سقوط الأقنعة الدعوية ..
حمدى عبد العزيز
لم تكن اعترافات عائض القرني عما اقترفه تحت دعوي ((الصحوة
الإسلامية)) وكشفه لتوظيف هذه الصحوة في خدمة التطرف والإرهاب .. لم تكن وحدها هي
المرة الأولي التي تتساقط فيها الأقنعة عن شيوخ مايسمي بالإسلام الدعوي ، وافتضاح
أمر أن هذا النوع من التأسلم ماهو إلا آلية وظيفية في سياقات آليات وأقنعة فاشية
التأسلم السياسي ..
فقط لأننا ننسي فإن المسألة أقدم ولكنها لم تأخذ فرصة الاهتمام
الكافي ..
فالبداية كانت عندما أعلن الشيخ الداعية الشهير الملقب
بالإمام محمد متولي الشعراوي بالسجود ركعتي شكر لله حمداً لله علي هزيمة يونيو
1967 ..
ثم ذلك اليوم الذي وقف فيه إمام الأمة ومجدد دينها كما كان يحلو للمنصات الإعلامية وقتها أن تقدمه كذلك في مجلس الشعب يوم 20 مارس 1978، ودافع عن الرئيس الأسبق "السادات" ضد المعارضة التي كانت تهاجمه، مطلقاً عبارته الشهيرة التي قال فيها ((لو كان لي من الأمر شيء، لحكمتُ لهذا الرجل الذي رفعنا تلك الرفعة، وانتشلنا مما كنا فيه إلى قمة)) ثم استطرد مستعيناً القرآنية ((ألا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون)) لينزه الحاكم الذي استوزره عن المسائلة وليجعل منه ظلاً لله علي الأرض كما فعل ذلك مع الملك فهد ملك السعودية حين خاطبه شعراً وقت أن كان في المملكة السعودية منشداً :
(.. يا ابن عبد العزيز.. يا فهد شكرًا
دمت للدين والعربة فخرًا
أنت ظل الله في الأرض
تحيا بك البلاد أمنًا وسرًا ..)
((المصدر : كتاب
إبراهيم عيسي "أفكار مهددة بالقتل .. من الشعراوي إلي سلمان رشدي")) ..
قناعات مايسمي بالإسلام الدعوي تتساقط لكي نكتشف أن
"الإسلام الدعوي" ماهو إلا شكل وظيفي من أشكال "الفاشية الدينية
السياسية"
فكما أفتي "الداعية" المسالم صاحب الابتسامة الوديعة الشيخ محمد الغزالي - الذي يرصع عباراته بكلمات الخير والتسامح والمحبة - بقتل الكاتب والمفكر الراحل "الدكتور فرج فوده" في تسعينيات القرن الماضي مسقطاً تلك الأقنعة .. فالشيخ محمد حسان الداعية السلفي المشهور، ونجم الألفية الثالثة أسقطت أقنعته الدعوية الراسبوتينية اعترافات الإرهابي القيرغستاني محمد يحيي، والذي كان يعمل مترجماً لداعش في سوريا والذي أدلي بها إلي "روبرت فيسك" محرر "الإندبندنت" البريطانية حول أن الشيخ حسان هو الذي حرضه هو وزملائه - أثناء دراستهم بالأزهر - علي الذهاب إلي سوريا للجهاد وسلم كل واحد منهم مائة دولار للسفر إلي تركيا ومنها إلي سوريا ..
أليس ذلك - إلم يكن عملاً إرهابياً - فهو يمثل دور وظيفي واضح في دعم الإرهاب ؟
الشيخ حسان صاحب فتوي " واجب الجهاد في سوريا"
في 14 يونيو 2013 ، أثناء مشاركته هو، والشيخ يوسف القرضاوي ، والشيخ الطيب شيخ
الأزهر ، والدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف في عهد سلطة الإخوان وحلفائهم من قوي وأقطاب
الفاشية الدينية حينذاك ، مع ألوية وكتائب الفاشية الدينية المسلحة في سوريا في
مؤتمر مايسمي ب "المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي" والذي انعقد في
القاهرة في ذلك الوقت تحت رعاية سلطة الفاشية الدينية وبدعم خليجي تركي وبتدبير من
حلف الناتو بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ..
((ملحوظة / متابعة فعاليات هذا المؤتمر المشبوه وبيانه الختامي موجود علي موقع حزب الأصالة السلفي))
شيخ الأزهر لايزال هو شيخ الأزهر كما نعرف جميعاً
محصنا بمواد الدستور التي تحصنه والتي لم ولن يتم تعديلها
لأنها لاتمس فترات وصلاحيات الرئاسة ولاتمس علاقتها بالقضاء أو بسلطات ومؤسسات
الدولة الأخرى ، وفقاً لماتم في التعديلات الدستورية الأخيرة ..
والشيخ محمد حسان
المحرض والمشارك لوجستياً في دعم الإرهاب - عبر واقعة
اعتراف الداعشي القيرغستاني محمد يحي .. حر طليق لم يحقق معه كحد أدني في مدي صحة
هذا الاعتراف الذي يؤيده اشتراكه السابق في مؤتمر الحشد للجهاد في سوريا ، والدور
الذي لعبه في توحيد فصائل التنظيمات الإرهابية في سوريا وقتها ،بل وقناته الفضائية
(الرحمة) أعيد بثها ، ومصرح باستمرارها حتي الآن ولم يتم اتخذ أي إجراء قانوني
حيال تلك الوقائع التي أعلنت عنها "الإندبندت" البريطانية في عام 2016 ،
ونقلتها جريدة "المصري اليوم" في يوليو من العام نفسه .
لم يقترب أحد من الشيخ راسبوتين الدعوي الملهم الذي امتلأت
بخطبه ومواعظه الدينية المتاجر والأسواق الشعبية حتي وقت قريب ..
بينما
هناك من أصحاب الرأي المدني الديمقراطي من تمت ملاحقتهم وحبسهم لمجرد أنهم أصدروا
بياناً سياسياً يعبرون فيه عن رأيهم السلمي الديمقراطي ، أو قاموا بمجرد تدوين
الرأي السلمي الديمقراطي علي مواقع التواصل الاجتماعي ، أو حاولوا استخدام حقهم
الدستوري في حرية التعبير والاجتماع السلمي العام ، أو أقاموا مجرد ندوة أو
احتفالية أعلنوا فيها أراء معارضة للسلطة السياسية.
0 تعليقات