطني الجامع الذي اقترحه غسان سلامة، بعد فشل إجراء الانتخابات التي اتفق عليها في مايو (أيار) الماضي في «لقاء باريس»، وتُعد فكرة المؤتمر الجامع براقة على الصعيد النظري، لكنها تواجه العديد من الانتقادات والقيود من الناحية العملية، لأن هؤلاء المجتمعين من كل فئات المجتمع الليبي لا يملكون سوى قوة معنوية، حين التأكيد على حل سياسي شامل، وليس بمقدورهم فرض آليات تنفيذية، وهى التي تظل بيد المؤسسات المعترف بها دولياً؛ سواء برلمان الشرق أو حكومة الوفاق في طرابلس، وكلاهما غير متعاون. وبالطبع، فإن عملية «طوفان الكرامة» ستضيف قيوداً أخرى على هذا المؤتمر، في حال أصرَّت بعثة الأمم المتحدة على عقده في موعده المعلن، منتصف الشهر الحالي، ومهما كانت مخرجاته، فإنها ستخضع لتوازن القوى الجديد الذي سينتج عن «طوفان الكرامة».

الثالث:  يتعلق بمَن يحارب مَن، في طرابلس ومحيطها، وعلاقة ذلك بأحد أهم الأهداف التي طالب بها كثيراً المبعوث الأممي غسان سلامة، وهو توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية لتصبح مؤسسات وطنية وليست مجرد كيانات مسلحة. والثابت نظرياً وعملياً أن رؤية حفتر تقوم على ضرورة أن تكون هناك مؤسسة عسكرية واحدة وموحّدة، ولا يوازيها أي كيان عسكري آخر بعيد عن سلطة الدولة والقانون، وهو ما يتناقض مع ما تعايشت معه حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج من تعدد الكيانات العسكرية، وتغوّل كل منها على مناطق معينة سواء في العاصمة أو حولها أو في مدن، مثل مصراتة وغيرها، بأهلها ومؤسساتها. ولعل أسماء تلك الكيانات يبرِز أهدافها وطبيعتها الحقيقية، مثل (كتائب سرايا ثوار الزاوية)، و(محور أبو سليم)، و(ميليشيا باب تاجوراء)، و(قوات حماية طرابلس) و(ثوار مصراتة) و(المجلس العسكري للكتائب) وغيرها، وبما يعني أننا أمام وحدات شبه عسكرية في أفضل الأحوال لا رابط ولا جامع بينها سوى أنها تمتلك سلاحاً، وتفرض سطوتها على بقعة جغرافية معينة.

وهكذا فتعدد الكيانات العسكرية في الغرب الليبي، ومهما تشكلت تحالفات بين بعضها وأعطت لنفسها أسماء، مثل «قيادة المنطقة الغربية»، أو «قوات حماية العاصمة»، فتظل ميليشيات عسكرية، وليست جيوش بانضباطها ودورها الوطني العام، فضلاً عن أن بعض هذه الكيانات العسكرية ذات انتماءات للإسلام السياسي، وتحصل على دعم كبير مالياً وتسليحياً من دولتي قطر وتركيا. وهي أيضاً كيانات متنافسة، وكثيراً ما تعاركت فيما بينها، وحدث ذلك في طرابلس مرات عدة وفى غيرها. وربما الجامع الوحيد بينها هو رغبة الانفراد بالغرب الليبي، وتوحُّد بعضها شكلياً تحت قيادة فايز السراج، ورفض أي خطة أممية أو غير أممية لتوحيدها في مؤسسة أمنية أو عسكرية تتبع التقاليد المتبعة عالمياً، ولذا تظل حركة تلك الكيانات مرهونة برغبات مؤسسيها والعشائر التي تنتمي إليها، والممولين لها من الداخل أو من الخارج.

ومثل هذه الأمور ليست سرّاً، ومبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة أشار إليها في العديد من إحاطاته التي قدمها إلى مجلس الأمن حول تطورات عمل البعثة الأممية في ليبيا. وتُعدّ الإحاطة الثامنة في يناير (كانون الثاني) الماضي أشهر تلك الإحاطات التي تحدّث فيها سلامة تفصيلاً عن انعدام الأمن في طرابلس، وسطوة هذه الكيانات العسكرية على حياة الطرابلسيين، وتهديد أمنهم، واستيلائها على المال العام، وضعف حكومة الوفاق في السيطرة عليهم. وفي الإحاطة أيضاً إشارات إلى انتهاكات في الجنوب الليبي، حين اتجه الجيش الوطني إلى هناك لضبط الوضع الأمني.

وفى المقابل، يبدو الجيش الوطني الليبي مختلفاً من حيث التنظيم والانضباط العسكري والولاء لمبدأ الدولة الليبية، وعقيدته تخص الوطن ككل، وليس منطقة معينة، وله قناعة واضحة في مواجهة «الميليشيات» الليبية أو غير الليبية من قبيل المجموعات التابعة لـ«داعش» أو «القاعدة» أو جماعة «الإخوان». ودوره في تحرير الشرق الليبي ثم الجنوب من «داعش» و«القاعدة» في بني غازي ودرنة، وأخيراً سبها، ليس محل خلاف.

ولا خلاف على أن الإيمان بدور من أجل الوطن ككل يختلف تماماً عن الإيمان بالقيام بدور من قناعات آيديولوجية تخترق حدود الوطن ذاته، أو من أجل مصالح جهوية أو عشائرية. وإذا وضعنا هذه البديهية في حسبان تحليل دوافع كل من قوات الجيش الوطني الليبي والكيانات العسكرية المنتشرة في الغرب، فسوف ندرك أن العمل العسكري للسيطرة التامة على العاصمة سوف يأخذ وقتاً، وسوف يتبعه تضحيات بشرية كبيرة، اللهم إلا إذا تغيرت ولاءات بعض تلك الكيانات العسكرية، إما حياداً أو انحيازاً للجيش الوطني، وبما يسهّل نسبياً عملية السيطرة على العاصمة، لا سيما أن الأهالي أنفسهم يتطلعون إلى الأمن والأمان، كما هو حادث في الشرق.

الدب الروسى والبحر المتوسط :

ما يميز هذا المشهد فى ليبيا هو التجاذبات السياسية الخارجية الغير منسجمة نهائيا مع الوضع على الارض .
روسيا وبكامل ثقلها العسكري والسياسي تقوم بدعم حفتر في معركته طوفان الكرامة التي تشهدها البلاد اليوم ضد حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج التي تتمتع بتأييد غالبية البلدان الغربية.
ما أن انطلقت معركة طوفان الكرامة من بعد زيارة حفتر إلى مصر بأيام قليلة حتى أخذت المنابر السياسية من مجلس الأمن للاتحاد الأوروبي تدين وتستنكر هذه المعركة.
سيد الموقف هو الجهد الروسي الواضح في تصريحاته بدعم وشرعية طوفان الكرامة وقائدها حفتر ، حتى انه وصل لان يستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن ، ليس من اجل ما يحصل وسيحصل أن بقي الوضع على ما هو عليه .
" حفتر لايجب ان يقهر" .. شعار ترفعه روسيا اليوم بمعانيه الكاملة ولكن لماذا ..؟!!
مع بداية انخراط حفتر بالعمل السياسي وقيادته لمعارضة حكومة السراج ، فقد وجدت روسيا فيه القائد الذي سيكون مناسبا لقيادة ليبيا بالنسبة لمصالحها ,,!
وما ان رست البوارج الروسية على شواطئ ليبيا حتى قدم لحفتر الدعم السياسي والعسكري من قبل الروس .
حكومة الوفاق غريم حفتر وأغلب القادة من ثوار ليبيا قاموا على مشروع السيطرة وفرض النفوذ على البلاد و الحفاظ على ما تبقى من البنية التحتية والأهم هو الثروة الباطنية مثل الغاز والبترول وغيرها فمن يمتلكها يكون هو الأقوي...!
روسيا بكل امكانياتها اليوم تحاول السيطرة على الساحل البحري في البحر المتوسط وحكومة الوفاق تُعد لتأسيس دولة لا شراكة ، وهذا لايتماشى مع المشروع الروسي .
نظرة فاحصة للطريق الذي تمشي عليها روسيا نلاحظ بوضوح أنها تريد السيطرة على الخط البحري بالمتوسط ، بداية من سوريا التي كانت أول غرفة عمليات لها فيها هي ميناء طرطوس ..!
ولبنان التي تحاول أيضا روسيا أن تجعل من إقليمها البحري خط سير لبوارجها ، ومن بعدها توجهت إلى مصر وقدمت مشروع تطوير القواعد العسكرية البحرية في الساحل الشمالي مقابل استئجار منشأت عسكرية ومن ضمنها القاعدة في مدينة سيدي براني شمال غرب مصر القريبة من الساحل التي ستكون عاملة بحلول الشهور القادمة ..! وصولاً إلى ميناء طرابلس في ليبيا ...!
تكتيك امتلاك الخط البحري لدى الروس هو أمر مهم منذ عهد السوفييت ويعاد من جديد ، فالعلم العسكري لدى الروس يقول أن امتلكت الماء والسماء فأنت المنتصر ...!
اليوم الحرب في ليبيا بين طوفان الكرامة التي تريدها روسيا لإكمال مشروع البحر المتوسط وبين معركة الكرامة التي تخوضها حكومة الوفاق ضد حفتر ..
وما بين حفتر والسراج معركة متداخلة هى جزء من معركة النفوذ فى البحر المتوسط والتى سوف تحدد مصير من يمتلك الكلمة الأولى فى أهم شريان ملاحى دولى يربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب .


إرسال تعليق

0 تعليقات