السيد قطب 1/1
قبل البدء:
هذا المقال لم أكتب ردا على الأستاذ عز الدين البغدادي، الذى كتب مقالا عبر الفيس بوك، حول مظلومية الكاتب والأديب والمبدع سيد قطب !!
واعتقد أن الرجل ممن تأثروا بجريمة حزب الدعوة، هذا
الحزب الذى ما زال قطاع عريض فى العراق يعتقد أنه نتاج فكرى وتنظيمى يقف ورائه
الشهيد محمد باقر الصدر، كذبا وزورا وبهتانا، فجريمة الدعوة تتمثل فى أنهم ادخلوا
العمل الأموي السياسي فى أرقى ظاهرة سياسية واعتقاديه عرفها الإسلام وهى ظاهرة
التشيع لآل البيت، فأصبحت التنظيمات الشيعية السياسية إلا ما ندر مصابة بمصيبة الأموية
السياسية الاستعلاء، والكذب، والفساد، والعنف، والقتل... والعمالة السياسية ((
خيانة الوطن))، ومن لم يصدق فعليه بتتبع سيرة هذا الحزب ورموزه سواء فى المعارضة
أو فى الحكم ...
الثانى: ما بين يدى القارئ ليس مقالا فى أصله ولكنه جزء
من كتابى ( هؤلاء هم الإخوان) وهو كتاب مخطوط لم ينشر بعد ولكن سأقوم بنشره توعية
للمن يخدع بهؤلاء التكفيريين القتلة ممن يسمون زورا وبهتانا (( الإخوان
المسلمين)).. وكل كلمة فى هذا المقال وما يليه هو من كلام سيد قطب نفسه وليس كلام
احد غيره والحكم فى النهاية لعقل القارئ الكريم ...
منذ البداية ربما يسأل القارئ لماذا "سيد قطب"
؟
والجواب أولا هو أن "قطب" هو الأب الروحي
للمجموعة التى تحكم التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وعلى رأسهم محمد بديع "
المرشد العام" وخيرت الشاطر " نائب المرشد" و" محمود عزت
" القائم بأعمال المرشد والهارب إلى غزة أو اليمن، وكذلك محمد مرسى "
الرئيس المخلوع" بأمر الشعب المصري .
وقطب هو الأسطورة والأكذوبة الكبرى فهو "سيدنا قطب" منشئ دين التوحيد
الجديد (!!)
وهو- قطب- الأكثر تكفيرية من بين أقرانه "المنظرين
الإخوان" . يجيد النفخ في الكلمات و
مطها و عجنها و دكها و تقديمها في قالب مثير يحتفي به عالم جاهل و متخلف و متمرد
على أوضاعه في نفس الوقت فلا عجب أن تنتشر وسط هذا المجتمع أفكار فاسدة و أكثر
تخلفا.
فالسيد قطب – المنظر- الإخواني الأبرز بعد مؤسس الجماعة وهي شهرة
ترجع من وجهة نظرنا لأنه قدم الفكرة "الخوارجوهابية" دون مواربة أو تخفى
أى انه عرضها على استقامتها وهى المعوجة في ذاتها وهنا يقول علي عشماوي أحد قياديي
الجماعة السابقين الذين انشقوا عنها بعد ذلك " إن فكر الإخوان هو فكر تكفيرى
يكفر الناس جميعاً ما لم ينضموا إليهم، وإنه لهول عظيم، فالناس غير المنضمين
للإخوان من جهة نظرهم مرتدون، لا توبة لهم ودمهم حلال وكان عداؤهم للأستاذ سيد قطب
لأنه جهر بهذا الفكر، وطوره وقننه، وهم كانوا يعملون على إخفاء تلك الحقيقة طوال
عمر الجماعة فخرج سيد قطب على إجماعهم في الإخفاء وأعلن أن فقه الجماعة واعتقادها
قائم على فكر الخوارج، وفصل هذا الفكر وصدرت فيه كتب كثيرة حتى أعتنقه الكثير من
الجماعات الإسلامية"[1].
ويمكننا أن نوجز اتهامات قطب للأمة وللمسلمين جميعا نوجز
مرة أخرى لائحة الاتهامات الموجهة ضد الأمة الإسلامية من قبل أولئك المصلحون:
-الأمة المسلمة لم تعد موجودة:
يقول سيد قطب
" إن وجود الأمة الإسلامية يعتبر قد انقطع
منذ قرون كثيرة فالأمة المسلمة ليست أرضا كان يعيش فيها الإسلام وليست قوما
كان أجدادهم في عصر من العصور يعيشون بالنظام الإسلامي إنما الأمة المسلمة جماعة
من البشر تنبثق حياتهم وتصوراتهم وأوضاعهم وأنظمتهم وقيمهم وموازينهم كلها من
المنهج الإسلامي وهذه الأمة بهذه المواصفات قد انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم
بشريعة الله من فوق ظهر الأرض جميعا ولا بد من إعادة وجود هذه الأمة لكي يؤدي
الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى" معالم في الطريق ص8.
-
الأمة
تعيش جاهلية أشد وأقسى من الجاهلية الأولى :
ونمضي مع سيد قطب وهو يواصل إطلاق قذائف الأحكام على
الظالم والمظلوم من أمة لا إله إلا الله وصولا إلى الثقافة الإسلامية المتداولة
وهو موقف يتسم بالرفض الصبياني النزق حيث يقول "نحن اليوم في جاهلية
كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم كل ما حولنا جاهلية تصورات الناس وعقائدهم
عاداتهم وتقاليدهم موارد ثقافتهم فنونهم آدابهم شرائعهم وقوانينهم حتى الكثير مما
نحسبه ثقافة إسلامية ومراجع إسلامية وفلسفة إسلامية وتفكير إسلامي هو كذلك من صنع
الجاهلية" ص21.
- الردة :
الأمة مرتدة والإمساك عن إصدار حكم الكفر عليها يرجع
لأسباب أخرى "إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم وإذا أردنا
التحديد الموضوعي قلنا أنه كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده متمثلة هذه العبودية
في التصور الاعتقادي وفي الشرائع القانونية وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار
المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلا" ص98.
وحتى يحدد
التوصيف تحديدا لا يقبل المناقشة قال : " وأخيرا يدخل في إطار المجتمع
الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا
الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير
الله أيضا ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام
حياتها فهي وغن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله تعطي أخض خصائص الألوهية لغير الله
فتدين بحاكمية غير الله فتتلقى من هذه الحاكمية نظمها وشرائعها وقيمها وموازينها
وعاداتها وتقاليدها وكل مقومات حياتها تقريبا والله سبحانه يقول عن الحاكمين بغير
ما أنزل الله "ومن لم يحكم بغير ما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" نفس
المصدر ص 101.
ولما كان تشخيص أي مرض يعتمد على تحديد تاريخ ظهوره كان
من اللازم لنا أن نعرف متى (ارتدت الأمة) و(عادت إلى الجاهلية) حسب زعمه وسنرى أن
التناقض في تحديد الميعاد يكشف عن وجود خلل عقلي وفكري خطير في رؤية هؤلاء
(المصلحين) لما ينبغي عمله وأنهم يعتمدون رؤية سطحية وساذجة لا تنفذ إلى حقائق
الأشياء مهما زعموا غير ذلك.
فماذا قال مأمون الهضيبي "المرشد السابق وابن
المرشد الأسبق"حين سئل عن طبيعة الشعار الانتخابي المرفوع من قبل الجماعة
(الإسلام هو الحل) فقال:
أولا: لا بد أن نفهم بماذا ينادي الأخوان؟
قبل أن يأتي
الاحتلال إلى بلادنا لم تكن مصر تعرف لها دستورا سوى القرآن (!!) وليس لديها قانون
سوى الشريعة الإسلامية وليس لديها محاكم سوى المحاكم الشرعية المأخوذة من القرآن
والسنة والإسلام هو مرجعية الدولة (!!) وليس معنى ذلك عدم وجود قوانين تنظم بعض
التفاصيل ولكن لا تمس أو تغير من ثوابت الشريعة وهي تدخل في إطار المصالح المرسلة.
عندما جاء المحتل الإنجليزي كان يدرك أن مرجعيتنا هي
الإسلام فما أن احتلنا في سبتمبر 1882 حتى جاء في يوليو 1883 وقد ترجم القانون
الفرنسي وطبقه في مصر وأنشأ المحاكم الأهلية ثم انشأ البنوك الربوية وأسس النظام
الاقتصادي على أسس ربوية وألغى الشريعة دستورا وقانونا وبالإضافة إلى ذلك بدأ في
تأسيس المدارس الابتدائية على نظامه حتى تخرج موظفين لا يعرفون شيئا عن
الإسلام" الإخوان المسلمون 60 قضية ساخنة.
وهنا نكتشف الخلل، فبينما يقول لنا مؤسس الجماعة أن
الكارثة كانت في سقوط الخلافة العثمانية أي في أوائل القرن العشرين يقول لنا مأمون
الهضيبي لا فالكارثة حدثت قبل ذلك وفي نهاية القرن التاسع عشر.
أما الأهم من هذا كله: هل نحن نعيش في مجتمعات كافرة تم
استخدام الرأفة معها لتوصف بأنها مرتدة وفاسقة أم أنها مجتمعات جاهلية وإن صلت وإن
صامت أو تسمت بأسماء إسلامية بما فيها ثقافتنا التي كنا نظنها إسلامية ثم تبين له
أنها ثقافة جاهلية كما يقرر " قطب" الذي فاته وفات أتباعه أن يسألوا من
أين جاء هو بثقافته التي يدعى أنها إسلامية بينما يشهد له الواقع والتاريخ أنها
ثقافة تكفيرية بامتياز.
هل هبط عليه وحي الثقافة الإسلامية الصحيحة أم جاءه
مبعوث العناية الإلهية واجتاز أعناق كل البشر بمن فيهم أبيه وأمه ليفسر له كل ما
غاب عن هؤلاء الجاهلين الجاهليين؟!!
ثم يقولون لنا أن الرجل لم يكفر أحدا وأن كلامه فهم على
غير مراده الأصلي وكأنه كان لديه علم الباطن ويتحدث بلسان الباطن وإذا ضاقت بهم
سبل وأساليب الدفاع قالوا لك أن الرجل لم يكن يمثل مدرسة الإخوان فأين هي هذه
المدرسة وما هي أهم معالمها الفكرية لنحكم على مدى انطباق ما قاله على المعايير الإخوانية
؟!!
إننا لا نحاكم هؤلاء محاكمة أمنية فليس هذا من شأننا كما
أننا على قناعة أن السياسات الأمنية الفاشلة التي اتبعتها النظم العربية الحاكمة
قد أسهمت بقسط وافر في تمدد هذه الظاهرة وما نعتقده أن الواجب يحتم علينا أن نناقش
المسألة من بعدها الفكري كونها قضية الحاضر والمستقبل التي لا يمكن تركها بأيد
الديماجوجيين أو الجهلة المنتفعين ممن يسمونهم بخبراء الجماعات الإسلامية.
هذه واحدة؛ الثانية أن ما قاله سيد قطب لا يخرج عما قاله
حسن البنا بل يتطابق معه في رؤيته للمجتمع (الكافر والجاهلي والمرتد).
صحيح أن حسن البنا لم يدع إلى ذلك صراحة و لكنه اعتبر أن
أتباعه هم أصحاب محمد وحملة القرآن ورافعو لواء الدين في ربوع العالمين والعقل
الجديد الذي يميز بين الحق والباطل!!.
وإذا كان البنا و(ثلته) هم هؤلاء فلا شك أن من عداهم هم
أبو جهل وأبو لهب وأبو سفيان .
إذن فالجوهر الفكري التكفيري واحد لا اثنان ومحاولة
الجماعة الرد على أتباع سيد قطب وليس سيد قطب نفسه من خلال كتاب (دعاة لا قضاة) هو
ردة فعل ومحاولة الهروب من المواجهة الامنية .
وعلى كل حال فحتى هذا الكتاب لم يخرجهم من الورطة إلا
إلى ورطة أخرى أشد فعنوانه تكفيري تكفيري تكفيري فما هو معنى "دعاة" ؟؟.
وهل تدعو الجماعة المسلمين إلى الإسلام أم تدعو
الكافرين؟؟.
انطلق سيد قطب في بناء منهجه الدموي من تقرير قاعدة
"جاهلية المجتمع المسلم" و نفي صفة الإسلام عنه ثم دعوته إلى إنشاء أو
اعتناق الإسلام من جديد فقال: "كذلك ينبغي أن يكون مفهوما لأصحاب الدعوة
الإسلامية أنهم حين يدعون الناس لإعادة إنشاء هذا الدين يجب أن يدعوهم أولا إلى
اعتناق العقيدة حتى و لو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين و تشهد لهم شهادات الميلاد
أنهم مسلمون" ص 40- معالم في الطريق.
" و لتكن هذه القضية هي أساس دعوة الناس إلى
الإسلام كما كانت هي أساس دعوتهم إلى الإسلام أول مرة هذه الدعوة التي تكفل بها
القرآن المكي طوال ثلاثة عشر عاما" ص- 40.
إنه تكفير واضح و صريح لا ينفع معه أي نوع من مساحيق
التجميل و لا كل أنواع الدعاية و التضليل التي مارسها اتباع الفكر التكفيري البشع
و المعجبون بهذا الفكر من الناقمين على تلك النظم الجائرة و لكننا لسنا مقتنعين
بشيء من هذه المبررات فلماذا نلجأ إلى طريق لا يقودنا إلى ما نهدف للوصول إليه
لمجرد أننا نكره تلك النظم الجائرة و نحلم بنظم أكثر عدلا و أكثر ديمقراطية؟؟
و ما هي الفائدة التي سنجنيها من مدح ذلك الفكر المغرور
المتغطرس الذي يفتتح بتكفير الناس كل الناس حكاما و محكومين و رفض قبول ادعائهم
بالإسلام و لو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين و تشهد لهم شهادات الميلاد أنهم
مسلمون؟؟.
و قبل أن نخوض في نظرية سيد قطب الجهادية نرد على
المتوثبين للدفع بأن سيد قطب لم يكن يمثل الأخوان تمثيلا صحيحا فنقول أن هذا الفكر
هو فكر ثلاثي الأبعاد تلك الأبعاد التي يلتقي فيها سيد قطب مع غيره من المنتمين
إلى هذه الجماعات و ليس هناك فارق كبير بين هذا و ذاك.
1- النظر إلى المجتمع نظرة احتقار و ازدراء و إن اختلفت
المصطلحات حيث لا يوجد من الأصل مرجعية فقهية و لا فكرية يعتمد عليها هؤلاء و ما
تركه مؤسس الجماعة من أفكار لا تعدو كونها مجموعة من القصاصات والتخرصات التي لا
يمكن الادعاء إطلاقا بأنها تمثل مرجعية من أي نوع إلا على سبيل الادعاء الباطل .
2- الدعوة إلى إنشاء الأمة الإسلامية من جديد و الانضمام
إلى الجماعة التنظيم (الأخوان- الجماعة الإسلامية_ الجهاد- التكفير و الهجرة......
الخ) التي ستشكل النواة الصلبة للأمة الإسلامية في طورها الجديد.
3- البيعة على السمع و الطاعة لقائد الجماعة التنظيم إمام
الأمة المزيف (حسن البنا- الهضيبي- مشهور- شكري مصطفى- عمر عبد الرحمن – اسامة ابن
لان ......).
ومنذ البداية وقع منظرو تلك
الجماعات في مأزق فكري خطير بدء من " البنا" دفعهم إليه الرغبة الملحة
في تأديب مخالفيهم ممن يقفون في وجه الجماعة و يمتنعون عن تطبيق الشريعة الإسلامية
حيث استند هؤلاء إلى آيات الجهاد التي تحض على قتال أعداء الأمة من المخالفين
المعتدين.
وهنا يبرز سؤال: كيف نجحوا في
صرف هذا الاستدلال إلى جواز قتل المسلمين و قتالهم و قتال عموم المسالمين؟؟
و حتى لو نجح هؤلاء في تكفير
الحكام فكيف يمكنهم تكفير الجنود الصغار الذين يحرسون مؤسسة أو بنكا و بأي منطق
يجوز قتل هؤلاء أو قتل مسيحى لا ناقة له ولا جمل؟؟.
إن حق الأمة في الديمقراطية وتداول السلطة والحرية، هو
حق ثابت و أصيل و لا يستلزم اطلاقا رفع السلاح في وجه الطبقة الحاكمة تحت زعم الجهاد و إنما يستلزم أولا إيجاد تلك
القوى السياسية القادرة على ممارسة تلك الديمقراطية و التعددية و الدفاع عن
معتقداتها السياسية و الأيديولوجية و خوض المعارك الفكرية و السياسية و إيجاد
القيادات السياسية و الفكرية معلومة الفكر و المصدر و التاريخ الشخصي و الأخلاقي
لا تلك القيادات التي تنبغ و تتألق بفضل قدرتها على العيش في الظلام و ممارسة
التآمر التنظيمي و التملق الشخصي الذي يطلقون عليه السمع و الطاعة فضلا عن قدرتها
على الإطاحة بأصحاب الكفاءة ممن يعترضون طريقها و عندما تتكون هذه القوى السياسية
التي تربت على الحرية و على حب الحق و لو أدى ذلك إلى الاستشهاد في سبيل الله و
تنطلق في باحة المجتمع وسط النور و بعيدا عن سياسة الكواليس المغلقة تعرض فكرها و
تدافع عن رأيها و عن حق تلك المجتمعات في الحرية و العدالة و تعترضها القوى
التسلطية يصبح من حق المجتمع كل المجتمع أن يدافع عن حريته و كرامته و يصبح استخدام
القوة في حدها الضروري الأدنى حالة استثنائية أملتها الضرورات الواقعية الملحة بل
و الشريعة الإسلامية و الوضعية لا شهوة الانتقام و لا الرغبة الملحة في التنكيل
بالخصوم .
0 تعليقات