الشيخ الأصولي
من هامش التناهيد إلى سمفونية بتهوفن
العزف لا يكون بأوانى المطبخ
محمود جابر
أنا من متابعى الشيخ على الأصولي منذ فترة، وأجل
الرجل كثيرا لعلمه الذى يبدو للجميع، ورغم عدم معرفتى الشخصية به ولكن أنا أتابع
كل من كان له صفة العلماء وتلاميذه العلم الأفاضل .
وحين قرأت منشوره " على هامش التناهيد" كنت ابحث فيه عن جوانب لم يغطها السيد الجيزانى
فى " تناهيده" ولكن بعد القراءة تذكرت موقف الخواجة بيجو وهو فنان مصرى
معروف له مشهد يذهب إلى أحد الجهات يستفسر عن الوظيفة التى نشرتها هذه الجهة فى
الصحيفة، ثم يسأله المدير هل انت تعرف الانجليزية ؟ فكان الجواب لا، ثم يقول هل
انت تعرف الفرنسية ؟ فكان الجواب لا، فيعيد السؤال هل تعرف الايطالية ؟ فيكون
الجواب مثل السابق لا؟ .
لكن المدير يعيد عليه سؤالا جديد أنت جاى ليه ؟
فيجيب انا جاى أقول مش تعمل حسابى فى الشغلانة ده .
فلم أجد إضافة لرجل عاصر كل الأحداث التى مرت منذ
استشهاد سماحة الصدر المقدس وحتى الآن دون أن يكون له وجهة نظر سوى انه يرى أن الحوزة
الأخرى تنظر إليهم بازدراء، ثم ماذا بعد ماذا انتم فاعلون باعتباركم تلامذة الشهيد
وأصحاب البلد وأبناء الحوزة .... لا شىء !!
لا شىء سوى أنه يرى أن المهادنة لا تفيد، فما هى نصيحتك
وماذا يجب أن نفعل ؟!!
موسيقى بتهوفن :
فى منشوره موسيقى بتهوفن ينتقد سماحة الشيخ فكرة الجمع
بين العمل العلمائى وبين العمل السياسى، ويدلل على فشله بتجربة الشهيد محمد باقر
الصدر، ولكنه فى الوقت ذاته اغفل تجربة أستاذه الصدر الثانى، ثم أجرى الحديث أو قفز من
السيد الصدر الأول الى سماحة الشيخ اليعقوبى وتجربة الفضيلة، ولأنه لا يريد الوصول لحل فى هذه المعضلة فإنه
رفض فكرة مناقشة الظروف الموضوعية..
ورفض مناقشة تلك الظروف قبل الحكم تعنى أنه اخذ موقفا
مسبقا قبل النطق بالحكم ..
فالحكم العدل يجب عليه أن لا يقارن حدثين متشابهين إلا
إذا كانت ظروف الحدثين متشابهين، وشخوصه متماثلين والأحداث التى أدت إليها أحداث
تكاد تكون متطابقة ...
وأنا هنا لا أريد أن اشرح ظروف نشأة حزب الدعوة وهل السيد
الصدر الأول كان على صلة وثيقة بالحزب أم لا، ولا أريد مناقشة تداعيات رعاية سماحة
الشيخ اليعقوبى لحزب الفضيلة ولكن سوف أناقش سماحة الشيخ على فيما كتب والتمس منه
العذر ان تجاوزت الأدب فى النقاش...
فى منشور سماحة الشيخ " تمر البصرة " فى 12
يونيه
ينصح الشيخ احد أصدقائه ممن يعملون بالعمل الشرعى
والسياسى فى آن واحد بان يتقرب إلى أهل البصرة ويواليهم الاهتمام، وأنا لن اسأل
سماحته من الرجل والى اى جهة ينتمى ولكنك يا سماحة الشيخ على لم تقل للرجل ما قلته
لسماحة الشيخ اليعقوبى رغم ان كلا الرجلين ينتميان الى نفس المدرسة الاهتمامية –
الشرعية – والسياسية – فهل الرفض من جانبكم للعمل السياسى مرتبط فقط بالشيخ
اليعقوبى ؟!!
وإذا ما وصلنا الى منشور آخر من صفحة سماحة الشيخ
الاصولى وهو بعنوان " رضا الأمة" والذى جاء فيه ((كل ما تعلق
بمصالح الأمة وشؤوناتها سواء في أصل الجعل أو تابعه، فهو تعلق بمقدرات الأمة
الحاضرة والغائبة ( الأجيال التي سوف تأتي مستقبلا ) والتصرف بمقدرات الناس
وأموالهم ومصالحهم العليا لا يجوز إلا بعد إحراز الإذن منهم)) ...
والسؤال هنا : كيف يتم إحراز الاذن ؟
أليس إحراز الإذن يعنى شرعية الحكم برضا الناس موافقته
للشرع؟
وكيف يتم الاحتراز دون أن يكون ضمن هذه العملية فقيا
عارفا لا أقول فقها أعلميا ولكن هل للعبارة تفسير غير ذلك ؟
وفى منشور آخر بعنوان ((ضرورة
ملحة)) والذى نصحت فيه مرجعيات بأن ((أجد على بعض مرجعيات الدين تكريس
جهودها الفكرية والمعرفية لرفع مستوى وأفق أتباعها ولا تجعل حابل المقلدين على
غاربه تتلاطمهم صفحات الأجندات السياسية الحزبية، حتى لا تسجل الإشكالية على الأفق
المعرفية لنفس هذه المرجعيات!))..
والمنشور فى طوله وعرضه وفقا
فهمى الضعيف لا يعنى رفضكم للعملية السياسية أو اشتغال المرجع بالسياسة الى جانب
الاجتهاد بل انتم من طلبتم بالاهتمام بالجانبين حتى لا تسجل الإشكالية على الافق
المعرفية ...
واختم بالبقاء ضمن الدائرة
وأقول إن عدم اقتناع الناس أو الجماهير أو المقلدين أو الأتباع والأصحاب بمشروع الإمام السياسى أو مشروع المرجع السياسى أو مشروع المناضل السياسى لا يعنى فشل مشروعه، لان جموع الناس حول الإمام أمير المؤمنين لم تستجب له وفشل المشروع ولكن الإمام لم يفشل، ولان الإمام الحسن عليهم السلام رأى ان يصالح أشر خلق الله ليس عن فشل ولكن عن ترك أتباعه له وهو ما حدث مع باقى الأئمة إلى اليوم للأسف ...
وأقول إن عدم اقتناع الناس أو الجماهير أو المقلدين أو الأتباع والأصحاب بمشروع الإمام السياسى أو مشروع المرجع السياسى أو مشروع المناضل السياسى لا يعنى فشل مشروعه، لان جموع الناس حول الإمام أمير المؤمنين لم تستجب له وفشل المشروع ولكن الإمام لم يفشل، ولان الإمام الحسن عليهم السلام رأى ان يصالح أشر خلق الله ليس عن فشل ولكن عن ترك أتباعه له وهو ما حدث مع باقى الأئمة إلى اليوم للأسف ...
إن حلة الخذلان وترك صاحب
المشروع أو ترك المشروع حالة يشخصها كل الذى تنكروا للسيد الشهيد الصدر الثانى
والتى لو كان هناك مخلصون له لكنا وجدنا مئات المؤلفات التى تتحدث عن مشروع الصدر
أو مؤلفاته والتى منها موسوعة الإمام المهدى وما وراء الفقه، والتى اجزم أنها أروع
ما كتب بالعربية قاطبة ... ومع هذا فمن يريد ان يتعرف على تراث أستاذكم وظروف قتله
يجد مشقة وروايات لا ترقى لشىء سوى ما دونه الزيديان عباس وعبد الهادى فى قيادة
الحركة الإسلامية فى العراق وبعض من الأشياء الأخرى التى لا تروى ظمأ باحث فهل هذا
فشل للصدر الثانى ام فشل لمن ؟!!
أقول أن تعثر مشروع اليعقوبى
الذى أؤمن به وكتبت عنه وانتصرت له، لا يرجع الى ضبابية فى رؤيه و لا فشل فى خطواته
ولكن للأسف مولانا الشيخ على الاصولى .... مشروع اليعقوبى يجد حقدا وعداء وحسدا
وحصارا وقعود من قبل مقلديه وأبناء جلدته فما على الرجل أن يفعل وانتم تفعلونه به
ما تفعلون ...
فمعزوفتك يا مولانا هى معزوفة بأواني
المطبح ... واستميحكم عذرا .. العزف لا يكون بأوانى المطبخ ....
والسلام
والسلام
0 تعليقات