معجزة رواندا
المزعومة
د. محمد إبراهيم بسيوني
تعميم وتضخيم إنجاز صغير ثم مقارنته بمصر هو خطأ فادح
ومعجزة روانداالمزعومة.
ظهرت فجأة مقالات تتحدث عن معجزة رواندا التي تحولت
من أفقر دولة إلي أعظم اقتصاد وتم تصوير الأمر كما لو أن رواندا أصبحت سويسرا
القارة الأفريقية.
يا سادة الاقتصاد الأفريقي ثلاث دول هي بالترتيب من
الاقوي هم جنوب أفريقيا، نيجيريا ثم مصر.
جنوب أفريقيا
هي اكبر دولة بالعالم تنتج الكروم، المنجنيز، البلاتينيوم، وثاني اكبر منتج للذهب.
جنوب أفريقيا أيضا تنتج الفحم والنحاس والماس وخام
الحديد والمنجنيز والفوسفات والبلاتين واليورانيوم والفاناديوم. بالرغم ضخامة
كميات الموارد الطبيعية إلا أنها تملك اقتصاد قوي ومتنوع وأفضل اقتصاد صناعي فى أفريقيا.
نيجيريا اكبر دولة نفطية فى أفريقيا وتملك احتياطي
يقدر ب٣٧ مليار برميل وتنتج يوميا ٢.٥ مليون برميل.
اقتصاد رواندا ترتيبه أفريقيا ال٣٣ من إجمالي ٥٤
اقتصاد، وحجم اقتصاد رواندا ٩ مليار دولار، علما بان حجم اقتصاد مدينة الإسكندرية
المصرية ٣١ مليار دولار.
أساسيات
الاقتصاد الرواندي هي الزراعة والسياحة، ونوع صادرات رواندا سنويا ٦٠٠ مليون
دولار. تصدر قهوة وشاي ومحاصيل زراعية. وتستورد سنويا ب١.٧ مليار دولار. تستورد كل
شيء تقريبا. ٩٠ % من سكان رواندا يعملون بالزراعة وبالتالي فالاقتصاد مرتبط بالسوق
العالمي للمحاصيل الزراعية.
حققت رواندا آخر عشر سنوات متوسط نمو ب ٧ % وهو معدل
مرتفع، ولكن تحقيق نمو اعلي من أمريكا لا يعني أن رواندا تملك اقتصادي اقوي من أمريكا،
خاصة وان رواندا صاعدة من حرب أهلية وبالتالي فطبيعي أن تحرز نمو عالي مثلما سيحدث
فى ليبيا واليمن وسوريا عند بدء إعادة الأعمار إن شاء الله.
الأهم من ذلك أن معدل النمو الرواندي شديد التذبذب
وضعيف الاستقرار وهش وغير مستدام.
رواندا دولة ضعيفة وفقيرة ومصر تقوم بتنفيذ مشروعات
كهرباء وصرف ومياه شرب لمناطق رواندية تدخلها هذه الخدمات لأول مرة في تاريخها بدل
معيشة الكهوف والغابات.
أما من يتحدثون عن انتهاء الفقر فى رواندا وارتفاعه
فى مصر ويقارنون بين الحالتين ورغم اللاعقلانية فى المقارنة إلا انه وفقا
للحكومتين والأمم المتحدة. متوسط دخل الفرد في رواندا يوازي ٧٠٠ دولار سنويا
ومتوسط دخل الفرد في مصر يوازي ٢٥٠٠ دولار سنويا. اكبر إنجازات الاقتصاد الرواندي
إنه أصبح الاقتصاد ال٢٩ في سهولة ممارسة الأعمال ومناخ الاستثمار لكن مصر ال١٢٠
والبرازيل ١٠٩. هذا لا يعني إن الاقتصاد الرواندي اقوي من المصري والبرازيلي، لكن
هو إنجاز جزئي لا يجب ان يتم تعميمه علي كل الاقتصاد الذي مازال ضعيف جدا بدليل إن
مصر هي الأولي أفريقيا بفارق ٢٠ مركزا عن رواندا في جاذبية الاستثمار الأجنبي لأفريقيا.
وبالرغم إن رواندا ترتيبها أفضل من مصر فى مؤشر
ممارسة الأعمال، لكن استقبلت ٤٠٠ مليون دولار فقط ومصر استقبلت ٨ مليار دولار.
وهذا بالضبط
ما اقصده، بمعني إن تعميم وتضخيم إنجاز صغير ثم مقارنتها بمصر هو خطأ فادح.
عميد طب المنيا السابق
0 تعليقات