ستاد ناصر ومشهدان
خالد الأسود
شهد ستاد القاهرة منذ ستة
أعوام احتفالية ضخمة حشد لها مرسي لدعم سوريا، فهمه لدعم سوريا أنه دعم للدواعش
والجماعات الدموية بالسلاح والمقاتلين، كان يتصور أن يخرج جيش مصر للقتال خارج
الحدود المصرية بجوار مجاهدي داعش والنصرة والجيش الحر وكافة منتخبات الإرهاب
الوافدة إلى الأراضي السورية لهدم دولتها وإنشاء مشروع دولة الخلافة الهمجية
الدموية.
تصدر المشهد رموز الإرهاب
الخارجون من السجون، تبارى شيوخ السلفية في إلقاء الخطب النارية التي تتوعد
المصريين المعارضين حكم مرسى بالهلاك والموت، تعرت الجماعة سياسيا بعد الإعلان
الدستوري الذي أصدره الرئيس الإخواني، خلع مرسي بهذا الإعلان كل الأقنعة، من قبله
انفرد الإسلام السياسي بكتابة دستور البلاد.
الشعور بالقوة والتمكن دفعهم
لكشف نواياهم وفهمهم للديمقراطية مبكرا.
هي ديمقراطية لا تعرف التوافق
والمواطنة والحريات، ديمقراطية لا تعترف إلا بالمسلم السني الموالي للجماعة، في
ستاد ناصر جعلوا كل معارضيهم كفرة وملاحدة وزنادقة، استدعوا عبارات الحرب والجهاد،
مفهومهم كان سنغزوهم قبل أن يغزوننا، المعارضة عندهم مؤامرة نصرانية، كأن المواطن
المسيحي ليس عضوا في الوطن له حق التأييد والرفض..
الهوس السلفي تجلى في لعن
الرافضة والشيعة في حضرة الرئيس الملتحي مرسي (بعد أيام تم قتل أربعة مواطنين
مصريين شيعة على يد مهاوييس الإسلام السياسي)
مرسي لا يعرف غير ديكتاتورية
الأغلبية، حتى لو كانت أغلبية زائفة تم حشرها في الأوتوبيسات إلى صناديق الانتخاب..
بعدها بأيام قبل 30 يونيه حشدوا أنصارهم مرة أخرى، أعلن أحد أراجوزاتهم أن من يرش مرسي بالميه؛ فسوف يرشونه بالدم، قدموا سيدة عجوز قعيدة للحاضرين أنها أم الشهداء، إنها أم خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري أنور السادات، تعالى التكبير والتهليل..
بعد 30 يونيه خرج مرسي في أكثر خطاباته مللا وسماجة يعلن أنه سيحمي كرسيه ولو بحياته، سيحمي شرعيته المزعومة رغم أنف الشعب بالدم، يتم عزل مرسي، يحتشد أتباعه في أكبر ميادين مدينة نصر، يتفق رجالهم ونساؤهم أن الرد سيكون دمويا، يهددون بالسيارات المفخخة والاغتيالات وتفجير الكنائس، تشهد مصر أشرس موجات الإرهاب، يصرح القيادي الإخواني أن عودة مرسي شرط توقف الإرهاب..
شهد ستاد القاهرة أول أمس
احتفال افتتاح المونديال الأفريقي 2019
عرض مهيب تحتضن فيه مصر ثقافة
القارة السمراء وروحها، تتجلى مصر البهية بروحهاالمصرية الفرعونية، بالفن والرقص
والغناء تبهر العالم، تجعله يتذكر ما درسوه أطفالا في مدارسهم، هنا مصر، أم
الدنيا، فجر الضمير، مبدأ التاريخ، قصة الحضارة..
الآن نعرف لماذا كان يدفعوننا لكراهية الفن وفنانينا، لماذا اقنعوا الرعاع فينا أن الرقص عار، لماذا كان يصرخ بذيئهم بلد رقاصات، العالم انحنى عندما رقص المصريون والمصريات، تذكروا جميعا .. فانحنت الرؤوس.
نعلم أن تنظيم المونديال
أُسنِد إلى مصر منذ خمسة أشهر فقط، مساحة زمنية لاتكفي، كنا نضع - كمصريين- أيدينا
على قلوبنا، نغار على اسم مصر، نعلم أن العالم يشهدنا، وأن العيون المتربصة
المترصدة خلف العيون، الحقيقة أن النجاح فاق كل توقعاتنا، خشع الجميع، كل المواقع
الرياضية ووكالات الأنباء لم تخفِ انبهارها..
في تلك اللحظات العصيبة على
قلوب المصريين كانت هناك عصبة أخرى قابعة تنتظر الدقيقة 22 ليهتفوا باسم أيقونة
إخوانية صنعوها ليلتف حولها أتباعهم والبلهاء المركوبون، لم يهتفوا لنجم الجيل
صلاح، ولا لرموز الكرة المصرية صالح سليم والخطيب وحازم إمام وبركات، هم لا يعرفون
إلا واحدا منهم حشد لمرسي في الانتخابات، دعم اعتصامهم المسلح في رابعة والنهضة،
يغسلون خلفه أموالهم وشعبيتهم.. لايرون لزاجته وسماجته، لا تستفزهم ملامح البلاهة
التي تميزه وعجز عن إخفائها كل الستايلست المجلوبون بأموال الجزيرة القطرية..
وينقلب السحر على الساحر، لايردد هتافهم غير حفنة مذعورة، يبدو هتافهم هزيلا مضحكا بجانب الهتاف المدوي الذي استقبلت به الجماهير السيسي رئيس مصر ورمز تحررها من حكم الجماعة.
أتمنى أن تتوحد هتافات المصريين فقط باسم مصر، مصر مصر..
استخدمت اسم إستاد القاهرة
الأصلي ستاد ناصر تحية لروح رئيس مصري راحل خدم مصر، أخطأ وأصاب ولكنه انتمى
لترابها وحده..
0 تعليقات