هل تفرد المالكي بحزب الدعوة
هادي جلو مرعي
على مدى خمسة عشر عاما ظل حزب
الدعوة ممسكا بالسلطة، وعلى وفق العبارة الشهيرة( ماننطيها) لكن دوام الحال من
المحال، فمع توالي الخيبات، ونكوص الدولة بفعل عوامل محلية وخارجية تراجع أداء
الحزب بشكل كبير، وفقد زمام المبادرة، وبينما كان أنصار نوري المالكي يرون فيه
الزعيم الأقوى وأفضل من حكم العراق، يرى خصوم الحزب ومراقبون: إن سقوط الموصل،
وهيمنة داعش على ثلث البلاد لايترك مجالا لتبرئة المالكي من المسؤولية عن خسارات
ضربت العراق اقتصاديا وسياسيا، ولعل المرحلة التي حكم فيها حيدر العبادي بعيد سقوط
الموصل الى مابعد تنظيفها الكامل من جماعات الإرهاب عادت بالنفع لتقوي الحزب
وزعاماته التي وجدت الإندماج بالحشد الشعبي والطيف السياسي وتحالف الإعلام فرصة
للتنقية من شوائب مرحلة الانتكاسة الكبيرة، كما أن هناك من نادي بأن العبادي
المنتصر يمثل الدعوة!
سيطرة داعش على ثلث العراق في
عهد المالكي، وهزيمتها الكاملة في عهد العبادي كانت مهمة لتكون محلا للتقييم من
الجميع، وليس من الأنصار فحسب. فالرجل قدم نفسه كرئيس وزراء للدولة وليس زعيما
للحزب، وتخلى عن مناصبه الحزبية، ولم يطرح نفسه منافسا، وفي الوقت الذي أصبح حزب
الدعوة هو المالكي كما هو حال قوى الإسلام السياسي الشيعية التي رهنت وجودها
بأسماء زعامات سياسية ودينية، فقد قدم العبادي نموذجا مختلفا للحكم والرؤية في
إطار قيادة الدولة، خاصة وإن القوى الشيعية برمتها تحولت الى زعامات متفردة لاتقدم
رؤية واضحة لحكم الدولة، ماإذا كانت دولة دينية، أم مدنية، أم دولة الفوضى.
هناك أحداث كثيرة جسام مرت
بالعراق، وأخرى قادمة، ولكنها ستكون في ظل حكم قوى مناوئة للدعوة، وسيكون من
أهدافها ملاحقة مرحلة حكمها السابقة وقد يضطر الحزب الى إتباع سياسة دفاعية خاصة
مع صعود قوى سياسية لاتريد أن ترى المالكي وحزبه في المشهد، دون تجاهل أن لكل حزب
أنصار وإن تراجع أداؤه، أو ابتعد عن السلطة.
سيحسب للعبادي أن قوى لاتطيق
الدعوة تحالفت معه في حكم الدولة لأنها وجدت فيه زعيما سياسيا لازعيما حزبيا، وهذا
مهم للغاية في إطار القيادة الفاعلة.
المالكي من زعيم للعراق الى
زعيم لحزب تراجع كثيرا، لكنه مايزال جزءا من منظومة حكم تبحث عن خلاص.
0 تعليقات