يوم
القدس
يوم
اليقظة للشعوب.
بقلم : إكرام المحاقري
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) سورة الاسراء..
مكانة عظيمة "للأقصى" في قلب القرآن
الكريم، الذي أصبح تحت وطأة وتسلط الصهاينة، وأصبحت قضيته قضية مهمشة، ومغيبة عن
المجتمعات العربية والإسلامية، وهاهم الصهاينة بعد شراء ذمم بعض الحكومات العربية
يطبّعون علاقاتهم مع تلك الحكومات التي أضاعت نفسها، وأضاعت كرامة شعوبها، وجعلت
من الصهاينة الأذلة أسيادًا للعرب يتحكمون بنفطهم وبقراراتهم.
أتى يوم القدس العالمي ليكون يوم اليقظة للشعوب
العربية، من أجل أن تتذكر عظمة مقداستها التي طالتها يد الاحتلال الصهيوني، ولتصرخ
الشعوب صرخة واحدة
بالموت للصهاينة،
وهيأت منا الذلة.
فيوم القدس العالمي له أهميته الكبرى لما يعزز في
نفوس الشعوب العربية الغيرة والحمية، وتربطهم بتوجيه الله سبحانه وتعالى بأن
يكونوا أعزة لايخنعون للطاغوت مهما كانت قوته ومهما عظم إجرامه.
فالشعوب العربية قادرة على أن تحرر القدس، وتحرر جميع
المقدسات العربية التي دنسها اليهود باسم الدين وباسم أن أرض فلسطين هي حق
للصهاينة، أي: اليهود منذ خلق الله الأرض.
لكنها لن تستطيع أن تحرر القدس إلا بعد أن تتحرر من
جور الحكومات العميلة والمطبعة مع كيان العدو الصهيوني العابث بمقدسات العرب
وبكرامتهم ، ولتصنع لنفسها وبإرادتها حكومات صادقة توجه بوصلة عدائها لمن يتطاول
على المقدسات الإسلامية.
كما يجب على الشعوب في يوم القدس العالمي ان تستلهم
من خروجها المتضامن قضية التوحد على كلمة سواء ونهج واحد هو "واعتصموا بحبل
الله جميعا ولا تفرقوا" فالاعتصام بحبل الله هو من سيجعل قضية القدس هي
القضية الأساسية والمحورية للمجتمعات الإسلامية.
فقضية القدس هي قضية المسلمين وقضية العرب، كونه قبلة
لهم ومثله في القرآن الكريم كمثل مكة المكرمة التي أصبحت هي الأخرى تحت سطوة وتسلط
بني سعود المطبعون مع الصهاينة.
فالمقدسات العربية والإسلامية يجب أن تكون خط أحمر
لايسمح للعدو أن يتجاوزه مهما كانت التضحيات، لان التطاول على قبلة المؤمنين هو
تطاول على الإسلام بكله وهذا ما وصل إليه الصهاينة، تطاولوا على الإسلام وهانوا
المسلمين، وسفكوا الدماء ودنسوا المقدسات غير آبهين بالعرب الذين أصبحوا للأسف
الشديد محكومون من قبل الصهاينة.
كما أن يوم القدس العالمي هو يوم تجدد فيه الشعوب العربية والإسلامية أجمع بيعتها للقضية الكبرى،
فهذا اليوم هو يوم كرامة العرب ويوم نخوتهم ويوم
وقوفهم مع الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتجرع المر والظلم منذ أكثر من 70 عام.
ويوم القدس العالمي هو يوم لتذكير الأمة الإسلامية بقضيتها الكبرى التي من أجلها يجب عليهم يتركوا المشاحنات فيما بينهم كعرب ومسلمين وأن يوجهو بوصلة العداء لمن احتل المسرى ودنس الأقصى، وان تكون لهذه القضية الأولوية الشاملة في توجه الأمة الإسلامية التي لن تعود للأمة كرامتها إلا بعد عودة الأقصى إليها.
كما أن هذا اليوم العظيم هو يوم لمواجهة حالة التغييب
المعتمد لهذه القضية، حيث ستثبت الشعوب يقضتها وتبنيها لمسألة تحرير القدس ونصرة
الإسلام، كما ان يوم القدس العالمي سيواجه حالة التجريم لمن يتبنى هذه القضية.
ويكون يوم لكشف الحقائق المتمثلة في ترهيب الدولة الإسلامية "إيران" وحركة حزب الله جنوب لبنان" والشعب اليمني الصامد، والحكومة السورية وشعبها الذين لطالما واجهوا تعنت وإجرام سياسة أمريكا وإسرائيل وجميع العملاء، كذلك الشعب العراقي والشعب البحريني الذين لم يقبلوا بالمساومة مع الصهاينة بمقدسات الأمة الإسلامية.
فآخر جمعة من شهر رمضان المبارك شهر القرآن والتفكر
والتدبر في آيات الله سيكون يوما عظيما ودليلا واضحا على يقظة الشعوب، وتمسكها
بمقدساتها، فالقرآن هو من يصنع الوعي والبصيرة في قلوب المؤمنين، وهيهات منا الذلة.
0 تعليقات