آخر الأخبار

الحالة الحزبية المصرية


الحالة الحزبية المصرية






محمود جابر
حتما لا وجود لحياة سياسية، إلا في وجود أحزاب سياسية، ووجود الديمقراطية متعلق بقوة وضعف هذه الأحزاب، وكلما ضعفت الأحزاب فإن انعكاسها على الشارع السياسي وعلى سلوك الحاكم أو النظام الحاكم لن تخطئه العين، والعكس بالعكس صحيح .
ولن أذهب بعيدا في تاريخ الحياة السياسية والحزبية المصرية فيما قبل التجربة المعاصرة، فالتجربة السابقة رغم إشادة البعض بها لكنها كانت تجريه حزبية فى ظل احتلال عسكري يحكم مصر من قبل الانجليز أصحاب الكلمة العليا ومهما بلغت تضحيات القوى السياسية والمجتمع المصري فإن ذلك يمكن أن نضعه فى خانة النضال السياسي وليس العمل الحزبي.
ورغم تشابه الذرائع السياسية فى استخدام تيار الإسلام السياسي قبل الثورة وفى الوقت المعاصر، فالانجليز والملك وبحدثا عن إرباك الشارع السياسي المصري واستحضار منافس يأخذ العملية السياسية برمتها خارج إطار الملعب السياسي والمنافسة فالذي فعله فاروق هو نفسه ما صنعه السادات، حين استعان كل منهما بالإخوان من أجل ضرب القوى السياسية فى الشارع المصري، ولا اعتقد أن فاروق أدرك أو السادات ومن بعده مبارك أن الإخوان المسلمين الذين استخدموا كعصا يلوح بها للقوى السياسية أن هذه العصا صناعة انجليزية فى الأساس ثم انتقلت إدارتها بعد صناعتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
ولكل من يعلم هذه المعلومات يقينا يدرك أن الإخوان ليست من قريب أو بعيد جزء من القوى السياسية الوطنية المصرية، لعدة أسباب أهمها أنها (جماعة دعوة سلفية، وطريقة سُنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية)، فهذا هو تعريف الجماعة من وجهة نظر مؤسسها والتي ليس فيه إشارة لا إلى الوطن ولا إلى المواطنة ولا إلى اى شىء، فهى جماعة فوق وطنية وفوق إقليمية وفوق سياسية، وهى تتعامل باعتبارها لها حق القوامة على كافة المجتمعات ولا يجوز لأحد أن يراجعها أو يناقضها وإلا حكم على نفسه بالكفر والخروج من الدين لأنهم ( جماعة المسلمين) !!
ودون الدخول إلى قضية الإخوان والإسلام السياسي التى تناولتها على أن وجودها خصم للحياة السياسية وليست إضافة لها ...
وللعودة إلى موضوعنا نحتاج أن نسال سؤال : هل توجد في مصر اليوم أحزاب سياسية؟ الإجابة: نعم، لدينا أكثر من مائة منها.
السؤال الثاني : هل توجد فى مصر أحزاب سياسية حقيقية ،  لها وجود حقيقي فى الشارع؟ الإجابة: لا، فأكبر حزب لا تزيد عضويته على بضع مئات وفى أفضل الأحوال بضعة آلاف بينما من لهم حق التصويت يقدر بحوالي 56 مليون شخص.
والسؤال الثالث: لماذا لا توجد لدينا أحزاب سياسية لها وجود حقيقي فى الشارع؟ الإجابة لأن الأحزاب منذ التي لها إيديولوجية ( يسار – يمين – قوميين) أصبحوا فى معزل عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية ولم يحاولوا تجديد أدواتهم بعد معركتهم الثنائية مع النظام من جانب ومع الإسلام السياسي من جانب آخر، أخافهم النظام ببطشه، وأخافهم الإسلام السياسي بتكفيرهم فخافوا وانزووا وأصبحوا الآن يعانون الشيخوخة والموت السريرى ..
أما الأحزاب المطلبية التى إنشائها شخصيات من رجال الأعمال والطفيليين لم يتعدى رؤيتهم للحزب السياسي أكثر من الوجاهة الاجتماعية والسياسية ، ومن ناحية أخرى من اجل  إبرام صفقات مع النظام الحاكم تنتهي بمكاسب شخصية مالية كانت أو موقعاً فى مجلسي الشعب أو الشورى .
فهل هذه الحالة حالة يمكن أن نطمئن لها فى المستقبل أو يمكن أن تكون استمرار هذه الحالة تدعوا المواطن المصري للتفاؤل والأمل لمستقبله وغده ؟!!
الإجابة متروكة لكم ...


إرسال تعليق

0 تعليقات