آخر الأخبار

المتلون في كل عصر


المتلون في كل عصر






د. محمد إبراهيم بسيوني
من المعروف أن طائر اللقلق كان يأتي في أيام الشتاء فيبني أعشاشه فوق أماكن مرتفعة مثل مئذنة جامع أو برج كنيسة، أو ربما فوق بعض المباني الخربة المرتفعة.

 وهو طائر مسالم يحب الهدوء ويتجنب الضوضاء، ويقال إن احد هذه الطيور المحبة للعزلة والتفرد اختار برج كنيسة في البلاد ليبني عشه فوقه، مما سـبب ازعاجاً مستديماً لشماس الكنيسة فأشـتكى أمره للقـس، إذ إنه كلما قرع ناقوس الكنيسة تساقط عليه القش والذرق المتيبس، فأوصاه القس بأن يأخذ قطعة من كبد جمل، ويملحها بصورة حسنة ( ولحم الجمل يسبب العطش ويستحرم اليهود أكله )، ويضع بجوارها كاسة خمر معتقة، فعندما يأكل اللقلق كبد الجمل يعطش، فيضطر لشرب الخمر فيسكر، ويصبح ثقيل الحركة وغير قادر على الطيران، فيصعد إليه الشماس ليمسكه.

 اتبع الشـماس التعليمات بحذافيرها حتى سكر اللقلق، فصعد إليه الشماس وامسكه من رقبته، سحب السكين وسأله فهمني أنت من أي ملة ... ؟؟، يهودي فلماذا تأكل لحم جمل ؟؟، مسيحي فلماذا اتذررك علي الناقوس ؟؟، أم مسـلم فلماذا تشـرب الخمر ؟؟.

 هذه القصة تقال لكل المتلونين ومن لا يشبه قوله فعله.

 الرجال يختلفون فمنهم الشجاع ومنه الأبيّ ومنهم المخادع المكّار ومنهم المتلّون ومنهم الأصيل، فتراه تتغير أفكاره السياسية والحياتية ليصل إلى مصالحه. المتلون وفق المصالح، كذاب كبير، يأتيك بوجه وعندما يلف عنك يأتيك بوجه آخر مثل من يضحك بوجهك ويسيئ لك من خلفك فالرجل الحقيقي الذي ظاهره مثل باطنه.


عميد طب المنيا السابق


إرسال تعليق

0 تعليقات