الحلقة الرابعة الفتوة في القرآن
دراسة مقارنة لمعاني الفتوة ومشتقاتها
في ضوء القرآن الكريم
صبيح البخاتي
اتضح لنا أن ما تبناه السيد
الطبطبائي في ميزانه عمر النبي يوسف اقل من الثلاثين بعد أن رد على قول الأربعين
والثلاثين في الجزء الرابع منه ورجح عمر
ثمانية وعشرون سنة أثناء المراودة .
يذكر سيد قطب في تفسيره ما نصه
:
فلننظر من باب التقدير انه كان
يوسف غلاما عندما التقطته السيارة وباعته في مصر كان حوالي ما يزيد عن أربعة عشر
سنة وعاش فترة عشر سنوات في القصر تقريبا .
وكانت زوجة العزيز أكثر من ثلاثين
سنة وزوجها أزيد من الأربعين ( ينقص أو يزيد سنة أو سنتين )
بحيث لم يرزقا بولد كما يبدو
من قوله : (( أو نتخذه ولدا )) وهذا الخاطر اَي خاطر التبني لا يرد على النفس عادة
إلا حين لا يكون هنالك ولد ويكون اليأس أو شبه اليأس من الولد ولابد من أن تكون قد
مضت على زواجهما فترة يعلمان فيها أن لا ولد لهما وفي حادثة المراودة قد بلغت زوجة
العزيز الأربعين عندما يكون يوسف قد تجاوز الخامسة والعشرون تقريبا وما ترجحه
شواهد الحال من أنها مكتملة وجريئة ومالكة لكيدها متهالكة على فتاها وان كانت كلمة
الفتى تقال لمعنى العبد حينئذ ولكنها لا تقال إلا ولها حقيقة من مدلولها اللغوي من
سن يوسف .
والنتيجة :
إنما كانت محنة يوسف الثانية ( محنة المراودة ) لعد أن تجاوز المحنة الأولى ( محنة
البئر ) فإنها كانت تمر على النبي في سن المراهقة وكان يعيش فيها في جو القصور مع
امرأة بين سن الثلاثين إلى الأربعين وبيئة يصورها قول الزوج أمام الحالة التي وجد
فيها زوجته مع يوسف بقوله (( يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين
)) ٢٩يوسف ..
بينما
يرجح البحراني في البرهان اقل من هذا العمر أو ما يقاربه ويرى انه دخل القصر وهو
ابن ثمانية عشر لرواية بن بأبويه القمي قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :
في قوله تعالى (( ولما بلغ أشده
آتيناه حكما وعلما )) قال : أشده : ثماني عشر سنة واستوي : التحى
وعندما كان في الجب ابن سبع
سنين لرواية أبو حمزة قلت لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) ابن كم كان يوسف يوم
ألقي في الجب قال: ابن سبع سنين
ويضف البحراني :
وكان يوسف أجمل أهل زمانه فلما
راهق راودته امرأة الملك عن نفسه فقال معاذ الله ..
وجميع هذه الآراء بعيدة عن
الفهم القرآني وعمق معنى الفتوة التي أرادها الله تعالى ولاتتناسب مع المعاني
المذكورة في عموم معاني الفتوة كما سيتضح مع نهاية بحثنا من أن الفتوة تحمل سمو
المعاني والإباء وان كانت المدلولات اللغوية تشير إلى الفترة الزمنية من الشباب
ولكن لا ينبغي التركيز عليها مع اهتمام كثير من القران والسنة الشريفة والأحاديث إلى
المعاني السامية ومنها ما مر عليك عزيزي القارئ في الحلقة الأولى وسنزيد في طيات
البحث إن شاء الله تعالى ..
انتظروني في حلقة قادمة إن شاء الله
الحلقة الماضية : الحلقة الثالثة الفتوة في القرآن
0 تعليقات