الحلقة السادسة
اليعقوبي من الياء إلى الياء
ماذا فكر الشيخ اليعقوبي بعد استشهاد السيد الشهيد
(قدس)
الزركانى البدرى
تعرض الشيخ اليعقوبي إلى ضغوط
وحرب قاسية من المقربين قبل غيرهم لأنه بصدق كان يمثل الاعتدال الحقيقي والشخص
الوحيد الذي يمثل السيد الصدر خير خلافة وهذا مما لأ يراق للكثير منهم فأقدموا بكل
الطرق على مضايقته وبعضها قديمة بين الخط المعتدل والمتطرف في مكتب السيد الشهيد
التي أشار إليها السيد الشهيد (قدس سره) في لقائه مع العاملين في المكتب قبيل
استشهاده، فعزلوا الإدارة المعتدلة التي عينها السيد الشهيد (قدس سره) قبل عدة
أشهر، واستبدوا بالأمور.
أما الشيخ اليعقوبي ومن معه
فقد مضوا على الاستمرار بالطريق الذي اختطوه وكان سماحته أكثرهم نضجا وبصيرة وأقدم
على وضع برنامجاً لعملة في مرحلة ما بعد السيد الشهيد (قدس سره)، يقول سماحته :
ودوّنت أفكاري ورؤاي حتى لا تغيب عن بالي فكتبت في ورقة صغيرة – ليمكن إخفاؤها
وليتيسّر لي وضعها في جيبي باستمرار– الخطوط العامة لمنهج العمل الذي أسير عليه في
المراحل التالية لاستشهاد السيد(قدس سره) متجاوزاً العواطف الملتهبة وردود الفعل
الانفعالية ووضعتها في متناول يدي لمراجعتها باستمرار، ويظهر من بعض نقاطها
كالمحافظة على صلوات الجمعة المتبقية أنها كتبت في الأيام الأولى من استشهاد سيدنا
الأستاذ الصدر الثاني(قدس سره) حيث منعت لاحقاً إقامة كل الصلوات وأحتفظ عندي بنفس
الورقة.
وهذه هي النقاط التي مثلت
الخطوط العريضة لبرنامجي المستقبلي ويستطيع المتابع معرفة مقدار ما أنجز منها:
1- تنشئة قاعدة حوزوية واعية
مخلصة.
2- توعية المجتمع وتثقيفه
بإصدار الكتب والنشرات والكراسات أو إصدار مجلة إن أمكن ونشر المبلغين واحتضان
الخطباء المخلصين.
3- معالجة الظواهر الاجتماعية
المنحرفة والتصدي لها بالاستفتاء ونحوه.
4- رد الشبهات التي تُوجّه إلى
المذهب والدين.
5- استقطاب الطاقات الكفوءة
المخلصة الواعية من الشباب إلى الحوزة لتدارك النقص الذي حصل فيها وسد حاجة
المجتمع إلى المرشدين والمبلغين.
6- توجيه عمل مكتب السيد
الشهيد (قدس سره) والمحافظة على استمرار نشاطه باعتباره أهم رموز السيد الشهيد(قدس
سره) والمركز الذي يلتف حوله المجتمع الناطق وسعة مسؤولياته التي يباشرها وعدم
تشتيت مراكز الحوزة الناطقة.
7- معالجة النقائص الموروثة في
الحوزة على مستوى المناهج الدراسية أو الإدارة أو المالية أو غيرها.
8- النهوض بالمستوى العلمي
للحوزة بالمباشرة الفعلية في الدراسة والتدريس وتشجيع الطلبة المتفوقين مادياً
ومعنوياً.
9- بثّ روح الأخوّة والألفة
وإزالة الخلاف الحاصل بين مراكز الحوزة الرئيسية فان وحدة المجتمع من وحدة الحوزة
وتفرّقه من تفرقها.
10- رعاية المجتمع النسوي سواء
على مستوى الخطابة أو الحوزة وطلب العلوم الدينية أو إحياء المناسبات الدينية
والاجتماعية بشكل هادف.
11- دعم التجمعات المتبقية
والسعي إلى إرجاع غيرها ولو في الجملة كالمناطق التي ليس فيها موانع(1).
12- إحياء المناسبات الدينية
داخل الحوزة وخارجها بالاحتفالات واستغلالها لمناقشة أمور الحوزة والمجتمع
والاستفادة من المناسبات لتحقيق الأهداف المطلوبة.
13- احتضان وتشجيع الشرائح
الاجتماعية النافعة كالشعراء وحملة الأقلام والفنانين وطلبة الجامعات وتوجيههم نحو
الهدف الحقيقي.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) بقينا نعمل ما بوسعنا
لاستمرار ما يمكن من صلوات الجمعة – كما في كربلاء – وكنّا نحثّ كل من يقدر على
تأسيسها، كما حدث في حي الميلاد في النجف بعد ذلك لمدة طويلة، حيث أقامها أحد
طلبتنا، وحثثنا على الحضور، حتى اتسع، ومن ثم منعته السلطة أيضاً.
0 تعليقات