آخر الأخبار

هل جربتم رخص الله وفيض رحمته؟



هل جربتم رخص الله وفيض رحمته؟





د. بهي الدين مرسي


لست بصدد فتوى دينية، ولكنه الضمير المهني الذي يلزمني وأنا مستقبل القبلة، وارفع يمناي، واقسم جهرا وأطابق القسم بعقد النية سرا، وان اشهد ربي على ما أقول:
في هذا الجو الحار، أو في ظروف مماثلة، أو في البيت أو العمل، إذا تحسست العطش، وتضاءل خرج البول، أو أصبح لونه داكنا، فأنت مرشح بشدة للإصابة بالفشل الكلوي الحادAcute Renal Failure ( ARF )
قد يحدث عطب الكلي جراء جفاف البدن في يوم واحد، أو لدى تكرار ( إهانة ) الكلى على مدار يومين أو ثلاثة، وهذا التعبير (Kiney Insult) هو تعبير علمي يعرفه الأطباء، فستغضب عندئذ الكلى، و"تحرن" أي تتوقف عن العمل ولا ضمانة بعودتها للعمل إلا في ظل بيئة كيميائية وديناميكية دموية معقدة، و"ربما" تتصالح الكلى وتعود للعمل من جديد، أو لا.
دعوني أوضح المسالة بشيء من التبسيط:
لو شعرت بالعطش وجفاف الحلق، فهذا أول مؤشرات الخطورة، إذ لا يفترض وصولك لهذا الإحساس لو أن السوائل بجسمك كافية، وبشرط ألا يصاحب ساعات يومك فقد للماء بالتعرق أو فقد لأسباب أخرى مثل البول السكري.
الجسم لا يجامل ولا يهزر!!!
إحساسك بالعطش إنذار بتدني تركيز السوائل تستشعره مستقبلات البلل بالحلقوم فتنبهك لشرب الماء، فان ارتويت، قضى الأمر، وإلا فإن الكلى ستأخذ قرارها بوقف إنتاج البول لضآلة مخزون الماء بالجسم، ويتبع هذا احتجاز كل السموم والمواد الاخراجية وعادم الايض الغذائي مثل البولينا والبوتاسيوم والصوديوم بالجسم لان وسيط التخلص منها هو البول الذي توقف بأمر من الكلى ... هنا الخطورة
قد تصبر عليك الكلى بضع ساعات، أو تنسحب وتستقيل من العمل جراء تكرار الإهانة ، وهذا هو الفشل الكلوى الحاد ARF.
ما اكتبه، وان كان باديا وكأنه قصص باللغة العربية الفصحى وبناءا دراميا للنص اللغوي، إلا انه الحقيقة.
هنا، أناشد كل زميل مهنة من الأطباء أن يؤكد روايتي ويضع شهادته مؤكدا صدق ما أقول، أو ليكذبنى مع تقديم الدليل والمرجعية.
أكرر ... لست بصدد فتوى دينية.. لو فقدت كليتك بسبب الجفاف، فأول الغاضبين هو ربك الذي منحك صك الحماية لبدنك ورخص لك السلاح لتدافع به عن ممتلكاتك - الكلى - بل وبقية الأعضاء.
آخر ما في جعبتي - وخذوه مني تحت مظلة نفس القسم - إن أي مريض ببدنه تركيبة صناعية أو قطعة إضافية تستدعي ضمان سيولة الدم (دعامة قلب / دعامة شريانية أو وريدية/ قلب مفتوح بلا دعامات / أوعية دموية اصطناعية / صمامات قلب أو أوردة ...) واستلزم الأمر المتداوى بالأسبرين مع أدوية أحداث السيولة مثل Plavix أو بأحدهما، فلا مجال للحرمان من السوائل بدرجة تقترب له للجفاف حتى وان ظننت أو ضمنت انك لن تفقد السوائل، والسبب هو انتفاء القصد من هذه الأدوية وهو ضمان عدم لزوجة الدم أو ركود سيره في الشعيرات ومن ثم تخثره.
مرة أخرى، الأسبرين يمنع تخثر الدم وكذلك عقار ال Plavix ولكن بشرط ضمان سريان منتظم للدم بلا ركود أو تباطؤ مع الحفاظ على درجة ميوعة مائية مثالية تعرف ( Hematocrit Value) وهى باختصار تقيس حجم مكونات الدم (الجافة) إلى مجمل هذه المكونات بعد إذابتها في سوائل الدم (45% -52% ) وهنا المشكلة، إذ أن العطش ليس شرطا لاقترابك من خطر تخثر الدم حال وجود أي مزروعات اصطناعية بالجسم.
للأطباء ... احتاج شهادتكم للحفاظ على صحة البشر فهى الرسالة الحقيقية التي عاهدنا عليها الله قبل أن يعاهده رجال الدين على هداية الناس.
واختم رسالتي واذكر كل مؤمن برحمة ربي وهي هدية منحني إياها رؤوف السماوات والأرض لمن تعذر صومه، وإياك أن تتعفف عن رخصة مد الله بها يده ليخفف عنك وتكابر أنت لتزايد على حكمته.
خلاصة قولي لمن أساء الظن: تحروا رخص الله، ولا تجعلوا فضائل الله ضمن ما تتخيرون وترفضون، بل يقينا به اقبلوها ولسوف تنعمون.




إرسال تعليق

0 تعليقات