آخر الأخبار

كل شيء تحت السيطرة الأمريكية.


كل شيء تحت السيطرة الأمريكية.










د. محمد إبراهيم بسيوني

شككت الناطقة باسم وزارة الخارجية ومديرة دائرة الصحافة والإعلام بوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في ديمومة الدولار الأمريكي في السوق العالمي، متسائلة: كيف سيصبح الدولار لو فرضت عقوبات على الولايات المتحدة الأمريكية يوما واحداً فقط؟؟ وأضافت زاخاروفا: "عشنا على خرافة وجود مملكة بعيدة، اقتصادها لا يتأثر بأي شيء وعملتها عالمية ودائمة". أمريكا بديونها الهائلة ومقومات إنتاجها التي تعاني انحسارا كبيرا في مجال تصنيعها المدني، بما فيها الصناعات التكنولوجية العالية الدقة والنوعية، والتي فضحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكشفه عن اختلال الميزان التجاري مع معظم الدول الصناعية الكبرى، لا تملك، كما قالت زاخاروفا مقومات الصمود أمام أي حصار دولي عليها. ولو أن الصين لوحدها قررت خوض حرب اقتصادية عليها، فمن غير المعلوم كيف سيكون مصير الاقتصاد الأمريكي حينها. كتب ترامب في تغريده علي التويتر
أن الولايات المتحدة "أصبحت بالغة" ولا تنوي تكبد الخسائر والهزائم في الحروب التجارية بعد اليوم. بدأت الحرب التجارية الحقيقية قبل 30 عاما، وخسرناها. الآن بدأ عصر جديد مشرق، عصر من البصيرة. لن نخسر أكثر!". أمريكا بلا شك ما زالت دولة قوية وليست كما قال عنها الرئيس الصيني السابق ماو تسي تونغ "نمر من ورق" ولكن اقتصادها في نفس الوقت يقوم في جزئه الأكبر على إنتاج وتطوير الأسلحة الفتاكة بكافة أنواعها، والاتجار بها. ووصلت ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية إلى حدود خيالية تفوق 700 مليار دولار. اختارت أمريكا لنفسها كي لا تخسر الحرب التجارية، كما يغرد ترامب، أن تكون المصدر الأول للسلاح في العالم. وبالتهديد والوعيد تفرض على الآخرين شراء سلاحها. كما انها وبنفس الأسلوب تتحكم اليوم بحرية التجارة العالمية. وبالتالي فان الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد الدولة الأولى ذات المصلحة بنشر الحروب والكراهية في كل أنحاء العالم فقط، بل والدولة التي وضعت في أولويات مهامها التحكم في النمو الاقتصادي للدول الأخرى والمستفيد الأول من تدمير اقتصاد الدول الطامحة للنمو وتحويلها إلى سوق لشراء منتجات الدول الصناعية، وعلى رأسها السلاح، مع الاكتفاء باقتصاد ريعي قائم على تصدير الخامات الطبيعية.
تعاني الدول المنتجة للخامات الطبيعية من مشكلة تصدير منتجاتها الصناعية الأخرى، بينما هناك تساهل مع السلع المصدرة من دول أخرى لا تملك تلك الخامات الطبيعية. فأي حرية للتجارة وعن أي اقتصاد حر يمكن الحديث في عالم تسوده قوانين الرأسمالية المتوحشة وإيديولوجية الليبرالية الحديثة.
كل شيء، كما تقول أغنية روسية "تحت السيطرة" الأمريكية للأسف.



عميد طب المنيا السابق





إرسال تعليق

0 تعليقات