تحريك
"صفاقة القرن"
التى رفضتها مصر وقبلتها البحرين
بعد بالون الاختبار الذي أطلقته كل من أمريكا
وإسرائيل في محاولة لمعرفة رد الفعل العربي للنسخة الأخيرة من صفقة القرن نجد أن
الأسلوب تغير لكن يبدو أن المضمون مازال واحد. فبدلاً من الإعلان الكامل عن كل
بنودها مرة واحدة فسيبدأوا بالجزرة قبل إظهار العصي. ولكنهم واهمين أننا قد نسينا
العصي.
الآن يتكلمون عن المرحلة الأولي لصفقة القرن وهي
الجزء الخاص برشوة البلاد العربية بالإغراءات الاقتصادية والتي مازالت في عرفهم
تنسينا حبنا لأرضنا! فاقد الشئ لا يعطيه. الصهاينة ليس لديهم وطن ولا يعرفون معني
حب الوطن ولذا لا يعطوه الأهمية في اي عرض يقومون بتقديمه لحل المشكلة. كل ما يروه
هو المال. ولذا ففي كل مرة يكون عرض المال أكثر سخاءً ولكنه لا يمس جوهر المشكلة
وهي ارض الوطن.
وفي أول رد فعل لهذه الخطوة رد رئيس الوزراء
الفلسطيني محمد أشتية بتفنيد أسباب الرفض لهذا المقترح لأنه يبدو أن الطرف الآخر
يصم آذانه تماماً لأي مطلب عربي وماضي في طريقه وكأنه لا يوجد أي اعتراض عليه.
بدأ أشتية بالرد بان الشعب الفلسطيني وقيادته لا
يتحدثان عن شروط تحسين الحياة تحت الاحتلال. وان الأزمة المالية التي تعيشها
السلطة سببها حرب مالية بهدف الابتزاز. وانه حتي لم يستشر مجلس الوزراء الفلسطيني
حول ورشة العمل التي ستقام ضمن مؤتمر البحرين في أواخر يونيه القادم لدراسة وتشجيع
الاستثمارات في فلسطين. وأخيراً - ولو انه لو كابدأ بهذا البند أولاً لأغنى عن أي
بنود أخرى - وهو رفض مقايضة الموقف الوطني بالمال.
وهذا تماماً ما نتكلم عنه، أن الجانب الصهيوني لا
يريد أن يرى أو يسمع أو يفهم وجهة النظر العربية لأنه لا يريد أن يقبلها.
وكل ما يريده هو إرغام الفلسطينيين وباقي العرب علي
حل مشكلة هو خلقها من الأصل. وكما هو دائماً فتحاول الصهيونية التنصل من مسؤوليتها
عن المشكلة وتحميلها للدول العربية وان عليهم هم القيام بحلها وبالطريقة التي
تريدها هي والتي تعطيها كل المكاسب الناتجة عن اغتصابها للأرض بالقوة.
فكرة تحميل العرب مسؤولية حل مشكلة احتلال إسرائيل
للأراضي الفلسطينية والسورية هي من الأصل مغالطة منطقيه. من خلق المشكلة هي إسرائيل
ومن عليه حلها هي إسرائيل. ولكن منطق أن على العرب تحمل مسؤولية حل المشكلة هي
الخطوة الأولي كي يقوم العرب بالتنازل إما عن جزء من أراضيهم أو كما اتضح من باقي الخطة،
يدفعون من أموالهم لكي تفوز إسرائيل بالأراضي التي اغتصبتها بالعدوان العسكري وعن
غير حق وخرقاً لكل القوانين الدولية وحتي الأعراف الإنسانية.
لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يأتي بمثل هذه
"الصفقة" لأنها اقرب إلي صفاقة منها صفقه.
والاسم الأوقع
لها هو "صفاقة القرن". ولا يمكن أن يقدمها إلا فكر صهيوني متعجرف لا يرى
سوي المال كغاية المراد ولا يعطي أي وزن لمبدأ أو عدل أو حتي الشعور بالوطنية لأنها
جميعاً صفات يفتقدها.
وعندما ندرك أن من يقوم بوضع هذه الشروط لصفاقة القرن
هو چاريد كوشنر الصهيوني المتعصب لإسرائيل واليهودي المتشدد المنتمي لفئة شاباد
اليهودية المتشددة ، سندرك مدي الصفاقة التي أدت بأن يكون "الوسيط" هو أكثر
تشددا لأحد الأطراف عنه محايداً ووسيطاً بمعنى الكلمة.
من المعروف أن أسلوب چاريد كوشنر في تمرير أي صفقة هو
الضغط والابتزاز. وله واقعة معروفه في استخدام النفوذ وثقل الإدارة الأمريكية من
ورائه للمصلحة الشخصية في "صفقه" ابتزها من قطر.
كان والده قد تورط في شراء مبني باهظ الثمن في مدينة
نيويورك والمبنى رقم ٦٦٦ فيفث افينيو له دلالات خاصة إذ أن هذا الرقم ٦٦٦ في العرف
الغربي هو رقم الشيطان! واراد كوشنر ادخال الأسرة الملكية القطرية شريك معهم
ليتحملوا الأعباء المالية الكبيرة وينقذوا والده من الإفلاس. ولكن قطر رفضت لأنها
صفقه غير رابحة. فما كان من كوشنر إلا واستخدم نفوذ ترامب في هذا الوضع بتسخير
السياسة الخارجية الامريكيه في الضغط علي قطر. وكان ذلك بأن ترامب لم يدين
المقاطعة العربية لقطر من دول الخليج ومصر. وهذا كان له شديد الأثر على الاقتصاد
القطري. ثم اتصل كوشنر مرة أخري بالعائلة المالكة في قطر بالنسبة للصفقة الشخصية
مع والده وقال انه سيسوي متاعب قطر لو نفذت الصفقة. وفعلاً نفذت وطلب كوشنر من
ترامب أن يعطي مساندته لقطر كما كان وعد، وقام ترامب بدلك لأنه كرجل أعمال وليس
كسياسي او كرئيس لبلده ، رأي انها صفقة رابحه ولن تضيرهم ان يستخدموا الثقل
السياسي لأمريكا في إتمام صفقة شخصيه. وأثارت هذه الصفقة هجوم شديد عليهما ولكن لم
تؤثر لان الأجواء العامة في أمريكا مليئة بمثل هذه الصفقات وسؤ الاستخدام للمناصب
الحكومية في الربح الشخصي كما فعلت هيلاري كلينتون في صفقة يورانيوم ١ والتي الآن
قد تمثل أمام القضاء من جرائها.
وليست هذه الصفقة الوحيدة التي حاول كوشنر وعائلته
تمريرها بالضغط والابتزاز والتحايل ولكن كانت هناك صفقه اخزي حاولوا فيها التحايل
علي قانون أمريكي يعطي تشجيع لمن يستثمر في منطقة فقيرة بإعطائه المقدرة علي
القدوم بالعمالة الأجنبية رخيصة الثمن والذين يعطوا الجنسية الأمريكية بسعر منخفض.
وحاولت عائلة كوشنر استغلال هذا البند دون حق حتي فضح أمرهم واضطروا لسحب طلبهم.
وچاريد كوشنر بالرغم من انه يعمل في البيت الأبيض -
بدون أن يأخذ راتب - إلا أن المخابرات رفضت إعطائه security clearance وهذا يعني انه ليس لديه الأحقية في معرفة أسرار الدولة، وذلك
لتورطه وتورط عائلته في صفقات مشبوهة تجعل منه عرضة للابتزاز أو الرشوة التي يمكن
عن طريقها تقويض السياسة الامريكيه.
وهذا هو الشخص الذي أوكلت له "صفاقة
القرن".
للعلم: صفاقة القرن عرضت علي السيسي ضمن أشياء أخري كثيرة
ورفضها السيسي علي الفور. ولذا لم يكمل الثلاثة أيام للزيارة ولم يكن هناك مؤتمر
صحفي في نهاية الزيارة كما هو معتاد. ولذا نجد أن المؤتمر الأول للتعريف بها
ومحاولة تمرير الجانب الاقتصادي منها اختيرت البحرين وليست مصر لإستصافته.
حفظ الله مصرنا الحبيبة وأبناءها الواعين
لأخطار شخصي برابط المقال أتباع حسابي على تويتر
وستجد المقال على الموقع الإلكتروني
aidaawad.wordpress.com
وعلي عربفيس ٠
ووو.عربفيس.أون لاين (بالإنجليزية)
0 تعليقات