إصلاح المجتمع
والقيم الغائبة
د. محمد ابراهيم بسيوني
صلاح المجتمع المصري.. القيم الغائبة عن المجتمع، أو العادات السلبية التي
تستدعي تدخلاً لعلاجها، فمن أين نبدأ هكذا تساءل الكاتب القدير والمخضرم محمود
جابر.
إن الإصلاح في مصر يبدأ من العملية التعليمية، والتي تعتبر أساس كل خير أو
شر ينتشر بين أفراد المجتمع، تدشين عملية إصلاح كبيرة تبدأ من المراحل التعليمية
في سن الصغر، ستغير المستقبل تماماً، فهؤلاء الصغار هم طبيب ومعلم ومهني المستقبل.
فإذا فقدنا الأمل في إصلاح الأجيال التي تجاوزت مرحلة التعليم، فلا ينبغي أن نفقده
في أجيال هناك فرصة لإصلاحهم.
عملية إصلاح المجتمع تتطلب قفزة أخلاقية كبيرة، فأكثر ما يوصم المجتمع هو
تلك الأخلاقيات السلبية المنتشرة في الحوار، بخاصة في الشوارع والأماكن العامة، قد
تختفي غالبية مشاكل المجتمع حين تعود أخلاقه الطيبة، فتسود في معاملاته، سواءً على
صعيد التجارة أو حتى العلاقات الاجتماعية المختلفة.
ويأتي على رأس هذه العلاقات الاجتماعية التي تحتاج إلى إصلاح الزواج والأسرة
المصرية.
إحصائيات الحكومة المصرية الرسمية تقول أن مصر بها نحو مئة ألف بلطجي،
اتهموا في جرائم مختلفة، بين قتل وسرقة واغتصاب، وأيضاً جاءت مصر في المركز الثالث
عربياً فى ترتيب مؤشر الجريمة وفق موقع موسوعة قاعدة البيانات، بالإضافة إلى تضاعف
معدلات القتل والسرقة بنسب كبيرة، وفق بيانات وزارة الداخلية المصرية.
إصلاح المجتمع المصري بالعودة إلى التعاليم الدينية الصحيحة، التي تحث على
السماحة والتعاون، وكل شيء جميل.
غياب العدل وتطبيق القانون هو الباب الذي يسمح للبعض بإفساد المجتمع،
بالاستثناءات لذلك يجب تحقيق العدالة على الجميع، مهما كان وضعهم ومراكزهم، سيجبر
الكل على الالتزام بالقانون الذي يضمن إصلاح المجتمع.
هناك فرق بين إصلاح المجتمع والتحكم والسيطرة على أخلاق كل فرد، فإصلاح
المجتمع مقرون بمعالجة السلبيات العامة، والظواهر المجتمعية السلبية، والصورة
النمطية الخاطئة، بينما أخلاق الفرد هي لنفسه، ويحاسب وحده عليها، طالما لا يتعدى
أضرارها إلى المجتمع. ومع ذلك، فإن صلاح المجتمع يرتبط بصورة أو بأخرى بصلاح الفرد.
عميد طب المنيا السابق
0 تعليقات