30 يونيو .. زلزال ضرب المنطقة والعالم
حمدي المحلاوي
هل كانت مصر بالفعل كانت في حاجة إلى ثورة تعيد إليها
ال ( عيش – حرية – كرامة إنسانية ) ؟ .. نعم .. والدليل تأييد الشعب المصري لثورة
يناير في بداياتها .. لكن المظاهر البراقة لثورة يناير لم تنطل على فطنة وذكاء
الشعب المصري بعد ما تبين له أن من قاد هذه الثورة أغلبهم كانوا من الشباب الأرعن
غير ناضجي الفكر .. بل إن بعضهم كان تابعا لجهات أجنبية تضمر الشر بمصر .. فضلا عن
أنهم سلموها في النهاية لجماعة الإخوان التي تخالف في عقيدتها وطبيعة فكرها
الجينات التي تكونت منها الشخصية المصرية حيث التعايش وقبول الآخر والبعد عن الغلو
والتطرف ثم النظرة إلى الدين كصلة بين العبد وربه بعيدا عن السلطة والحكم ..
هذه العوامل ساعدت بقوة على بزوغ نجم عبدالفتاح
السيسي الذي قاد ثورة 30 يونيو ليغير بها ليس مصر فقط بل والعالم .. التغييرالذي
حدث في 3 \ 7 لم يكن انقلابا كما يدعي أعداء مصر .. بل كان ثمرة طبيعية لأعظم
وأضخم ثورة عرفها التاريخ .. وهذه رؤيتي ..
محليا :
- العودة القوية للروح الوطنية والاعتزاز بالهوية
المصرية ( كادت أن تندثر ) ..
رأيناها في فكرة رفع العلم المصري بكثافة والعودة إلى
الأهازيج والأغاني الوطنية
- انحسار الفكر السلفي الوهابي الذي انتشر في المجتمع
المصري انتشار النار في الهشيم في حقبة الغفلة أيام مبارك
- اندحار فكرة الدين مقابل الوطن ( جوهر فكر جماعة
الإخوان المسلمين )
- عودة الدور الريادي للمرأة المصرية كقائد وليس
تابعا للرجل
- الاندفاع إلى بناء مصر الحديثة كقوة اقتصادية
وعلمية كبرى بشكل مذهل
عربيا :
- التغير الدراماتيكي في التركيبة النفسية للمجتمع السعودي لم يكن ليحدث لولا ثورة 30 يونيو .. تلاه التأثير الهائل لتحول السعودية على كامل المنطقة من الناحية الفكرية والعقائدية بحلول فكرة الإسلام المتقدم المستنير الذي يساير روح العصر ليحل محل الفكر السلفي المتزمت
- تخلي السعودية عن فكرة التمسك بالدور القيادي
للمنطقة وهو الذي سعت إليه طوال عقود مضت بعد أن اقتنعت أن هذا الدور أكبر من
حجمها الحقيقي .. عرفت أن المال وحده لا يكفي لصناعة هذا الدور .. فهمت أيضا أن من
صالحها أن تضطلع به مصر.. لأن البديل سيكون إما تركيا أو إيران وكلاهما غير مأمون
الجانب بالنسبة لها ..
– تغير النظرة القديمة للعرب ( لا تعطوها حتى تشبع
ولا تتركوها تجوع ) .. كانوا يرون أنها تشكل خطرا عليهم في الحالين .. يتم الآن
بالدخول في شراكات اقتصادية كبرى بدلا من سياسة المن بالعطاء القليل الذي لا يسمن
ولا يغني من جوع
– العرب أدركوا أخيرا أن بقاء مصر قوية متماسكة هو من
صميم أمنهم القومي ولم يعد مجرد شعارات ترفع خصوصا أن المنطقة بالكامل تعيش الآن
فوق صفيح ساخن والمستقبل واضح أنه غير مضمون بالمرة
- نجاح 30 يونيو في إيقاف المد التدميري للمزيد من
البلاد العربية فيما سمي بالربيع العربي .. حتى ثورتا الجزائر والسودان استفادتا
من ثورة مصر كثيرا فلم ينزلق البلدان إلى أعمال عنف مدمر كما حدث في سوريا واليمن
وليبيا
إقليميا :
- الموت الإكلينيكي لمعاهدة كامب ديفيد ( انتشار
الجيش المصري في كامل سيناء )
– كيف تم إقناع إسرائيل أن مصر القوية يأتي في صالح
أمنها ؟! .. الفكرة أصلا ضربت كل قواعد المنطق ! .. زد عليه أن إسرائيل لم تعد
تعترض على تسلح الجيش المصري بأحدث الأسلحة كما كان في السابق والدليل شراء
الغواصات الألمانية التي وقفت ضد بيعها إلى مصر بعناد شديد منذ فترة كبيرة !
- مصرعادت لتفرض نفسها كقوة إقليمية كبرى لها وزنها
المعتبر فالواضح أنها تكسب باستمرار والقوتان الإقليميتان المنافستان ( تركيا
وإيران ) تخسران دائما
- بات واضحا للجميع أنه لا حلول لمشاكل المنطقة بدون
مصر
عالميا :
– مصر استطاعت ببراعة إقناع العالم أن بقاءها قوية هو
في صالح الاستقرار العالمي الذي يحافظ على مصالح الدول ولا يخل بميزان القوي
- عودة إفريقيا إلى أحضان مصر بعد أن أدركت الخطأ
الفادح لعزلها عقب ثورة 30 يونيو
- كيف تمكنت مصر أن تكسب ود روسيا وأمريكا في ذات
الوقت ؟! كان يعد من رابع المستحيلات في السابق !
- العودة الأوروبية القوية للتعاون مع مصر ( ما عدا
بريطانيا ) .. تأكدوا أن بقاء مصر قوية هو في صالح الاستقرار العالمي وفي صالحهم
بالدرجة الأولى
- فهم العالم ( الأوربيون وأمريكا ) معنى أن تتحول
مصرإلى قوة دينية راديكالية بما لها من تأثير وثقل عالميين على أمنهم فبدأوا
بالتخلي عن فكرة دعم جماعة الإخوان المسلمين والانحياز إلى مصر 30 يونيو وإن لم
يتم بشكل كامل حتى الآن
- الغرب أدرك دور مصر الفاعل في محاربة الإرهاب (
يضرب قلب أوروبا الآن ) لا يتم بقوة السلاح فقط بل بالفكر الوسطي المعتدل الرصين
من خلال أزهرها وعلمائها المعتبرين وقوتها الناعمة في كافة المجالات
ختاما :
الدخول في سباق مع الزمن مسألة حياة أو موت .. فعامل
الوقت غاية في الأهمية قبل أن تفيق هذه القوي من صدمة 30 يونيو .. لكن هذا يتطلب
دعما شعبيا غير محدود للرئيس السيسي ولنهجه الإصلاحي .. عموما مازال رهان الرئيس
على عامل النضج السياسي للمواطن المصري البسيط قائما وبقوة وهو ما ظهر جليا في
استفتاء التعديل الدستوري بخروج الكتلة التصويتية المتفاعلة بالكامل ومعها 2 مليون
مشارك جديد ..
الناس ذهبت لتصوت للدولة والرئيس ولمنهج ثورة 30
يونيو فلا يعنيها الدستور كثيرا .. الكل يعرف ذلك ..
0 تعليقات