آخر الأخبار

ابن باز وجه نجدي وآخر مصري






ابن باز وجه نجدي وآخر مصري
محمود جابر

ابن باز النجدي الذى أفتى بحرمة الدعاء لحزب الله فى تموز 2006، هو نفسه ابن باز المصري الذى يجرم الحسين لأنه قاوم,,..  تماشيا مع ورشة البحرين وصفقة القرن ... فالمطلوب أن نستسلم للمحتل !!




ليلة أمس طالعت مقال المدعو – الباز – فى تلك الجريدة محدودة الانتشار معدومة القراء بعد أن أصبح على رأس تحريرها مخبر بمرتبة – محمد الباز .
وقد جافى النوم عينى حزنا وغضبا، حزنا على أن يصل بنا الحال أن يكون أصحاب القلم على شاكلة هذا الدعى !! وان يسمح الرقيب الصحفى بنشر هذه التخرصات الحقيرة فى صحيفة مصرية، وأن يجرح من خلالها مشاعر 100 مليون مصرى مسلمين ومسيحيين يعشقون الإمام الحسين صاحب الحى العامر فى قاهرة المعز.
المهم ما أن أشرق نهار اليوم حتى هرعت أكتب ردا على هذا الدعى وكنت فى حالة غضب وحزن بين ...
 ولما أرسلت المقال لأستاذي الدكتور رفعت .. فإذا به يرد عليا قائلا : أحسنت أخي ... لكنى مندهش جدا أن يصل السفه والغباء الفكري والسياسي – قبل وبعد الرخص فى القول- لدى البعض ومنهم ابن باز المصري هذا .... إلى هذا الدرك، ولكن سؤالي المهم : هو مضمون ما قاله بعد هذا العنوان الصادم، كنت أتوقع منك نقد ما قال بعد عنوانك الرائع، اما دعوتك للمصريين بمقاطعة الدستور ... فنحن أصلا لا نقرأها ياصديقى والله منذ أكثر من عام لم اشترى منها نسخة ... فاطمئن .
وكان ردى عليه أنتى كنت منفعلا ووعدته بأن أقوم بالرد على تخرصات هذا الدعى ابن باز المصرى ...
بدأ ابن باز المصرى مقاله بقوله :
منذ أكثر من 13 عامًا، كتبت عن الحسين، رضى الله عنه، مقالًا مطولًا ضمنته كتابى «الإسلام المصرى»، وصفته بالمسيح.
...  نظرت إليه هذا الذى حمل روحه على كفه مطمئن القلب ليقدمها إلى السماء اعتذارًا مقدمًا عما سيقترفه الذين اغتصبوا الخلافة، ولكل من سيأتون من بعدهم ليحولوا رسالة النبى الأعظم إلى سيف على من يغضب، وذهب لمن يخضع.
..... فالمعانى الكبيرة لابد لها من شهداء، وليس أكرم عند الله من شهيد نما فى ظلال بيت النبوة، المشهد الدامى أغمد سيفه فى ضمير التاريخ لا يريد أن يبرحه، وعذابات كربلاء لم تغادر بعد قلب الذين تخلوا عنه ونحروه، رغم أنه كان يقدم نفسه فداء لهم.
وبعد كل هذا الكلام المعسول الذى يشبه السم فى العسل بدأ بنفخ سمه الزعاف ...
قائلا : فى العام الستين من الهجرة مات معاوية بن أبى سفيان، لم يجد فى جعبته ما يسديه من نصح لأمته إلا ما قاله لابنه يزيد.

لم يقل الدعى المغتصبون للخلافة عى رأسهم معاوية، ومعاوية يشمله ما قال ابن باز المصرى فى مفتتح مقاله هو " حولوا رسالة النبى الأعظم إلى سيف على من يغضب، وذهب لمن يخضع".

فعلى رأس من حمل السيف على أصحاب النبى يأتى معاوية الذى قتل حجر بن عدى وقتل محمد بن ابى بكر وقتل مالك الاشتر بسم فى عسل أشبه بسم ابن باز المصرى ..
ومعاوية الذى ينصح للأمة هو الذى قيل فى حضرته قيل مماته ... الخليفة هذا فى إشارة إليه ... فإن مات فهذا فى إشارة إلى يزيد .... ومن أبى فهذا فى إشارة إلى السيف ...
إذا فإعمال السيف فيمن يرفض بيعة يزيد كانت حاضرة قبل أن يخرج الإمام الحسين ....
وويح هذا الغباء الذى يمسك بمن طمس الله قلوبهم وعقولهم ... فابن باز المصرى يقول فى معرض كلامه...

القضية كانت واضحة عند الحسين ولدى أصحابه أيضًا.
كانوا يعرفون أنه على الحق، وأن قاتليهم أشر عباد الله، لكنهم لم يتراجعوا.
يقر هذا الدعى الغبى بأن الحسين على حق وان قاتله أشر عباد الله ....
ولكنه يقول أن الحسين ظلما ..... لماذا يا دعى ؟
لأنه وكما يقول ابن باز المصرى ...
كان مطلوبًا من الحسين أن يبايع يزيد، لكنه اختار القتال
بعد كل هذه السنوات عندما طرحت على نفسى السؤال نفسه، هل كان الحسين، رضى الله عنه، على حق فيما فعله؟.. وجدتنى مترددًا فى الإجابة.
بعد كل هذا السرد لملحمة مقتل سيد الشهداء التى كتبها الدعى الغبى بنفسه عاد  يعيد السؤال ... لكن ياترى ما الذى جعل ابن باز المصرى يعيد السؤال من أجل أن يخرج بنتيجة أن الظالم كان الحسين – ولا حول ولا قوة الا بالله .
اقول هناك ثلاثة اهداف وراء هذا المقال :
-        الأول : لما كان الدعى مسكينا وفقيرا كان يرى فى الحسين نموذجا ثائرا على الظالمين، فلما أصبح رئيس تحرير ومقدم برنامج وأكل حقوق العاملين معه أصبح يرى أن الثائر ظالم وأن أكل حقوق الناس والناكث بالعهد أمر طبيعى لأنه أصبح نموذجا صغيرا ليزيد ..
-        الثاني ان هذا الدعى بوق انطلق بأمر السيد الرقيب الصحفى برسالة مفادها أن فضائل الانحناء المذل، والرضوخ المنكسر ، و الاستسلام غير المشروط .
هو قمة السلام والعيش الرغيد.
وهذا الرسالة تقول للناس: يا أبها الناس ، انحنوا لأعدائكم ، ولامسوا برؤوسكم ، كعوب أقدامهم ، واسمحوا لأحذية المحتل والعدو والغاصب ، أن تدوس فوق جباهكم ، وأن تصنع من ظهوركم ، سلالم تصعد عليها ، إلى شرفة مجد المستعمرين ، والغاصبين بالقوة المسلحة ، فلم تكن إرادة " الحسين " التي اختارت أن تنحاز إلى مبدأ ( الشهادة ) دفاعا عن الحق والعدل ، إلا رمزا حيا ، لإرادة عربية ، وإنسانية ، ممتدة ، وباقية ، هي أكبر بكثير ، وأوسع بكثير ، من واقعة في عمق التاريخ العربي .
هذا مقال ، لا ينفي عقيدة ( النصر أو الشهادة ) ، بتعمقها وتشعبها الفريد ، في التاريخ الوطني والقومي فحسب ، بل يضع بديلا لها ، أن طلب السلامة الشخصية ، والنجاة بالنفس ، هو أرقى صور العقلانية .
وهذا يتناسب تناسبا حقيقيا مع ما حدث فى ورشة المنامة وصفقة القرن .. وهو الهدف الثالث :
هدف أن يقول هذا الدعى ومن أرسله للناس أن كل الذين قاوموا وواجهوا ، محتلا أو معتديا أو غاصبا ، قد تنكّبوا الطريق ، وأمسكوا وتمسكوا بالخيار الخاطئ ، بينما كان الخيار الصحيح ، الذي كان عليهم أن يحاذوه ، هو أن يدوسوا على مبادئهم ، ويبتلعوا كرامتهم ، أمام سلطان السيف ، وحراب المستعمرين ، طلبا للسلامة الشخصية ، والنجاة بالنفس ؟
إن خيار عرابى كان سبب فى احتلال مصر،  وأن عرابى لو أطاع الحاكم ما تحتل مصر ... فعرابى متهور وظالم والخديو العميل كان على حق ...
وان ناصر لو ترك تأميم القناة ما حدث العدوان الثلاثى على مصر ... وأن العرب لو تصالحوا مع إسرائيل – العدو –  لم أهدروا أموالهم وأبناءهم وكان يمكن ان نستفيد من هذه الأموال فى التنمية والعيش بسلام مع عدو غاشم مجرم ... علينا ان نجلس معه ونعقد معه الاتفاقيات وأن ننحنى أمامه لانه يمتلك القوة والتحالف مع الامبريالية الأمريكية حتى لا نكون متهورين وظالمين ...
أن ابن باز المصرى يشبه أخوه النجدى الذى خرج فى يوليو / تموز 2006 يفتى بحرمة الدعاء لحزب الله ولمقاومة اللبنانية بناء على أوامر سادته الذى جلسوا حينها مع المعتدى المجرم فى البحر الميت للاتفاق على طرق ودعم التخلص من مقاومة حزب الله ووقتها كتبت :
كثيراً ما قرأت قصة الحسين بن على (ع) ، وكثيراً ما سكبت الدمع ، أدركت لماذا أبكى وأدركت لماذا أقرأ .
بيد أنى لم أفهم ولم أدرك ولم أستوعب كيف قتل الحسين .. نعم كيف قتل الحسين ؟ فى كل مرة كنت أقرأ فيها قصته ، كنت أحاول أن أفهم كيف لأمة أن تتواطأ على قتله ، كيف تكون القلوب معه والأيدي والسيوف عليه ؟ الآن أدركت .. ويا لها من فاجعة إدراكية..







إرسال تعليق

0 تعليقات