آخر الأخبار

الجزء الثانى :لو قرأتم التاريخ ...لغيرتم الواقع ..وأحسنتم الإعداد للمستقبل



الجزء الثانى :لو قرأتم التاريخ ...لغيرتم الواقع ..وأحسنتم الإعداد للمستقبل 

الإستراتيجية الصهيونية للسيطرة على البحر الأحمر







عرض وتلخيص لكتاب : الإستراتيجية الصهيونية للسيطرة على البحر الأحمر

تأليف : الأستاذ / حلمى عبد الكريم الزعبى
عرض وتلخيص : ماجدة سعيد
مقدمة :
فى الجزء الأول تبين مدى تشابك مصالح القوى الإستعمارية والصهيونية فى أهمية السيطرة على البحر الأحمر لكونه أحد الممرات المائية الهامة والقصيرة مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح ،ولهذا وضعت إسرائيل إستراتيجية مرحلية بعيدة المدى لضمان تلك السيطرة خطوة بعد خطوة، ومرحلة بعد مرحلة، وكانت المرحلة الأولى كما أسلفنا هى السيطرة على النقب والتى تمت على أربعة مراحل بدأت منذ عام 1938 حتى عام 1947 وانتهت باحتلال "أم الرشراش" / إيلات عام 1949 كنقطة إنطلاق إلى خليج العقبة ثم العمل على إضعاف العرب بانتزاع المواقع البحرية الهامة من أيديهم.


كما تبين من الجزء الأول أن خطط اجتياح سيناء والسيطرة على منطقة شرم الشيخ وحتى خليج السويس ورأس نصراني وضعت منذ عام 1950 كما كشف عن ذلك (يوفال نئمان) رئيس شعبة العمليات فى رئاسته أركان الجيش إسرائيلي من 1950 -1954 ..وقد استطرد قائلا:"أن الظروف لم تكن تسمح بذلك نظرا لعلاقة فاروق مع بريطانيا إلا أنه بدأ من عام 1953 و1954 وضع خطط إستراتيجية من قبل شعبة التخطيط للسيطرة على شبه جزيرة سيناء مع خليج إيلات والمضايق الحيوية لتأمين السيطرة عليها".



الانطلاق إلى عرض البحر الأحمر :

تكشفت خطورة المخطط الصهيوني بكل أبعادها بعد العدوان على مصر عام 1956 ،فبدأ الوعي العربي فى إدراك أن التسليم بالمكاسب التي يحققها لن يسهم إلا فى زيادة شهوة إسرائيل لتحقيق المزيد، وكان من الضروري أن تتحرك جميع الأقطار العربية نحو اتخاذ إجراءات عسكرية وسياسية وتلافى أن يتكررالإهمال والتهاون الذى شاب الموقف العربى فى عام 1948 والذى أدى للسيطرة على أم الرشراش.
وبعد الانسحاب (التكتيكي) الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء ،وبالرغم من أن الملاحة الصهيونية كانت تسير بشكل منتظم تحت مراقبة حماية قوات الطوارئ الدولية المرابطة فى خليج تيران وشرم الشيخ ،فإن إسرائيل بدأت تخطط لمرحلة جديدة من مراحل إستراتيجيتها للسيطرة على المداخل الجنوبية للبحر الأحمر ،فبدأت باستعدادات شاملة عسكرية وبشرية واستيطانية منذ النصف الأول للستينات أى منذ بدء وصول طلائع القوات المصرية إلى اليمن للوقوف إلى جانب الثورة هناك .
فعلى الصعيد السياسي والدعائي بدأت إسرائيل تبرر استعدادها لعدوان الخامس من يونيو 1967 ،فصرح الجنرال "حاييم بارليف" الذى كان يشغل رئيس شعبة العمليات فى الأركان والمساعد الأيمن لرابين– فى اجتماع القيادة العليا للجيش – قائلا : " إن إسرائيل ترقب باهتمام بالغ تحرك القوات المصرية فى اليمن والنشاط المصرى فى عدن من خلال الدعم الذى تقدمه المنظمات وحركات الاستقلال هناك ، وأن إسرائيل تعد العدة لمنع وقوع أية مفاجآت فى تلك المنطقة التى تمثل أهمية فائقة بالنسبة للمصالح الإستراتيجية والاقتصادية للأمن القومي الإسرائيلي .
وكان (أبا إيبين) وزير الخارجية قد أعرب عن قلقه فى 13 فبراير 1967 بشأن مركز إسرائيل فى عدن وباب المندب قائلا:" إنه يجب منع القوات المصرية التى تساعد النظام الجمهورى فى اليمن الشمالى من الانتقال إلى اليمن الجنوبى والسيطرة عليه"...وكذلك صرح وزير الشرطة (إلياهو ساسون) بكلام مشابه ، وقال ( ليفى أشكول) رئيس الوزراء :" إن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدى إزاء أى تهديد بإغلاق باب المندب فى وجه الملاحة الإسرائيلية .
* المرجع : د.عبد الله عبد المحسن سلطان –البحر الأحمر والصراع العربى الإسرائيلى /التنافس بين استراتيجيتين –مركز دراسات الوجدة العربية -بيروت 1984 .

ونستخلص من هذا السيل من التصريحات أن تلك الحملة الدعائية وماصاحبها من نشاطات دبلوماسية استهدفت التمهيد للعمل العسكرى العدوانى وتبريره ، ومن ثَمَّ تحقيق مكاسب سياسية واعتراف دولى بحق إسرائيل فى الملاحة لأنه يشكل تبريرا قانونيا لتطلعات جغرافية توسعية، وأن السعى إلى الحصول
على اعتراف قانونى باستخدام باب المندب أو تدويله بحجة الاستجابة إلى ضرورات اقتصادية هو مجرد ستار لإخفاء أعمال الغزو مثلما حدث لمنطقة المثلث وأم الرشراش .
وبعد أن استكمل العدو استعداداته وفرغ من تحضيراته بدأت عملية التمويه لصرف الأنظار عن المساحة الحقيقية لخياره العسكرى وافتعل الأحداث على الحدود السورية وقام بحشد جزء من قواته العسكرية على خطوط المواجهة وتوالت تهديداته بالهجوم على سورية.
وفى 13 مايو 1967 تلقت القيادة المصرية معلومات أكيدة بالحشود العسكرية الإسرائيلية على حدود سورية ،فاتخذت سلسلة من الإجراءات لمواجهة الموقف ،وفى 19 مايو طلبت مصر من الأمين العام للأمم المتحدة سحب قوات الطوارىء الدولية من سيناء وقطاع غزة ،وفى 22 مايو أعلن الزعيم جمال عبد الناصر إغلاق مضايق تيران -المتحكمة فى المدخل الشمالى للبحر الأحمر- أمام الملاحة الإسرائيلية وذلك بعد أن طلبت منه القوات الدولية الإنسحاب من شرم الشيخ ومن مناطق الحدود (!)
وكانت تلك الخطوة من جانب عبد الناصر بمثابة استرداد للسيادة المصرية على هذه الجزر وحق مصر فى حماية شواطئها.
لكن العدو الصهيونى لم يكن ليسمح بأن تسترد مصر سيادتها على أراضيها وجزرها وسواحلها وأن تمارس حقها المشروع فى درء المخاطر التى تهدد أمتها خاصة وأن إيلات التى تم شحنها بالقطع البحرية والأسلحة والقواعد الجوية لم تكن تشكل تهديدا لسيناء فحسب ولكن لمنطقة خليج السويس والقناة،فقد كان موضوع احتلال خليج تيران وشرم الشيخ وساحل سيناء الشرقى كله أحد الأسباب لرئيسية لعدوان 1967 الذى بدأ الإعداد له منذ عام 1965 ،ولكن اتخذت عملية إغلاق مضايق تيران ذريعة لتحديد توقيت العدوان.
ولذلك بدأت إسرائيل فى استصراخ العالم وأعلنت الولايات المتحدة على لسان رئيسها أن قيام مصر بفرض حصار على الملاحة فى خليج تيران عمل غير مشروع وتهديد خطير لما أسماه بالسلام، وأن أمريكا تعتبر خليج العقبة ممرا مائيا دوليا. وكانت بريطانيا الأشد حماسا بعد أمريكا لاتخاذ إجراء مشترك ضد مصر بتشكيل قوة بحرية لاختراق الحصار ورفعه لضمان حرية ملاحة السفن الإسرائيلية.
وفى 5 يونيو 67 شن العدو الصهيونى عدوانه وأولى خطواته السيطرة على جزر تيران وشرم الشيخ حتى خليج السويس بما فى ذلك حقول النفط فى أبو رديس . وتمكن بذلك من تأمين حدود بحرية طويلة لم يبلغها أثناء عدوانه فى 1956 ، وقد كانت للعدو تصريحات كثيرة من قبل عن الأهمية الإستراتيجية لشرم الشيخ فقد صرح (أبا إيبن) أن "شرم الشيخ هى مفتاح الحرب والسلام وأن إسرائيل لو خيرت بين السلام مع مصر والتنازل عن شرم الشيخ لفضلت شرم الشيخ على السلام".
وقد تأكدت تلك الأهمية بعد السيطرة على الساحل الشرقى لسيناء والجزر الواقعة فى المدخل الشمالى تيران وصنافير،وأن المحرك الرئيسى للعدوان لم يكن تأمين الملاحة بل أن أهدافه أبعد من ذلك تحددت ورسمت قبل إعلان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى 22 مايو 1967 قراره بإغلاق خليج العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية ،فقد بدأ العدو فى توجيه تهديداته إلى ميناء الأدبية جنوب السويس والغردقة ورأس زعفرانة وأبو درج ورأس غارب ، ثم انتقل التهديد إلى الشواطىء العربية على البحر الأحمر فى السعودية واليمن الشمالى والجنوبى ،لضمان فرض النفوذ وانتزاع (حقوق ) فى البحر الأحمر مثلما ضمن له حقوقا فى خليج العقبة أثناء عدوان 1956 .
وقد ترتب على سيطرته على شرم الشيخ التى استخدمت قاعدة عسكرية تأمين قواته فى سيناء ومنع أية محاولة لتطويقها من البحر أو من خليج السويس.
(المرجع :معرخوت يام - مجلة عسكرية إسرائيلية –العدد 270 لسنة 1979 ).
ولتثبيت وجوده فى البحر الأحمر لجأ العدو صهيونى إلى إجراءات منها :
* إنشاء قواعد بحرية ومحطات للمراقبة الرادارية والإنذار المبكر فى مناطق خليج السويس وخليج تيران وشرم الشيخ.
* القيام بسلسلة من الهجمات ضد القواعد البحرية المصرية فى خليج السويس والغردقة ورأس غارب ورأس طلمات.
* القيام بعمليات إنزال بحرى فى ميناء الأدبية جنوب السويس سنة 1969 ومهاجمة الغردقة ،والإنزال فى جزيرتى شدوان والجزيرة الخضراء لإسناد عملية الدفرسوار إلى الغرب من قناة السويس ومن أجل إحكام الطرق حول الجيش الثالث المصرى.
* ايصال الإمدادات إلى قواته البرية التى كانت تحاول احتلال مدينة السويس
* اعتماد استراتيجية بحرية جديدة من خلال تعزيز مكونات الحرب البحرية والقتال بحشد أعداد كبيرة من الزوارق حاملة للصواريخ بحر-بحر ،زوارق الحراسة
* توجيه قطع بحرية كبيرة مثل الغواصات والفرقاطات-تزويد تلك القوة البحرية بطائرات استطلاع..الخ ).
وتتضح أهمية التغلغل الإسرائيلي فى جنوب البحر الأحمر عندما حدث هجوم فدائي على ناقلة النفط (كورال سي) التى كانت ترفع علم ليبيريا فى 11 يونيو 1971 فقد قامت عدة زوارق إسرائيلية ترابط فى جزيرة (حالب) الإثيوبية بالرد بالنار.
كما قام العدو بنشاط دبلوماسى مكثف لتعزيز سيطرته على المدخل الشمالى ومدها إلى المدخل الجنوبى للبحر الأحمر، ومنها :
تعزيز العلاقات مع أثيوبيا للحصول على مواقع بحرية عند المدخل الجنوبى لقاء إمداد إثيوبيا بالأسلحة وتدريب قواتها المسلحة من منطلق العداء للعرب ،فقد زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الجنرال (حاييم بارليف) إثيوبيا فى سبتمبر 1971 ،واستهدفت الزيارة طبقا للمصادر الصهيونية تعزيز التعاون العسكرى بهدف (حماية المدخل الجنوبى للبحر الأحمر وتأمينه) ونتج عن تلك الزيارة :
حصول إسرائيل على قواعد بحرية فى ثلاث جزر إثيوبية تقع قبالة باب المندب (جزر هلك – فاطمة – حالب – حنش الصغرى وحنش الكبرى) كما سيطر على جزر (زقر - وأبو عين) التابعتين لليمن الشمالى .
- إرسال خبراء ومستشارين صهاينة إلى إثيوبيا لتدريب القوات البحرية على مهمة تأمين المدخل الجنوبى للبحر الأحمر ضمانا لحرية الملاحة الصهيونية.
- تبادل المعلومات المتعلقة بالبحر الأحمر والإبلاغ عن أية تحركات قد تؤثر سلبا على الملاحة الصهيونية.
وقد قدم النظام الإثيوبى كل تلك التسهيلات لإسرائيل بسبب دعمها لإثيوبيا فى احتلال (إريتريا) وهنا يتضح التقاء المصالح والعداء للعرب بين الجانبين.
المرجع:خليل شاكر-سلاح البحرية الإسرائيلى- نقلا عن مجلة مركز الدراسات الفلسطينية – المجلد الثانى يونيو 1973
-    توطيد العلاقات مع نظام الشاه فى إيران إلى مستوى التحالف،فتم التنسيق بين البحرية الإيرانية والصهيونية لحماية إمدادات النفط الإيرانى إلى إيلات عبر الخليج العربى وهو ماتردد على لسان الشاه فى كثير من المناسبات بالإضافة إلى غزوه لثلاث جزر عربية (طنب الصغرى- طنب الكبرى- أبو موسى فى 1971 ) .
-    وقد لعب الشاة دورا ينسجم مع مخططاته التوسعية فى الخليج العربى وفى عدائه لحركة التحرر العربى جعل منه حليفا استراتيجيا لإسرائيل منذ أواخر الخمسينات ،فتولت إسرائيل مهمة تدريب السلاح الجوى والبحرى الإيرانى وتزويد الجيش بالمعدات الأليكترونية المصنوعة فى إسرائيل خاصة صواريخ بحر- بحر إلى جانب التعاون فى مجال الإستخبارات فأُنشئت مراكز للتجسس فى إيران مهمتها جمع المعلومات عن العراق والخليج .
طرح الكيان الصهيونى فكرة شق قناة عريضة بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر عبر صحراء النقب عام 1968 لتكون بديلا عن قناة السويس وأطلق عليها اسم (قناة السويس الإسرائيلية) ! لتدمير المصالح العليا لمصر ،وقامت بالفعل بدعم المشروع وإعداد دراسات مستفيضة له الولايات المتحدة وبعض الدوائر الغربية ، وخلصت الدراسات إلى أن تكاليف المشروع تقدر بحوالى 3 مليارات دولار وأن المدة المطلوبة لتنفيذه مابين 15 –20 سنة ،وكان المفروض البدء فيه فى أواخر عام 1968 ،وقد تم تجميد المشروع حتى تسنح فرصة أفضل لتنفيذه.
وبناء على ماسبق فقد تحولت الإستراتيجية الصهيونية إلى إستراتيجية مهددة لساحة البحر الأحمر نتيجة للنقاط التالية :
امتدت ساحة الصراع العسكرى لتشمل دولا أخرى بخلاف دول الطوق وهى السعودية واليمن الشمالى والجنوبى والسودان.
بدأت إسرائيل الربط بين الأمن القومى الإسرائيلى والبحر الأحمر وذلك بإيجاد عمق استراتيجى لها وبتواجد قواتها البحرية فى المناطق القريبة والبعيدة من البحر.
طرحت إسرائيل نفسها باعتبارها إحدى دول البحر الأحمر وأن لها حقا مباشرا فى استخدامه وفى التواجد العسكرى به.

نتائج حرب أكتوبر 1973 وانعكاساتها على الإستراتيجية الصهيونية

أثبتت حرب أكتوبر فشل كل دعاوى النظريات الأمنية الصهيونية ،فقد فرضت سلطات جمهورية اليمن الديمقراطي (الجنوبى) واليمن الشمالى مدعومة بقطع من الأسطول البحرى المصرى حصارا فى يوم السادس من أكتوبر1973 على حركة السفن المتجهة إلى ميناء إيلات وذلك بإغلاق مضيق باب المندب مما أدى إلى شل الحركة فى ميناء إيلات، مما أكد أن البحر الأحمر بحيرة عربية فعلا،وأنه حتى لو سطا الصهاينة على بعض أجزائه فإنه لن يتحول إلى (بحيرة صهيونية تجوب فيها أساطيل داوود وسليمان طولا وعرضا فى أمان ) وهو ما حلم به زعماء الصهاينة وكما نشر فى صحفهم .
المرجع: صحيفة معاريف فى 22 فبراير 1984
وقد صرح قائد البحرية الإسرائيلية العميد (بنيامين تيليم) بأن :" حصار باب المندب أظهر أن سيطرة إسرائيل على مضايق تيران وشرم الشيخ ليس فيها ضمانة لتأمين حرية الملاحة الإسرائيلية " (!)
ولابد هنا من التركيز على أثر ذلك الحصار على اقتصاد الكيان الصهيونى ،فميناء إيلات يشكل محورا إقتصاديا لمنطقة النقب كلها ،لأن بها عشرات المصانع الكيميائية والنسيج والبلاستيك والصناعات الأليكترونية والفوسفات وإطارات السيارات وكل هذا الإنتاج يصدر إلى أفريقيا وبعض دول آسيا. علاوة على اعتماد سكان إيلات – وهم أكثر من 30 ألف – على نشاط الميناء وعلى السياحة . "يلاحظ أن الكتاب صدر عام 1990 ".
وقد أثبت هذا الحصار أن العرب قادرون على التصدى للعدو واستراتيجيته وفرض السيادة القومية على ممر البحر ومداخله .


وأجمعت تصريحات القادة السياسيين على أن الحصار كان يمكن أن يلحق آثارا مدمرة بالإستراتيجية الإسرائيلية فى البحر الأحمر لولا المتغيرات السياسية التى طرأت على المنطقة فى عام 1974 مما أدى إلى إجهاض نتائج تلك الحرب وتغيير مسارها بالشكل الذى قلب معادلة الصراع . فقد مكنت تلك التطورات السياسية العدو من المضى بخطى ثابتة فى تحقيق إستراتيجية بسبب الدور الأمريكى وتدخله لدى نظام السادات لحماية الملاحة الصهيونية فى باب المندب 1975 كمرحلة ثانية ومحاولة تدويل باب المندب، وذلك بتنفيذ تراجعات خطيرة تمثلت فى وقف إطلاق النار،وفى الفصل بين القوات على الجبهة المصرية مما أتاح للعدو اعتماد إجراءات لتحقيق ماكان يخطط له منذ أمد بعيد .
وتتلخص تلك الإجراءات فى إجراءات دبلوماسية وإجراءات عسكرية ، سأتناولها –إن شاء الله - فى الجزء الثالث من هذا العرض للكتاب .


إرسال تعليق

0 تعليقات