آخر الأخبار

الحلقة الثانية الفتوة في القرآن الكريم






الحلقة الثانية

الفتوة في القرآن الكريم
دراسة مقارنة لمفردة الفتوة ومشتقاتها في ضوء القران الكريم







صبيح البخاتي
لازلنا معكم في سورة النساء وذكرت موضعين للفتوة ولكن بمعنى آخر غير معنى الأشخاص والذي يكون وجودهم بالمصداق الخارجي وهم الفتية أو الفتيان أو الفتيات اللذين نشعر ونحس بوجودهم بالواقع الخارجي.
بل انتقلت الآيات القرآنية في الموضعين التي نحن بصددهما إلى المفهوم الذي نشعر بانعكاساته وآثاره فقط ..
الأول : ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن ..
النساء : أية ١٢٧
والثاني : يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة
النساء : أية ١٧٦
وفي كلا الآيتين تكررت مفردتين
الأولى : يستفتونك . يفتيكم
ويذكر الطبطبائي في تفسيره الميزان ما نصه : يستفتونك مشتقة من مصدر (( فتوى )) و(( الفتيا )) وهي الحكم أو الإجابة عن كل سؤال معضل
وتعود أصل هذه الكلمة إلى (( فتى )) أي الشاب اليافع
كما يذكر الفيروز آبادي في قاموسه
والفتى : الشاب والسخي الكريم
وافتاه في الأمر أي إبانه له
والثانية قوله تعالى : قل الله يفتيكم
بما أن الموضوع موضوع حكم والآيات من آيات الأحكام فتكررت عبارة قل الله يفتيكم .
مما يدل أن الحكم هو حكم الله وليس من النبي وهذا ما تؤكده الروايات الشريفة لدي الفريقين فلا احد من المسلمين يختلف في أن الأحكام هي من الله تعالى
وما ينطق عن الهوى إن هو ....
وأما الكلالة فهي الميراث لمن يراجع أسباب النزول وتسمى هذه الآية أية الفرائض أي الميراث .
وما نريده هنا علاقة الفتوى بالفتوة أو علاقة الاستفتاء بالفتى
ومن الملاحظ كما ذكرنا أن المصدر لهما واحد لكن الجدير بالذكر أن الفتوى هي لكل أمر أو سؤال معضل يحتاج إلى فهم بعمق وعلما جما
مما ينتج رأيا أو حكما يافعا أو مستحدثا .
لذلك كانت هي العلاقة بينهما الهمة والنشاط والحيوية والطاقة والسخاء والكرم من العلم لا كما يفترض البعض أن لا علاقة بينهما وهنا فرقا واضحا وشاسعا كما يتوهم البعض ...
حفظكم الله جميعا

انتظروني في حلقة قادمة


الحلقة السابقة :الفتوة فى القرآن




إرسال تعليق

0 تعليقات