آخر الأخبار

درس الجزائر لو كنت تعلمون




درس الجزائر لو كنت تعلمون

محمود جابر


منذ أن زحفت جبهة الإنقاذ الجزائرية على مقاعد السلطة وكانت قاب قوسين أو ادني من أحكام قبضتها عى بلد المليون شهيد بثروته وامتداد جغرافيته مما كان يهدد الإقليم بموجهة عارمة من حكام الإخوان والإسلام السياسي، وكان الجيش الجزائري سباق خوض غمار معركة الحفاظ على الوطن واستقراره ... ولكن منذ 1990 وحتى الآن أصيب المجتمع السياسي الجزائري بتصلب وانسداد أفق.


ومن خلال ملف الحفاظ على تماسك التراب الجزائرى وأمن المواطن جرى بقاء الرئيس بو تفليقة فى السلطة عقدين من الزمان حتى انه حكم البلاد فى الفترة الأخيرة قبل مغادرته السلطة فى مارس 2019 وهو على كرسى متحرك ولا يستطيع إدارة شئون البلاد التى استولى على القرار فيها أخوة سعيد وبعض من جنرالات الجيش ونخبة رأسمالية يتزعمهم على حداد .
وفى ظل وجود رئيس مؤقت وفقا للنص الدستورى مهمته إجراء الانتخابات فى ظل 90 يوما، ولكن المدة الدستورية مرت ولم تشهد الجزائر أى انتخابات تخرجها من تلك الحالة، وأصبحت الدولة تعيش فراغا دستوريا لن يملئه الا حوارا سياسيا يتماشى مع روح الدستور، ولكن للأسف القوى المدنية المتمثلة فى المنتدى الوطنى للحوار ترفض بقاء النخبة الحاكمة ( الجيش – والطبقة السياسية – ورجال الأعمال) فى السلطة وتريد أن تدار انتخابات من قبل هيئة مستقلة وهذا ما ترفضه النخبة الحاكمة متمسكة بتفسيرات المجلس الدستوري المناط به تفسير الدستور ..

ومن اجل أن يقترب الجيش من الشارع الرافض والغاضب خطوة قام بانتخاب رئيس مجلس نواب جديد وكانت انتخابات بطعم التعين فقد جاء سليمان شنين الاسلامى – الاخوانى – الذى يظن الجميع أنه منقلب على جبهة الإنقاذ هو وتحالفه ذو التمثيل البرلمانى الضعيف ..

وهذا المشهد ذكرنى برئيس حزب الوسط عدو الإخوان اللدود فى عهد مبارك والذى تحول بين ليلة وضحها الى حضن جماعته الام بعد ثورة يناير 2011...

الإفلاس السياسى وانسداد الافق يجعل الراغبين فى الحفاظ عى السلطة يتحالفون مع بعضهم البعض ريثما يتمكن أحدهما من قتل الآخر ..
هذه المشهد رأيناه فى اليمن بين مؤتمر صالح وإصلاح الاحمر، ورأيناه فى السودان وهو قضية الجزائر ....
واخشي أن نراه فى مصر خلال عقد أو أقل من الزمان أن استمر الحال فى مصر لما هو عليه ... نخشى من عودة تيار طرده الشارع المصرى ولكن تحت ضغط قضايا الأمن تموت السياسة والثقافة والعمل السياسى .....ونضطر إلى خيارات نكون مجبرين عليها

فهل نتعظ من دروس الاخرين قبل ان نكون درسا لهم ؟!!






إرسال تعليق

0 تعليقات