من سايكس بيكو إلى صفقة القرن ...
أمة بين عدو حاذق وقائد مارق
.
كيف يتمكن الغرب من الأمم
وماهي سياسية الإلهاء ، كيف يستخدم الإعلام والدعاية للتأثير نفسيا على الشعوب ،
كيف يسعى العدو لتحقيق وتنفيذ أجنداته.؟
سجاد الحسيني
عندما نقلب صفحات التأريخ نقرأ
عن الكثير من المؤامرات التي حيكت ضد دول العالم الثالث والمنطقة العربية والشرق
الأوسط بشكل خاص ،
مايهمنا في التاريخ الحديث
والمعاصر أهم اتفاقية حدثت وهي (سايكس بيكو) عام 1916، كانت اتفاقا وتفاهمًا سريًا
بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة
الهلال الخصيب إبان الحرب العالمية الأولى والتي كانت تسيطر عليها الدولة
العثمانية ،
قسمت المنطقة بموجب الاتفاق
فحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من بلاد الشام وجزء كبير من جنوب الأناضول ومنطقة
الموصل في العراق ، أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي
متوسعة بالاتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي
والمنطقة الفرنسية.
كما تقرر وضع المنطقة التي
اقتطعت في ما بعد من جنوب سوريا "فلسطين" تحت إدارة دولية يتم الاتفاق
عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا (لاحقا وبموجب وعد بلفور لليهود أعطيت فلسطين
إلى الصهاينة لبناء دولة إسرائيل) ،
كما منح بريطانيا ميناءي حيفا
وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا بريطانيا بالمقابل
استخدام ميناء إسكندرون الذي كان سيقع في دائرة سيطرتها.
هذا التقسيم لم يكن حدثاً
عابرا في حقبة من حقب التأريخ بل هي بصمة وتأسيس عانت منه الأمة والدول المقسمة إلى
أمد بعيد ، وبما ان العدو يعمل وفق رؤى إستراتيجية فلايمكن له ان يترك هذه الدول
تستقر وتحقيقا لذلك عمد الى إدامة المؤامرات تلو المؤامرات بشتى الطرق والأساليب
لتحقيق هذا الغرض مستغلا كل أساليب الدعاية والإعلام والحرب النفسية والاقتصاد
وغيرها من الأمور لتقويض اي قوة تغرد خارج السرب الصهيو امريكي ،
وعلى غرار اتفاقية سايكس بيكو
جائت صفقة القرن كما يسميها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره المخطط لها ،
يزعم ترامب ان صفقة القرن أو
خطة ترامب للسلام هي اقتراح ، أو خطة سلام تهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي
الفلسطيني، أعدها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
عكفت إدارة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب منذ 2017 على إعداد خطة للسلام في الشرق الأوسط لإنهاء الصراع العربي
الإسرائيلي، على أن يتم تقديمها رسمياً مطلع 2018، وتم تأجيل ذلك عدة مرات، ووفقا
لشبكة فوكس نيوز، تتضمن وثيقة مشروع السلام الأميركي ما بين 175 و200 صفحة، ويتم
تداول الكثير من مضامينها إعلاميا ولدى بعض الأطراف المعنية على شكل تسريبات.[5]
بعد 18 شهرًا من التخطيط، قام
المسؤولون الأمريكيون بتطوير الاقتراح من خلال زيارة أربعة عواصم عربية. ومع ذلك،
فإنه ليس جاهزًا لتقديمه للجمهور رسميًا. بناءً على الاستطلاع الذي أجرته صحيفة
هاآرتس، في النتيجة، يعتقد 44 في المائة من المشاركين أن الصفقة لصالح إسرائيل
بينما يعتقد 7 في المائة أن الصفقة تحبذ الفلسطينيين
هذا واستضافت البحرين، يومي 25
و26 يونيو ٢٠١٩ ، ورشة العمل "السلام من أجل الازدهار" الاقتصادية المنعقدة
بمبادرة الولايات المتحدة، كإجراء أول في إطار خطة السلام الأمريكية للصراع في
الشرق الأوسط ،
الأهداف الحقيقية التي تكمن
وراء تلك الصفقة كثيرة أهمها إدامة الأمن والسلام الإسرائيلي من خلال تطبيع
العلاقات مع العرب وتهويد القدس واختيار عاصمة جديدة لفلسطين بدلها ،
المحزن والمؤلم ان ابرز داعم
لهذا المشروع هي المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر والأردن وغيرها
من الدول والشخصيات العربية والتي تدين بدين الإسلام الحنيف الذي لم يبقى منه الا
اسمه ..!!
في ظل الفوضى وتسارع الأحداث
وتصاعد وتيرتها في المنطقة العربية خصوصا نجحت دول الاستكبار العالمي بعزل
المجتمعات العربية تماما عن المؤامرات والأجندات التي تخططها وتحيكها للمنطقة ،
تارة من خلال قيادات فاسدة وعميلة او عن طريق سياسية الإلهاء والتأثير النفسي
لوسائل الإعلام والبروباكاندا وغيرها من الوسائل والأساليب الخبيثة ،
وقد نجحت بذلك الى مدى بعيد
فبالعراق مثلا جل تفكير الشعب هو توفير الماء والكهرباء والخدمات وغيرها من الحقوق
الأساسية التي يتطلبها اي إنسان يريد العيش بكرامة ، فلا يكاد يمر يوما دون ان
نسمع حصول أزمة معينة سواء كانت أمنية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية وغيرها والإعلام
بكل أنواعه جاهز ليسوق هذه الأزمات مما يشكل رأي عام ساخط وناقم بعد ان خلق مجتمع
مفكك الى جزيئات صغيرة يسهل السيطرة عليها وقيادتها ،
وهناك إستراتيجيات للتحكم في الشعوب يخبرها لنا نعوم تشومسكي : ليس كل مايُقال في الإعلام تصدقه، ولا يمكن النظر إليه على أنه يمثل الحقيقة الكاملة، فكثير من الحكام وأصحاب السلطة يُخفون أجنداتهم وخططتهم الحقيقية باستخدام الإعلام والدعاية، اللذين لهما الدور الأبرز في تشكيل الرأي العام وتكوينه، فبفضلهما تنشأ حركات اجتماعية أو تندثر، وتبسط وتخفف بعض الأزمات الاقتصادية، وتٌبرر الحروب، ويتم تأجيج وإشعال الخلافات بين الأيديولوجيات المختلفة. هكذا يتحدث الناقد والمفكر “نعوم تشومسكي”، الذي يجيب على سؤال مفاده، كيف يؤثر الإعلام علينا نفسيا بهذا الشكل؟ من خلال بلورة عشرة استراتيجيات يسلكها الإعلام الموجه لإحداث تلك التأثيرات النفسية،
هذه وغيرها من الأمور جعلت
بيننا وبين عدونا شرخ كبير بسبب التأثير ورجع الصدى لنكون بذلك كل مابوسعنا فعله
هو أن ندعوا الله جل جلاله ان يخلصنا من شر الأشرار وكيد الفجار بالوقت الذي ينشغل
به بعضنا بتسقيط وهتك البعض الآخر .
يوم الاربعاء المصادف
٣/٧/٢٠١٩
0 تعليقات