الغاية تبرر الوسيلة
د. محمد ابراهيم
بسيونى
لا يُمكن تأسيس دولة إلا وفق قاعدة "الغاية
تبرر الوسيلة".
إقرأوا تاريخ نشوء الدول منذ فجر التاريخ إلى
اليوم، كلها تأسست وفق قاعدة ميكافيلي. قاعدة ميكافيلي تتنافى جذريا مع الدين.
خميني نجح في تأسيس دولة، نعم، ولكنه
أسس دولته وفق القاعدة الذهبية، الغاية تبرر الوسيلة. وبذلك كان كغيره، استعمل
الدين ليكون خادما للدولة.
نعم أسّس دولة بهدم الدين وجعله وسيلة
سلطوية لا أكثر.
واليوم فكل أحزاب الإسلام السياسي، السنية
والشيعية، بلا استثناء، كلهم يعتمدون في سياستهم على قاعدة، الغاية تبرر الوسيلة. كلهم
يتبعون ميكافيلي ويُخالفون النبي صلي الله عليه وسلم. لقد نامت الفتنة بين السنة والشيعة
مئات السنين حتى أحيتها الدولة الصفوية (١٥٠١-١٧٣٦) أي منذ أقل
من ٣٠٠ عاما حيث كانت تنازع الدولة العثمانية
على إيران الحالية. رأت الدولة الصفوية أن أفضل طريق
لصد الدولة العثمانية من
دخول إيران هو
تشييع أهلها ليقاوموا بأنفسهم العثمانيين السنة على أساس مذهبي.
ابتعد شبح فتنة السنة والشيعة عن العرب لقرون حتى باؤا بحرب العراق وإيران (١٩٨٠-١٩٨٨).
بعد غزو أمريكاالعراق٢٠٠٣ وقعت هي وبريطانيا بمأزق رهيب نظرا للمقاومة الشرسة التي
لاقتها بأيدي جيش العراق فأحيت فتنة السنة والشيعة.
مولت بعض دول عربية بأوامر أمريكا إحياء
القاعدة في العراق كما فعلت في أفغانستان لتشويه المقاومة، فكانت بنزين سكب على فتنة السنة والشيعة. باعت أمريكا
العراق إلى إيران التي أججت أكثر فتنة السنة والشيعة لتسيطر عليه سريعا وأعطاها
العرب ما أرادت. فلا تقولوا هذا هو الإسلام، كفى تشويها للإسلام.
- عميد كلية طب المنيا ( سابقا)
0 تعليقات