الحلقة الثالثة
تدمير
المجتمع الفلسطيني وتدمير عناصر القوة العربية
صالح عوض عوض
سالفا كير- مصطفى البرزاني- فرحات مهني- صناعة إسرائيلية
لتفتيت الدول..
قتل العلماء العرب طريقة إسرائيلية لتدمير إمكانية
التطور
القنابل النووية والسلاح الاستراتيجي لتهديد امن
العرب جميعا
من الواضح أن قوى الاستعمار أنضجت المشروع الصهيوني
على محورين، الأول: الوجود، والثاني: الوظيفة.. وهيأت لكل محور أسباب نجاحه وفرص
تثبيته..
فعلى صعيد الوجود كان لابد من تحطيم الوجود الفلسطيني
وتشتيته من خلال تهجيره وفرض الحصار عليه وإفقاده القدرة على التجمع والتماسك
واستئناف حياته المجتمعية الوجودية على أرضه.. ولتحقيق هذه المهمة كانت العصابات
الصهيونية الأداة الفعالة في ارتكاب المجازر والمطاردة للشعب الفلسطيني لتهجيره من
ارضه وبيوته وكان النظام العربي أداة لتكميل الدور في ارتكاب المجازر بحق تجمعات
اللاجئين الفلسطينيين في أكثر من مكان لإفقاد الفلسطينيين القدرة في التفكير
بمبادرة نحو الوطن.. يضاف الى ذلك قيام الكيان الصهيوني وأنظمة عربية بعملية
منهجية تثقيفية وتربوية وتعليمية لإدخال مقولات جديدة في الثقافة الفلسطينية
وتبديد الهدف الوطني .. كما كان الإلحاق الاقتصادي والتبعية أمرا واقعا على الشعب
الفلسطيني..
لقد كان واضحا أن هناك عملية منظمة متعددة الوسائل
تتم لشل المجتمع الفلسطيني ووضع خطوط أمامه لمنعه من الاقتراب من الاشتباك مع
الوجود الصهيوني.. وهنا تمت الاستعانة بالمؤسسات الدولية كمجلس الأمن والجمعية
العمومية لشرعنة وجود الكيان الصهيوني كدولة نالت اعتراف عشرات الدول لاسيما الدول
العظمى وعلى هذه الأرضية تم الدفع بببعض الدول العربية للاعتراف والتطبيع وتوقيع
الاتفاقيات... وأصبح واضحا إننا أمام معادلة تعني بوضوح أما الوجود الفلسطيني أو
الوجود الصهيوني..
لكن ينبغي أن يكون واضحا أن الوجود الصهيوني في
فلسطين ليس هو غاية استعمارية في حد ذاته فقد يكون بعض المتطرفين الصهاينة وأنصارهم
المغلقين يريدون أن يغلقوا الدولة عليهم لكن النخبة الصهيونية الفعالة تفهم أنها بإغلاق
الكيان والانشغال بنفسه يكون وقع على ورقة موته.. فليس هذا هو المطلوب وليس لهذا
السبب تقف الدول الكبرى مع الكيان الصهيوني وترعاه وتوفر له كل ما يجعله متميزا
متفوقا على المنطقة... إنما لابد من تأدية الوظيفة الأكثر خطورة تلك المتعلقة
بالمنطقة العربية كلها.. وهنا نقترب من الحديث عن وظيفة الكيان الصهيوني في
المنطقة العربية.
الوظيفة الصهيونية في المنطقة العربية
أولا: دعم الدعوات الانفصالية في البلدان العربية:
ونكتفي بالإشارة إلى عناوين هذه الحركات الانفصالية
من سالفا كير في جنوب السودان حيث اعترف لدى نزوله في تل أبيب في أول زيارة له
خارج السودان انه لولا إسرائيل لما كان جنوب السودان وفي دراسات تاريخية وتحليلية
كتب ضباط إسرائيليون عن مجهوداتهم في صنع جيش جنوب السودان.. إلى مصطفى البرزاني
في شمال العراق الذي استقبل ديفد اليعازر الضابط الإسرائيلي الذي كون له جيشا
وطواقم تدريب لكي يحقق الانفصال عن العراق وخاض حروبا عديدة ضد العراق وكان الشاه
خير حليف للبرزاني فترة طويلة من الزمن..الى فرحات مهني في الجزائر والمقيم بباريس
على رأس اكاديمة بربرية وحكومة منفى انفصالية و الذي سعى الى الصهاينة طالبا منهم
اعتبار حركته توأم الحركة الصهيونية طالبا من القيادات الصهيونية الدعم الكامل
لانفصال القبائل بدولة في شمال الجزائر.. كما كان الدعم الصهيوني لحزب الكتائب
اللبناني والقوى الانعزالية اللبنانية في الثمانينات وتحالف بشير الجميل مع الكيان
الصهيوني وقيام ايلي حبيقة بالتنسيق مع شارون بمجزرة صبرا وشاتيلا .. وهاهي الأجهزة
الأمنية الصهيونية تقوم بمتابعة ورعاية مجموعات المسلحين في سورية وتفتح لهم
المستشفيات وتجهزهم بالمعلومات ..الى دعم حكام بعينهم في المنطقة المحيطة بالدول
العربية مثل دعمها للرئيس التشادي إدريس ديبي والرئيس الاريتري والرئيس الإثيوبي
والنيجر ومحاصراتها للشمال الأفريقي من خلال اختراق جهاز الموساد للدول الأفريقية
المجاورة وإحاطتها بحكام تلك البلاد..
ثانيا :التهديد المستمر للأمن القومي العربي بالتفوق
العسكري الاستراتيجي:
1- بدأت إسرائيل الاستقصاء في المجال النووي بعيد
1948 وبدعم الفرنسي شرعت سرا في بناء مفاعل نووي ومصنع لإعادة التجهيز في ديمونا
خلال أواخر الخمسينات. وفي عام 1986، قدم مردخاي فعنونو، وهو فني نووي إسرائيلي
سابق، تفاصيلا وصورا واضحة لصحيفة صنداي تايمز عن برنامج أسلحة نووية إسرائيلي كان
يعمل فيه لمدة تسع سنوات، "وقد شمل ذلك معدات لاستخراج مواد مشعة لإنتاج
أسلحة ونماذج معملية لأجهزة نووية حرارية". (أجهزة تستخدم لصناعة قنابل
هيدروجنية))
تتفاوت التقديرات لحجم الترسانة النووية الإسرائيلية
بين 75 و 400 رأس نووي. يتوقع أن قوة الردع النووية الإسرائيلية تملك القدرة على
إيصال تلك الرؤوس لأهدافها باستخدام الصواريخ الباليستية وسيطة المدى، والصواريخ
العابرة للقارات، والطائرات، وصواريخ كروز التي تطلق من الغواصات. ويقدر معهد
ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن إسرائيل لديها ما يقرب من 80 سلاح نووي موفور،
منها 50 رأس حربي مجهز للإيصال بواسطة صواريخ أريحا II الباليستية متوسطة المدى و30 "قنبلة ثقالة" (قنبلة غير
موجّهة) مجهزة للإيصال بواسطة الطائرات.
2- ملاحقة العقول والطاقات العلمية العربية في كل
مكان بالتصفية والاغتيالات ان لم ينجح التعطيل والتشويش.. ولقد قامت الأجهزة الأمنية
الصهيونية باغتيال عشرات العلماء العرب والنوابغ في مجالات الذرة والكيمياء وسوى
ذلك من تخصصات نادرة..
وقام جهاز الموساد بأكبر مجزرة في حق العلماء العرب
عندما نفذ اغتيالات واسعة طالت المئات من علماء العراق بعد سقوط بغداد..كما قامت
مجموعات من الموساد بتصفية خبراء ذرة إيرانيين.
3- والدور الصهيوني في تعطيل النمو العلمي وبرامج
التعليم ووصل الحد بالقيام بعمليات عسكرية لتدمير مفاعل تموز العراقي ومفاعل دير
الزور السوري بالقنابل الإسرائيلية و استمرت من خلال ضغوط متواصلة عن طريق الغريبين
الاستعماريين الأمر الذي افقد الدول العربية القدرة على التطور العلمي بعد أن تسلم
المخربون والفوضويون مواقع التوجيه والتسيير.
4-الاختراقات الأمنية للمؤسسات العربية حيث تقيم أجهزة
الموساد الصهيوني مراكز ومحطات لها في الدول العربية التي تستطيع أن تمنحها الأمان
أو في محيط الدول العربية وتحريك كل قوى الفتن داخل هذه الدول.
باختصار نريد أن نركز جملة انه إن كان الوجود
الصهيوني في صراع مع الوجود الفلسطيني فان دور إسرائيل يستهدف مباشرة وجود الأمة وأمنها
ومستقبلها والكيان لصهيوني موكلة له مهمة تبديد المشروع العربي الإسلامي.
من هنا تكون مقاومة الفلسطينيين للكيان الصهيوني هي
في المحصلة لمصلحة الأمة جمعاء ومن هنا يصبح على العرب حكومات وشعوب ونخب سياسية
ان تفكر بخطورة الوضع وتقوم بمبادرات مقاومة للعنصرية والسرطان.
المقال السابق : (الحلقة الثانية) طبيعة الكيان الصهيوني
0 تعليقات