آخر الأخبار

حينما تكلم اليعقوبى باسم الحوزة ( الشعب العراقى ايجابيات مسئوليات )

حينما تكلم اليعقوبى باسم الحوزة

( الشعب العراقى ايجابيات مسئوليات )






الزركاني البدري



فى الثالث والعشرين من ابريل نيسان 2003م وفى أثناء زيارة الأربعين وقف سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبى " دام ظله يخطب فى الزائرين حيث قال .....


 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.لقد عانى الشعب العراقي الكريم ما لم يعانه شعب على مدى التأريخ، فقُتِل منهُ الملايين وسُجِن وشُرِّد منهم ملايين أخرى وما ذلك لنقص فيه وانحطاط على ما أرجو، بل لأنه الشعب الذي سيحتضن دولة العدل الإلهي في اليوم الموعود، وهذا يتطلب منه التعرض لأنواع البلاء وأشده حتى يكون مؤهلاً لنصرة الأمام لكل ما تتطلبه من أعباء وتضحيات جسيمة، وكانت المحنة(1)الأخيرة قاسية على شعبنا المظلوم، عانى فيها الكثير من القتل والحرمان والترويع والتشريد، مما يضاف إلى سجل المآسي التي مرت به، ومع كل ذلك فإن المراقب للساحة بمنظار إسلامي واعي يشاهد حالات ايجابية مهمة لا ينبغي إغفالها أشير إليها باختصار:
1-التوجه إلى الله تعالى والالتزام بشريعته، حيث تجد المساجد والمشاهد المقدسة ممتلئة بالمصلين، وأصوات الذكر والدعاء وتلاوة القرآن وزيارات المعصومين(ع)تتصاعد من كل مكان، وهذه العودة إلى

الإيجابية فيها أنه حل سريع للأزمة بدرجة معتد بها إذا كان شاملاً لكل الأحزاب والواجهات والأفراد الممثلة للشعب ومن دون ذلك يبقى حلاً مرفوضاً من قبل الشعب.ونظراً لعدم تقديم أي مشروع ترضى به جميع الأطراف ويكفل حقوق الشعب ويحترم أرادتهم من دون أن تفرض عليه حكومة لا تعبِّر عن خياره، كما أنه لا يمكن بقاء الحال على ما هو عليه الآن من فراغٍ سياسي، وغيابٍ لسلطة القانون وفقدانٍ للأمن والاستقرار وتردٍ في الحياة الاقتصادية والاجتماعية فإنه يؤذن بعواقب وخيمة إذا لم نتعاون على الخروج من هذا المأزق.وبمناسبة التحركات الحثيثة لتشكيل حكومة انتقالية خلال أسبوعين أو ثلاثة نقول إن ذلك يمكن بآليتين: الأولى:التعيين، من خلال تأسيس مجلس سياسي يضم رؤساء القوى السياسية والتيارات الجماهيرية التي أثبتت وجودها في الساحة، ومشكلته:أنه مهما كان واسعاً ومستقطباً لهذه القوى والتيارات فإنه لا يستوعب كل الشعب ولا يعبّر بدقة عن أرادته، لكن إيجابيته:أنه حل سريع للأزمة بدرجة معتدٌ بها إذا كان شاملاً لكل الأحزاب والواجهات والأفراد.الثانية:الانتخاب، وهي الطريقة العادلة للتعبير عن أرادة الشعب، وقد ذكروا لها جملة من المصاعب التي تعرقل العملية كعدم وجود دستور تستند إليه الانتخابات وعدم وجود جرد سكاني، إلا إنها لا أصل لها فإن هذه الانتخابات تستمد مشروعيتها من مشاركة وتأييد الشعب لها، ولا تحتاج إلى أزيد من أسبوعين أو ثلاثة، وتكون بإشراف الأمم المتحدة كما حصل


في بعض نقاط العالم كـ(تيمور الشرقية)من دون أي مشكلة تذكر، ولا تتدخل قوات الاحتلال إلا عند طلب المساعدة منها في أية نقطة سواء على صعيد حفظ الأمن أو الإشراف وغيرهما، ويتحقق من خلال الخطوات التالية:1-تحديد الجهة المتنفذة في كل تجمع سكاني(الحوزة العلمية، قوى سياسية، رؤساء العشائر، الوجهاء،...)وتشكيل لجنة انتخابية في كل تجمع من هذه الجهة أو أكثر.

2-تجنيد عدد من المتطوعين أو الموظفين بأجرٍ لجمع المعلومات عن التجمعات السكانية وتسجيل لوائح الذين لهم حق الانتخاب باستجواب المواطنين ومطابقة المعلومات مع البطاقة التموينية.

3-تحديد المراكز الانتخابية بواقع مركز لكل(100)ألف إنسان وفتح باب الترشيح لكل مركز مع اشتراط أمور في المرشح بأن يكون كفوءاً نزيهاً عنده نكران للذات ولم يتورط بظلم الناس وإيذائهم.

4-تجري الانتخابات بإشراف اللجان الانتخابية وممثلي الأمم المتحدة المشار إليهم أعلاه وهم الذين يتولون فرز الأصوات وإعلان أسماء الفائزين الذين يصل عددهم إلى(260)عضواً عن (26)مليون عراقي.

5-تعطى(10)مقاعد لكل حزب أو حركة من(مجموعة السبعة)إن لم يحصل على هذا العدد في الانتخابات أو يكمل له العدد احتراماً لدورهم السياسي، وكذا تعطى مقاعد للشخصيات المستقلة الذين لهم هذا الدور.

6-يعطى مقعد لكل طائفة أو قومية يقل عددها عن(100)ألف ويزداد العدد بمقعدٍ لكل(100)ألف أخرى إن لم يفز منها أحد في الانتخابات بسبب انتشار أفرادها.

7-من مجموع الأعضاء أعلاه يتأسس مجلس وطني انتقالي يمارس عمله كبرلمان، والوظيفة الثانية:أنه ينتخب من بين أعضاءه أو من يرشحهم الأعضاء كممثلين عنهم في الحكومة الانتقالية، والثالثة:أنه يتولى الإشراف على اختيار الأشخاص الذين يضعون الدستور من بين أعضاءه أو ممثليهم.

8-تتولى الحكومة الجديدة:-إبرام عقود الإعمار.-الإشراف على ميزانية الدولة ومواردها المالية.-إجراء الاستفتاء العام على الدستور بعد صياغته.-الإعداد لانتخابات الحكومة والبرلمان الدستوريين.

9- يكون تمويل هذا المشروع من صندوق أموال العراق بإشراف الأمم المتحدة وإذا تعذر ذلك فإن الجهة المتنفذة في أي تجمع سكاني تقوم بذلك.وحينئذٍ نضمن استقلالية الانتخابات.وبتنفيذ هذا المشروع تحل مشكلاتنا السياسية والدستورية معاً بطريقة عادلة وتعتبر هذه الرؤية إيضاحاً وتفصيلاً وآلية لما طالبت به المرجعية الشريفة ببيانات صريحة:إن هذه الأمور لا تكون موكولة إلى الأجنبي وإنما باختيار الشعب.
-------

(1)المراد به حرب أمريكا وحلفائها على العراق لإسقاط صدام وما تلاها من تدمير البنية التحتية للدولة.



#- كلمة الحوزة العلمية إلى الملايين من زائري ضريح الإمام الحسين (ع)يوم الأربعين في العشرين من صفر سنة 1424 الموافق 23/4/2003 كتبها سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله).




إرسال تعليق

0 تعليقات