اليعقوبى
و تأسيس الجيش الرديف
فى الثاني عشر من شعبان الموافق 11/6/2014م، وبعد
سقوط الموصل فى يد مجرمي وإرهابي داعش، الجميع أخذه الخوف واليأس والقنوط إلا
أصحاب البصائر والهمم فقد وقف المرجع الدينى سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد
اليعقوبى " دام ظله" يحث الناس على الثبات ويبعث فيهم الأمل ويدعو إلى
تشكيل جيشا رديفا والذي عرف بعد ذلك باسم (( الحشد الشعبي )) وكانت نص خطبة سماحته
....
رب ضارة نافعة ....سقوط الموصل
لا يزال الشعب العراقي المظلوم يعاني من الأزمة تلو
الأزمة، ولا تُعالج مشاكله بالحلول الناجعة وإنما بالترحيل و الهروب إلى الأمام أي
باستحداث مشاكل جديدة أفظع من سابقتها لتشغله عن المطالبة بها، فمن نقص الخدمات
إلى تعطّل مشاريع التنمية التي تستثمر موارده البشرية والاقتصادية إلى الصراعات
السياسية والاستبداد والاستئثار وهدر المال العام إلى التدهور الأمني الذي يزداد
سوءاً حتى تمكّنَ نفر ضال همجي وحشي من بسط سيطرتهم على مدننا الحبيبة العزيزة على
قلوبنا كالموصل وبعض نواحي كركوك وصلاح الدين وغيرها، فاحتلوا مؤسسات الدولة
وأرعبوا أهلها وهجّروهم بحيث لا يعلمون إلى أين يذهبون فازدادوا بلاءً الى بلائهم
, ومعاناة إلى معاناتهم.
إنّ هذا الانهيار الذي حصل ليس وليد الساعة ولا هو
بسبب قوة العدو أو تفوّق امكانياته فإنّ أفراد قواتنا المسلّحة معروفون بالشجاعة
والتضحية والتفاني من أجل الدين والوطن ولا يعرفون التحزّب ولا الفئوية ولا
الشخصنة، ومواقفهم في ذلك مشهودة وكثيرة، أليسوا هم من يحتضن الانتحاريين العفنين
ويتفجرون معهم وتتناثر أجسادهم ليحموا الآخرين من هذه الوحوش، فليس عند أبطالنا
المقاتلين تقصير، وإنما حصل الذي حصل نتيجةً لتلك الأخطاء المتراكمة وتخلّي أغلب
الكتل السياسية الحاكمة وغير الحاكمة عن أخلاقيات المهنة والشعور بمسؤولية المواقع
التي ائتمنهم الشعب عليها، وعدم مهنية وإخلاص الكثير من القادة العسكريين، ولا
يمكن أن تحلّ المشاكل والعقد إلاّ بحلول جذرية استراتيجية يطمئن إليها الشعب بكل
مكوّناته ويشعر انه بأيدٍ أمينة رؤوفة كريمة شفيقة كفوءة قادرة على أداء
المسؤوليات المكلّفة بها.
إنّ هذه الحلول الاستراتيجية لا يمكن الخوض فيها الآن
ونحن نتعرّض لهذه الهجمة الوحشية الشرسة، إذ أنّ الوضع الراهن يحتاج إلى موقف حازم
وحكيم من خلال تكاتف الجميع من علماء الدين والقادة السياسيين وزعماء العشائر
وأبناء الشعب كافة لطرد الهمج الرعاع واستئصال وجودهم الخبيث وحماية أهلنا ومدننا
ومقدّساتنا من غزو البرابرة، لتكون هذه الوحدة وهذا التكاتف حافزاً لبدء مرحلة
جديدة تسودها الأخوّة والمودّة والشفافيّة والثقة المتبادلة لحل مشاكل البلاد وفكّ
العقد المستعصية.
وإننا نثق بقدرة قواتنا المسلّحة على فرض الأمن في
ربوع الوطن ولكننا نرى إنّ التحدّيات الراهنة تستدعي تشكيل جيش رديف للقوات
المسلّحة وساندٍ لها في عملياتها، يكون له قادة مهنيون وأكفاء ويزوّد بتجهيزات
متطوّرة ويحظى بتدريب عالٍ ويستوعب الشباب العقائديين المتحمسين للدفاع عن أهلهم
ووطنهم ومقدّساتهم ويوفّر لهم البديل عن الانخراط في الميليشيات والمجاميع
المسلّحة التي تريد الدفاع عن مقدساتها ولكن وجودها خارج إطار الدولة ومجهولية قادتها
وتنظيماتها يجعل احتمال الخطركبيراً. ويُكلَّف هذا الجيش بحماية المراكز الحيوية
ويشارك مع القوات المسلّحة في العمليات الساخنة وسيحظى هذا الجيش بتأييد كل فئات
الشعب، وينحلّ حالَ تحقيق الأغراض المرجوّة من تشكيله.
نرجو من المؤمنين والمؤمنات أن يدعوا الله تعالى
لمقاتلينا المرابطين في ساحات المواجهة مع الأعداء بدعاء الإمام السجاد (عليه
السلام) للمرابطين في ثغور المسلمين , ونسأل الله تعالى الرحمة لشهدائنا الأبرار،
والصحة والعافية للجرحى والمصابين والعودة الآمنة للمهجّرين، وزوال هذه البلاءات
عن أهلنا وعراقنا الحبيب (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) (الروم/4).
0 تعليقات