آخر الأخبار

الحقيقة الغائبة الأستاذ والطالب أو الولي والوريث لكشف 1/1



الحقيقة الغائبة
الأستاذ والطالب
أو
الولي والوريث لكشف 1/1






الزركانى البدرى 
 (خطاب المرحلة) عنوان للخطابات التي كان يوجهها سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله الشريف) إلى الأمة عموماً أو إلى شرائح محددة منها منذ توليه لقيادة الحركة الإسلامية في العراق بعد استشهاد أستاذه السيد محمد الصدر (قدس سره).
لكن هذا العنوان وتسلسل تلك الخطابات لم يطرحه سماحته إلا بعد سقوط الصنم؛ لأن أي عمل منظم مرتب يراد منه تحقيق نتائج على صعيد وعي الأمة وإصلاحها يعتبر عند السلطة تنظيماً حزبياً يحرّمه القانون وعقوبته الإعدام.
والمرحلية عند سماحة الشيخ لا تعني أن الخطاب مؤقت بزمنه وينتهي تأثيره بانتهاء وقته، بل تعني مراعاة المرحلة في موضوع الخطاب بما تتضمنه من ظروف واستعداد وتحديات وحاجة الأمة في تلك المرحلة ويكون حلقة من حلقات العمل الدؤوب الطويل السائر نحو الهدف وهو بناء المجتمع الرباني من خلال الأخذ بيده برفق ورفعه بحسب تحمله.
وقد استفاد سماحته في قوله وعمله ومنهجه كثيراً من القرآن الكريم، ومنها هذا المنهج، حيث يستشهد سماحته بقوله تعالى: [اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ] (آل عمران:102) وقوله تعالى: [اتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ] (التغابن:16) فيقول إن الآية الأولى تمثل الهدف الاستراتيجي الذي ينبغي الوصول إليه، أما الثانية فتمثل الآلية المرحلية التكتيكية، حيث تثمر كل خطوة ما هو أرقى منها في المرحلة التي تليها وهكذا تتكامل الخطوات للوصول إلى الهدف النهائي بإذن الله تعالى.
وبين أيدينا مجموعة من الخطب والبيانات والتوجيهات والتعليقات والمواقف التي أصدرها سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي إزاء جملة من القضايا والأحداث التي مرّت بالشعب العراقي خلال فترة عصيبة من تأريخه وهي التي تلت استشهاد السيد الصدر الثاني (قدس سره) عام 1999 بما سادها من اليأس والإحباط الممزوجين بالخوف والقلق، حتى بدء الاحتلال الغربي بقيادة الولايات المتحدة للعراق في آذار 2003.
وقد تحمل سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) –الذي وصفه السيد الشهيد الصدر (قدس سره) بأنه المرشح الوحيد من بعدي لقيادة الحوزة(1)، والتي تعني قيادة المجتمع بأسره- تحمل مسؤولية إدامة المشروع الإصلاحي للسيد الشهيد (قدس سره) بحكمة وصبر وشجاعة، واختار الآليات المناسبة للعمل في تلك الظروف التي عجز فيها الآخرون عن التفوه بكلمة فضلاً عن اتخاذ موقف.
ومن يتأمل في هذه المجموعة سيجد فيها الدين والأخلاق والسياسة والاقتصاد والاجتماع والصحة وغيرها، ولكن من دون أن يحوّل خطابه إلى شيء من هذه العلوم بل يوظفها في سبيل تحقيق الهدف وهو الهداية والصلاح على طريقة القرآن الكريم، الذي ليس هو كتاب فلك ولا طب ولا اقتصاد ولا فلسفة ولا غيرها، لكنه أصَّلَ لكثير من الحقائق في هذه العلوم ووظفها لغرضه الإلهي.
------

(1)   في لقائه (قدس سره) مع طلبة جامعة الصدر الدينية يوم 5/جمادى الثانية/1419 هـ الموافق 27/9/1998 م أي قبل استشهاده (قدس سره) بحوالي خمسة أشهر، ويوجد هذا النص وغيره من النصوص المشيرة إلى وصية السيد الشهيد (قدس سره) بإتباع الشيخ اليعقوبي (دام ظله) من بعده في كتب (السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) كما أعرفه) و (قناديل العارفين) والفصل الرابع من مذكرات الشيخ اليعقوبي.

إرسال تعليق

0 تعليقات