التنمية
لا تمر عبر طريق البنك الدولى
د. محمد ابراهيم بسيوني
عندما استسلامنا لقوانين صندوق النقد والبنك الدولي أدي ذلك لتحكم طبقة كومبرادورية اعني بها طبقة البورجوازية التي سرعان ما تتحالف مع رأس المال الأجنبي تحقيقا لمصالحها وللاستيلاء على السوق الوطنية، وتسعي لتحقيق أهداف السيطرة الكاملة للصندوق علي الاقتصاد المصري .
فانخفضت القيمة الشرائية
للجنيه لأكثر من مرة وأصبح له أكثر من قيمة وارتفعت الأسعار عشرات المرات.
منذ زمن الرئيس السادات عندما
كان كيلو اللحمة بجنيه حتي أصبح بمائتي جنيه ويتفضل علينا الجيش والداخلية بيبعه
بسعر أقل في شوادرهم.
لقد كنا في يوما ما فقراء ولكن
عزيزي النفس لا نمد أيدينا متسولين من الآخرين أو مضطرين لمراكمة ديون لا طاقة لنا
بها.
ننتج طعامنا وملابسنا ومساكنا
وأدواتنا، ولا نحتاج للآخرين، قبل أن نبيع مصانعنا أو نهملها، وقبل أن نجرف أرضنا
ونبني عليها المساكن والمولات، وقبل أن تتحول صحفنا ووسائل إعلامنا لنشرات حكومية
تسوق الزور وتمنع الرؤية وتفبرك عقول بشر مسطحين شرهين للكسب والصراع.
أصبحت تعيش مبهورا بالسلع التى
حولك تدفعك إليها الإعلانات والجيران والأصدقاء ولا تجد ما يكفى لشرائها.
وحاصرتك
الغثاثة من كل اتجاه واختلطت عليك القيم وبلبلتك الفلسفات الجديدة،
وتعانى من ارتفاع الأسعار وانخفاض القيمة الشرائية للجنيه الذى كسبته بعرقك ولا
تجد المسكن أو العلاج أو التعليم أو الملبس أو المأكل. مرعوبا من الأمس واليوم
والغد، لا تستطيع أن تتنفس، فاعلم أن السبب هو تجمع الملايين فى يد الرأسمالية
الطفيلية الجديدة التى مكنتها منا تعليمات صندوق النقد.
واعلم أننا على أعتاب عصر جديد ستنهار فيه كل
المنشآت الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة وستتوه فيه القيم مع عصر المليارديرات
والمليونيرات الجدد.
ولكى تنجو من الجنون والأمراض النفسية التى تصبح
ظاهرة فى المجتمعات الرأسمالية.
عليك أن تتسلح
بقوة الاستغناء. عليك أن تستغنى عن أنوار المجتمع الاستهلاكي وتطهر نفسك بالعمل
الجاد وتبحث فى داخلك عن كل ما هو أصيل.
عليك أن تتعالى عليهم لقد جمعوا ملايينهم من
الرشوة، من تجارة المخدرات، من الدعارة، من المضاربة بالأراضي والعقارات، من
الفراخ الفاسدة، من العمارات المتهالكة والساقطة، من
تجارة العملة، من الدروس الخصوصية، من المستشفيات الاستثمارية، من آلام البشر
ومستقبل الوطن ومن الديون التى تستنزف فوائدها ميزانية الدولة وسيدفعها ابنك وابني
وحفيدي وحفيدك فى يوم ما.
عميد طب المنيا السابق
0 تعليقات