آخر الأخبار

الإخونج بين الشماتة في الموت والتجارة بالموت: مسلك الثعابين.



الإخونج بين الشماتة في الموت
والتجارة بالموت: مسلك الثعابين.







كتب : السيد شبل


لا شماتة في الموت، ليس من منطلق أخلاقي، ولكن لأن الشماتة تكون من الشيء السلبي (الاستثنائي) الذي يقع لعدوّك، والموت ليس فيه أي استثناء، فهو سيحصل للجميع، كذلك الشماتة هي فعل الضعفاء، الذين ينتظرون ضربة الأقدار لخصمهم لكي يبتهجون بذلك، بينما الأقوياء يحصلون على انتقامهم بأيديهم..


في العموم لم يشمت أحد في الموت قدر الإخونج (بخنوثتهم المعتادة)، ولم ينتهك أحد حُرمته مثلهم، وجميعنا من طفولتنا نسمع دعاة الإخونج على المنابر وفي المساجد وفي أي مناسبة اجتماعية يعيبون في جمال عبد الناصر، ويروون قصص خرافية عن جثمانه الذي تعفن تارة، وأكلته القوارض تارة أخرى قبل دفنه، ونسمع منهم قصصًا عن القبر الذي لفظ عبد الحليم حافظ، وعن الثعبان الصغير الذي خرج من فم أم كلثوم أثناء الغُسل، وعن المسجد الذي أبى إدخال أحد الضباط الأحرار حين حاولوا الصلاة عليه.. إلخ.. وحتى اليوم، يتقيؤون شماته حين يموت قائد عسكري أو إعلامي أو فنان معارض لهم.


وشخصيًا لم أنسَ شماتتهم في موت حسنين هيكل وعبد الرحمن الأبنودي وجمال الغيطاني وفاطمة النجدي وممدوح عبد العليم.. كما لم أنسَ تكبيرهم وتهليلهم يوم أن قتل الناتو وعملاؤه معمر القذافي.. ولم أنسَ دعاءهم المخنث (والذي يشبه دعوات السيدات الضعيفات المقهورات) في الصلوات بأن يأكل الإيدز والسرطان أجساد جنود الجيش السوري وحلفائه من المقاومة اللبنانية..


ودومًا عند وفاة خصومهم يستخدمون عبارات: ("الهالك" "المُستراح منه" و"لمن الملك اليوم؟"، "هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟").. كأنهم آلهة يصدرون الأحكام على البشر!

هنا بعض الأمثلة:


وجدى غنيم والإخونج يشمتون فى وفاة محمد حسنين هيكل.. ويكبّرون



وجدي غنيم يحرّم الصلاة على عمر سليمان



وجدي غنيم : أحمد زويل كافر ولا يجوز الترحم عليه ويجوز لعنه



الإخوان عن وفاة ممدوح عبد العليم: "مات العبد الفاجر ممدوح عبد العليم، المنافق، الشامت، رفيق المجرمين وطبال الخونة ولصوص الأوطان والقتلة”


الإخوان عن وفاة جمال الغيطاني: "مات صاحب القلب الأسود الممتلئ بالحقد"، "ماذا ستقول لربك اليوم على افتراءك على الإخوان" ، "فى ستين داهية وعقبال كل الكتاب الفاسدين" و"الحمدلله الذى جعلنا نرى هلاك هؤلاء الظالمين".

الشماتة في موت الإعلامية فاطمة النجدي: "هلكت اليوم الطبالة الفاطسة المرتزقة"


تعليق الإخوان على وفاة أحمد فؤاد نجم: "توفي الشاعر الكبير الذي سخر من الشريعة وقال طبقوها وحطوها في جيبكم.. سخر من الصلاة وقال هفضل طول اليوم أقوم وأقعد.. ختم حياته بالكذب وقال إن العسكر لا يحكمون.. كان لا يصلي ولا يصوم ساخرا لا متكاسلا".



ومن يبحث يجد المزيد..


-----


لكن ماذا يفعل الإخونج عندما يكون المتوفي يخصّهم؟


هنا يستديرون، وعوضًا عن الشماتة في الموت، تبدأ التجارة بالموت، حيث يتم استغلال مشاعر الناس الطبيعية التي تُحجم عن الإساءة للمتوفي في الساعات الأولى من سماع خبر وفاته، ليصنعوا منه شخصًا محترمًا واستثنائيًا مراهنين على صمت خصومه، وهذا هو قمة التدليس.


والتجارة بالموت هي الوجه السيء الآخر للشماتة في الموت.


-----


على أية حال، الشارع المصري اليوم، وهذه شهادة موضوعية غير محكومة بالهوى، غير معني بوفاة أو حياة أي قيادة إخونجية، ولا أكون مبالغًا حين أقول أن الناس فعلًا قد نسوا أن الإخونج قد حكموهم يومًا، والمشاعر العامة تجاههم هي الاستهتار والاستهانة بهم وبكفائتهم، والاعتقاد بأنهم لا يتميزون في شيء سوى اللزوجة والاستضعاف والخبث والحقد، والضجيج الذي يحدث على "الفيس بوك" قد يكون أثره لا يتجاوز الـ 10% في الشارع المصري (غير المسيّس).


صحيح الإخوان وحلفاء الإخوان والمُعتَلين من الإخوان لا زالوا موجودين في مصر، وعددهم ليس بالقليل أبدًا، وهم حولنا كجيران وأقارب ويحاولون التأثير عبر مواقع التواصل معتمدين على الدعم الإعلامي المهول الذي يأتي من القنوات الممولة قطريًا والتي تبث من قطر وتركيا وبريطانيا، لكنهم كـ"تنظيم سياسي" داخل مصر، قد انتهوا بفعل الضربات الأمنية المتتالية، وبالأمر الواقع الذي فرضته قوة الدولة، وكذلك بسبب مقاومة قطاعات شعبية واسعة، خاصة بعد تورطهم في العنف..




إرسال تعليق

0 تعليقات