آخر الأخبار

"الحلقة السادسة" الكيان الصهيونى مكامن القوة والضعف


"الحلقة السادسة"
الكيان الصهيونى
مكامن القوة والضعف





صالح عوض عوض

أعرف أن مسالة القوة والضعف ليست مجردة إنها تتداخل في مسالة القوة والضعف لدى الطرف الأخر الخصم.. فبعض قوة هذا تأتي من ضعف ذاك والعكس صحيح وهذا يندرج في الحديث عن الشروط الموضوعية.. ولكني هنا أريد أن أسلط الضوء على عناصر القوة في المشروع الصهيوني الذاتية كما أسلط الضوء على مكامن الضعف الذاتية..


عناصر القوة في المشروع الصهيوني:
بتأملنا لعناصر القوة في المشروع الصهيوني نكاد نجزم انه لايمتلك عناصر قوة ذاتية وانه عبارة عن قوة في المجال المغناطيسي للقوة الاستعمارية الغربية يستمد منها كل مايبدو عليه من فاعلية ودينامية.. فكان دوما هو الأقوى والأحدث وسائلا.

العنصر الأول: التوظيف العلمي للإمكانات التي منحها المشروع مستفيدا من النموذج الغربي في الإدارة و التشغيل.. وعلى هذا المستوى نجد أثار هذا البعد في المجالات العديدة العسكرية والصناعية والتجارية والبحثية والعلمية.

العنصر الثاني: محاولته الاستفادة من التواجد اليهودي في العالم ضمن تسهيلات الحكومات الغربية وأشرافها بما يوفر دعما ماديا معتبرا وخبرات علمية متطورة تصب في عجلة التطور المستمر في مجالات الصناعة والزراعة.

العنصر الثالث: العقيدة العسكرية للكيان الصهيوني التي تغطي التجمع الصهيوني بمناخ نفسي وتوفر الشروط المواتية لكي يستمر الكيان الصهيوني في ركاب العقيدة العسكرية القائمة على سياسة الأرض المحروقة ونقل المعركة الى ارض العدو وتوجيه ضربات صادمة لتفتيت قدرة العدو على التماسك... بمعنى مركز عسكرة المجتمع ونفيره المستمر.

العنصر الرابع: استعداده الدائم للقيام بوظيفته المناطة به حيث لم يتوقف جهد مؤسساته على اختراق المنطقة وما وراءها بسياسات او أشخاص حولت بلدان الى الشلل والاستكانة لتصبح مرتعا للشركات الغربية.. والرأسمالية عموما.

العنصر الخامس: الانهماك في الاستفادة من الجغرافيا الفلسطينية وتحويلها الى مادة دعائية للمشروع على أكثر من مستوى..

وهكذا تظهر قوته دوما أنها قائمة ومعتمدة على سواه.. فهي قوة بالتأثير قوة مصطنعة ستكون دوما في خانة القلق والتحسب بالنسبة لقادة الكيان الصهيوني.. لان دعم الاستعمار للكيان الصهيوني مسألة لها علاقة بمدى احتياج الاستعمار لهذه القاعدة العسكرية الأمنية وفي حين يقل الاحتياج أو يمتنع تصبح هذه القاعدة في دائرة الخطر.. وقد يقايض الغرب عليها بمصالح إستراتيجية أكثر خطورة على مصير المشروع الاستعماري.


مكامن الضعف في الكيان الصهيوني والمشروع الصهيوني:


لو قرانا مكامن القوة في الكيان الصهيوني السابقة بشكل عكسي فإننا نكتشف إننا أمام مكامن الضعف لان قوته مؤقتة مرهونة..ولكن بالإمكان إضافة بعض عناصر الضعف في الكيان الصهيوني أولها: غياب الحق الواقعي المنطقي في قيام كيان غريب على واقع تشريد أهل البلاد وتشتيتهم وان هذا هو ما يفسر حرص قادة الكيان الصهيوني على محاولة اخذ تنازل عن الأرض من الفلسطينيين والعرب ليتكشف إلى أي مدى يسكن القلق الوجودي الجملة الصهيونية.

ثانيا: فشل المشروع الصهيوني في تشكيل شخصية صهيونية فبعد عشرات السنين يعلن قادة الكيان عجزهم عن الوصول إلى حالة الانصهار في شخصية معينة .. بل أن التطرف العنصري بين تكتلات التجمع الصهيوني يبلغ مداه في أكثر من مظهر وسلوك..

ثالثا : عجز الكيان الصهيوني أن يصبح جزءا من محيطه للتناقض الجوهري الحاصل وللصدود الكامل النفسي في بلاد الطوق عن قبوله في نسيج المنطقة الأمر الذي يفرض عليه عزلة لم تسعفه محاولاته البلهاء بفتح حوارات مع بعض الأنظمة على كسر حدود العزلة.

رابعا: أزمة الرقعة الجغرافية مع تطور آلة السلاح فأصبح الكيان بلا عمق امن حيث أصبحت كل الجغرافيا تحت رحمة صواريخ الخصم ويفقد شيئا فشيئا عنصر التفوق الأمر الذي يمثل تحديا عميقا للصهاينة والمستوطنين منهم بالذات.

خامسا: فشل الكيان الصهيوني في الجذب المستمر ليهود العالم فلقد أقفلت الهجرة إلى الكيان أبوابها وبدأت الهجرة العكسية إلى كندا وأوربا والولايات المتحدة الأمريكية.. كما أن أزمة الهوية قاتلة لخليط من البشر متعددي الأمزجة والمشارب يغطيها الإنفاق الكبير والخدمات التي توفرها المؤسسات الصهيونية للأشخاص والشركات.

سادسا: فقد الكيان الصهيوني رواده ومؤسسيه التاريخيين وهو إزاء أجيال مهزوزة الوجدان مرتبكة تتحرك فقط في هامش الزمن وهي عاجزة أن تحسم صراعات جزئية مع الفلسطينيين واللبنانيين.. كما إن أخطار محتملة قد تظهر على المسرح.

سابعا: الخلل الذي أصاب جملته الإيديولوجية حيث يمعن في العنصرية والعرقية بحيث تصبح دعوته دولة يهودية أخر ضربة في في مقولته الإيديولوجية حيث يخترق بهذا سنن البشر والتطور الإنساني في الحياة المشتركة.

هذه مكامن ضعفه الذاتية يضاف إليها شروط موضوعية عديدة تضعه على كف عفريت...




إرسال تعليق

0 تعليقات