آخر الأخبار

هل كان امام السادات حلولا اخرى ؟



هل كان امام السادات حلولا اخرى ؟





ومع دخول الولايات المتحدة القتال يوم ٢٢ اكتوبر ،
هل كان الاتحاد السوفيتى بعيدا عن المواجهة كما زعموا ؟!!!
نتيجة لعدوان ١٩٦٧، قرر الاتحاد السوفيتي قطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، ووجه تحذيرا إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بضرورة وقف العمليات الحربية ضد العرب فورا، وإلا وجد الاتحاد السوفيتي نفسه مضطرا للتدخل العسكري لوقف العدوان. وتدعيما لتهديدات وزير الخارجية السوفيتي، تم إرسال عدة قطع بحرية سوفيتية من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط، محملة بأسلحة نووية، بالإضافة إلى سرب قاذفات إستراتيجية تو-16، وإنزال قوات خاصة في ميناء بور سعيد. استجابت إسرائيل للتهديدات السوفيتية وقررت قبول وقف إطلاق النار يوم 10 يونيو 1967، بعد أن تقدمت قواتها حتى الضفة الشرقية لقناة السويس.
بعد الحرب مباشرة زود الاتحاد السوفيتي المصريين بالأسلحة والمعدات عسكرية تعويضا عن الخسائر التي لحقت بهم، بالإضافة إلى إرسال خبراء عسكريين لمساعدة الجيش المصري في عملية إعادة البناء، لقد مكنت هذه المساعدات مصر من الصمود في وجه الإسرائيليين ومواصلة القتال. لقد خاض المصريون حرب استنزاف طويلة ضد القوات الإسرائيلية، وتبادل الطرفان القصف المدفعي على ضفتي قناة السويس، إضافة إلى المعارك الجوية العنيفة والعمليات الخاصة في العمق. وفي مارس 1969، قرر الرئيس جمال عبد الناصر تصعيد العمليات العسكرية للضغط على الإسرائيليين، وأعلن أن مصر لم تعد ملتزمة بوقف إطلاق النار مع إسرائيل.
لقد أثبتت المواجهات تفوق القوات البرية المصرية وخصوصا المدفعية على نظيرتها الإسرائيلية، لذا لجأت إسرائيل إلى إقحام سلاحها الجوي بكثافة في الحرب، كان على الإسرائيليين أولا التعامل مع 7 بطاريات صورايخ سام 2 نشرها المصريون في الجبهة لحماية مدن القنال، وتأمين القوات الأرضية المصرية. وبالفعل شنت إسرائيل يوم 20 يوليو 1969، غارات جوية عنيفة على مواقع الدفاع الجوي المصري، ونجحت في إسكات 6 بطاريات سام 2، وبالتالي فرض السيطرة الجوية فوق جبهة قناة السويس.
وفي نهاية ديسمبر 1969، قررت إسرائيل تكثيف غاراتها الجوية لتشمل استهداف العمق المصري خاصة الأهداف المدنية، بعد أن كانت مقتصرة على الجبهة فقط، أملا في إجبار المصريين على إيقاف حرب الاستنزاف، من خلال إشاعة الفوضى في البلاد، وخفض الروح المعنوية للجنود المصريين، وهكذا تشعر القيادة السياسية المصرية بالعجز أمام مواجهة الغارات الإسرائيلية فتضطر إلى وقف الحرب.


بدأ الإسرائيليون، مستفيدين من تفوقهم في الجو، عملية تدمير منظومة السلاح المضاد للطائرات التي كانت تغطي التجمع الرئيسي لقوات الجيشين الميدانيين الثاني والثالث المتمركزة غرب قناة السويس. ونزلت الضربة الرئيسية الجوية بقطاع يمتد من بور سعيد الى الإسماعيلية، وشملت مواقع صواريخ الفرقة العاشرة للمدفعية المضادة للطائرات والتي كان مركز قيادتها في قاعدة أبو صوير.
واستطاع الطيران الإسرائيلي نتيجة القصف الجوي المكثف إحداث ثغرة واسعة في شبكة المضادات الجوية المصرية، فتحت طريقاً خالياً من العوائق الى منطقة الدلتا المكتظة بالسكان. وبدأ ميزان القوى في ما يسمى حرب الاستنزاف التي استأنفها المصريون في مارس 1969 يتغير بشدة لمصلحة الإسرائيليين، وتجلى هذا بوضوح في 20 يوليو 1969 عندما ألحق الطيران الإسرائيلي بلا مواجهة تقريباً ضربة قوية بوحدات الخط الأول المصرية في منطقة القناة.
وأصبح واضحاً في النصف الثاني من عام 1969 ان الإسرائيليين راحوا يعملون لتدمير منظومة المضادات الجوية المصرية بانتظام ما يتيح إلغاء كل جهود الرئيس جمال عبدالناصر لاستعادة قدرة الجيش المصري القتالية وإفراغ قوله "ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" من كل معنى.


وتوجت جهود القيادة الإسرائيلية لتعطيل نظام الإنذار الراداري المصري بالعملية التي نفذت نهاية 1969 عندما انزل الإسرائيليون قوة قرب رادار مصري في قطاع البحر الأحمر من الجبهة، فككته وحملته قطعاً في طائرات هليكوبتر الى إسرائيل من دون مقاومة. وعلى رغم ان الرادار المسروق كان نموذجاً عتيقاً ليست له قيمة حربية، فان العملية نفسها تركت لدى الجيش المصري انطباعاً سيئاً. وكتب الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته "حرب أكتوبر" إن "دفاعنا الجوي انهار بكامله نهاية عام 1969 وأصبحت سماء مصر مفتوحة أمام الطيران الإسرائيلي".
وأدرك عبدالناصر ان تطور الأحداث على هذا المنوال يهدد مصر بكارثة قد تكون اكبر من تلك التي أصابتها في يونيه/حزيران 1967، فتوجه الى القيادة السوفيتية راجياً ان تضع خطة شاملة لإنشاء دفاع جوي ذي فاعلية. وفي الأيام الأولى من يناير/كانون الثاني يناير 1970، عندما شن الطيران الإسرائيلي الذي أسكره تفوقه الكامل، غارات في عمق مصر وانزل ضربات مدمرة ليس فقط بأهداف عسكرية بل بأهداف مدنية أيضا، جاءت الى مصر مجموعة من الخبراء العسكريين السوفيت على رأسها قائد سلاح المضادات الجوية المارشال بافيل باتيتسكي، وأجرت مسحاً دقيقاً للأراضي وقدمت الى عبدالناصر اقتراحات لإنشاء شبكة من المضادات الجوية في غضون بضعة أشهر.
لكن غارات الطيران الإسرائيلي أواسط يناير من العام نفسه على المناطق المكتظة ومن بينها ضواحي القاهرة، كانت مكثفة الى درجة قرر معها عبدالناصر السفر الى موسكو فوراً وإقناع الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف بضرورة إرسال وحدات سوفيتية من المضادات الجوية الى مصر بسرعة.
لم يكن اقتراح عبدالناصر استخدام جنود من وحدات الصواريخ وطيارين سوفيت لتغطية العمق المصري مفاجئاً للقيادة السوفيتية، لأن هذه الفكرة درست في أثناء زيارة وفد مصري برئاسة أنور السادات لموسكو أواخر 1969، لكن النقطة الشائكة فيها هي ان اشتراك قوات الاتحاد السوفيتي مباشرة للمرة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية في عمليات قتالية خارج البلاد ينطوي على تعقيدات دولية واسعة، لذلك يجب اتخاذ القرار بموافقة جميع أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي.
وبعدما طلب بريجنيف من عبدالناصر التريث في القرار النهائي حتى يوم الأحد المصادف 25 يناير، أمر بدعوة أعضاء المكتب السياسي الى اجتماع طارئ. وقال اللواء المتقاعد ايفان كاتيشكين الذي حضر اجتماع القمة السري في موسكو مع الرئيس عبدالناصر، بصفته كبير الخبراء العسكريين السوفيت في مصر: "تبين بسرعة ان تحقيق ذلك ليس أمرا سهلاً. اذ لا يمكن أحداً، استناداً الى قواعد السلوك المتبعة في القيادة السوفيتية العليا، ان يدعو عضواً في المكتب السياسي الى اجتماع طارئ، باتصال هاتفي مباشر الا اذا كان عضواً في المكتب مساوياً له من حيث المركز. وبما ان 24 يناير صادف يوم سبت وقد تفرق أعضاء القيادة العليا كل في منزله الريفي، فان الأعضاء لم يجتمعوا ذلك اليوم بل صباح اليوم التالي لكن بعضهم غاب".

وعرض بريجنيف على الحاضرين فحوى طلب عبدالناصر ورجا وزير الدفاع المارشال اندريه غريتشكو توضيح الجوانب الفنية العسكرية للمشكلة. ومال جميع أعضاء المكتب السياسي الى تلبية طلب الرئيس المصري وبدا ان اتخاذ هذا القرار المهم لن يستغرق الا دقائق. لكن جميع الحاضرين فوجئ بنقاش حاد بدأه رئيس الوزراء آنذاك الكسي كوسيغين الذي سأل جريتشكو: "هل يمكنك ان تضمن تماماً ان تستطيع القوات التي سنرسلها تأمين تغطية فاعلة للقاهرة وإنهاء غارات الطيران الإسرائيلي على العمق"؟
فرد غريتشكو بتحدّ واضح: "لا استطيع ان اضمن ذلك، كما لا يوجد ضمان لتأمين حماية سماء موسكو مئة في المئة".
وتبادل أعضاء المكتب السياسي النظرات مندهشين، وتساءل كوسيغين محاولاً ضبط أعصابه: "ألن يحدث أن نجلب الى أنفسنا العار أمام العالم كله"؟ فأجاب غريتشكو بنزق اكبر: "كل شيء محتمل في الحرب، وبحكم مهنتي لا أعطي ضمانات".


قال كوسيجين: "هذا الجواب لا يرضيني. أظنك أيها الرفيق المارشال، نسيت انك تكلم رئيس حكومة وليس واحداً من مرؤوسيك".
وخفف بريجنيف حدة التوتر فجأة بقوله: "كفى مشاحنة يا إخوان، ان صديقنا عبدالناصر ينتظر قرارنا. فلنصوت".
سمع عبدالناصر قرار القيادة السوفيتية بعد حوالي ساعتين فتنفس الصعداء، ولم يبق الا بت بعض المسائل الفنية.
سأل غريتشكو وزير الحربية المصري محمد فوزي: "الى كم تحتاجون من الوقت لبناء مواقع نيران لكتائب الصواريخ السوفيتية"؟ فاجابه: "إلى أربعين يوماً"، ونظر الى عبدالناصر فابتسم واحني رأسه علامة الموافقة.

كانت طائرة عبدالناصر لا تزال في الجو في طريقها الى القاهرة عندما تحركت عجلات ماكينة الحرب السوفيتية الهائلة. فالبيروقراطية السوفيتية البطيئة في الظروف العادية، كانت تحسن العمل بسرعة الصاعقة عندما يتعلق الأمر بقرارات بالغة الأهمية من أعلى درجات السلطة.


وصباح الاثنين 26 يناير رن جرس هاتف الاتصال المباشر مع مقر قيادة سلاح الجو في مكتب الجنرال جريجوري دولنيكوف نائب قائد الجيش الجوي الخامس المرابط في منطقة اوديسا. وقال له صوت من الطرف الآخر: "عليك ان تكون في موسكو بعد ثلاث ساعات، ولا يجوز لأحد ان يعرف".

وفي الطريق الى موسكو راح دولنيكوف، احد امهر طياري الجيش السوفيتي، والذي قاتل في الحرب العالمية الثانية ثم ضد الأميركيين في كوريا، يضرب أخماسا بأسداس متكهناً بسبب استدعائه المفاجئ. ونبهه الجنرال الكسندر يفيموف النائب الأول لقائد سلاح الجو قائلاً: "كل ما ستسمعه سري الى أقصى درجة. المطلوب منك ان تختار من جيشك الجوي خيرة الطيارين للاشتراك في عمليات قتالية في احد البلدان الأفريقية. والمقصود تشكيل لواءين جويين في اقصر وقت وضمهما في مجموعة قتالية واحدة".
وقال الجنرال المتقاعد دولنيكوف فى حديث صحفى "كان مبدأ اختيار الطيارين قائماً على التطوع، ولم يرفض إلا واحد فقط من عشرات الطيارين الذين سئلوا. وبعد أسبوع قدمت الى مقر قيادة سلاح الجو قائمة بأسماء مجموعة الطيارين التي وافق عليها المجلس الحربي لسلاح الجو".


وعرض دولنيكوف ان يتولى قيادة المجموعة وفي اليوم التالي استدعي لمقابلة وزير الدفاع المارشال جريتشكو الذي قال له: "ستذهبون الى مصر للقتال، ومهمتكم الحيلولة دون شن الطيران الاسرائيلي غارات على مدينتي القاهرة والاسكندرية. ولستم ملزمين العمل الا في حدود المجال الجوي لمصر، وإياكم ثم إياكم ان تسقط ولو طائرة واحدة من طائراتكم في الطرف الآخر من قناة السويس".
فجر 2 مارس 1970 أقلعت طائرة من طراز "آن - 12" وعلى متنها دولنيكوف من قاعدة تشكالوفسك الجوية القريبة من موسكو، واتجهت الى بودابست ومن هناك أقلعت في اليوم التالي وحطت بعد الظهر في مطار غرب القاهرة. وفي 5 مارس/ آذار التقى قائد المجموعة الجوية السوفيتية في مصر قائد سلاح الجو المصري اللواء علي بغدادي، ثم رئيس أركان سلاح الجو اللواء حسني مبارك الذي كان عين في هذا المنصب قبل بضعة أيام.
ومع تشكيل المجموعة الجوية بدأ الاستعداد سراً في الاتحاد السوفيتي لإرسال كتائب صواريخ الى مصر كان عليها ان تشكل فرقة الدفاع الجوي. وعين لرئاسة الفرقة الجنرال الكسي سميرنوف الذي كان قبل ذلك قائداً لفرقة الدفاع الجوي الحادية عشرة في دنيبروبتروفسك موطن بريجنيف، وكان مطلع يناير/ كانون الثاني ضمن مجموعة المارشال باتيتسكي للاستطلاع في مصر.


وقال الجنرال المتقاعد سميرنوف لـ "الوسط": "المارشال غريتشكو وقّع أمر تعييني منتصف يناير/ كانون الثاني. ثم طرت الى القاهرة حيث كانت مهمتي مساعدة المهندسين الحربيين المصريين في بناء مواقع فرقتي وتجهيزها. وأعجبت ببطولة الألوف من أبناء الشعب المصري العاديين الذين بنوا هذه المواقع تحت نار الطائرات الإسرائيلية".


كان ستار السرية الشديدة يحيط بكل ما له صلة بعملية "القوقاز" خصوصاً الطيران ووسائل الدفاع الجوي، وضباط مركز الإشارة لدى الأركان العامة المطلوب منه تأمين الاتصال السريع على مدار الساعة بين الكرملين ومقر قيادة كبير المستشارين الحربيين في القاهرة، والمترجمين العسكريين من العربية واليها، وحتى عناصر المستشفى العسكري الذي أقيم في وقت لاحق في منشية البكري قرب مقر الرئيس عبدالناصر.


في فبراير 1970 كان ميناء مدينة نيقولايف على ساحل البحر الأسود يشبه معسكراً حربياً ضخماً تصل اليه من كل مناطق الاتحاد السوفياتي قطارات تقل قطعات عسكرية معدة للإرسال الى مصر، تنتقل فوراً الى سفن مدنية.
وقبل ركوب الباخرة كان الضباط والجنود يرتدون الملابس المدنية، اما الملابس العسكرية فتوضع في كيس وترسل بالبريد الى القطعة التي جاؤوا منها. وعند سلم الباخرة كان العسكريون يسلمون الضابط المناوب بطاقات هويتهم ويأخذون بدلاً منها وثيقة غريبة تبين فقط ان حاملها مواطن سوفيتي.
في فبراير 1970 كانت بواخر تجارية تعبر مضيق البوسفور كل يوم تقريباً، وعلى ظهرها سيارات وباصات وعلى طول حوافيها يتنزه "سياح" يرتدون قبعات ومعاطف سوداً. وكان الفريق الأكبر من "الركاب"، وعددهم في كل باخرة يناهز خمسمئة ينام في العنابر التي وضعت فيها ايضاً معدات حربية.

وصلت أولى طائرات "ميج- 21" السوفيتية المعدلة الى مطار غرب القاهرة في 6 مارس. وأرسلت داخل طائرات "آنتي" الحربية الضخمة طائرات فككت اجنحتها واذنابها. وكان مطار غرب القاهرة يتعرض باستمرار لغارات الطائرات الإسرائيلية، فكان على الفنيين السوفيت المشتغلين في تجميع الطائرات ان يفعلوا ذلك بسرعة. وكان طيارون سوفيت يصلون الى المطار كل يوم تقريباً وينزلون في البداية في خيم نصبت على ارض المطار، ولم تكن لهم مساكن دائمة لأن الأسراب السوفيتية اريد لها ان تتمركز في مطارات بني سويف وجناكليس وكوم اوشيم الحربية.


وعند الوصول الى مصر كان الطيارون السوفيت يباشرون فوراً تدريبات مكثفة. وقال الجنرال دولنيكوف: "واجهنا في البداية صعوبتين: الأولى ان الإسرائيليين كانوا يروننا على شاشات راداراتهم منذ الإقلاع حتى الهبوط، لذلك كنا نطير على ارتفاعات محدودة وبسبب استواء الأرض الصحراوية نطير على ارتفاعات اقل بكثير من تلك التي اعتدناها في أراضي روسيا. والصعوبة الثانية هي وجوب تعلم معرفة الاتجاه في الصحراء التي لا توجد فيها، باستثناء شريط نهر النيل، تلك الأهداف المألوفة لطيارينا".

ومعروف ان الطيارين في مصر، كما في كل البلدان العربية، يعتبرون من النخبة العسكرية لذلك نظر بعضهم الى الروس بشيء من الغيرة في بادئ الأمر. ولكن سرعان ما كسب الطيارون السوفيت احترام زملائهم المصريين بانعدام اي تباه أو غطرسة لديهم، وبجاهزيتهم للعمل بتفان.


باشر الطيارون السوفيت مناوبتهم القتالية في السادسة صباح 18 ابريل 1970، ومنذ ذلك اليوم توقف الطيران الإسرائيلي تماماً عن شن غارات على عمق الأرض المصرية.

تحقق النجاح الأول في 22 يونيو عندما تربصت مقاتلة اعتراضية في القطامية بطائرة "سكاي هوك" دخلت المجال الجوي المصري، وصعدت في الجو بحركة سريعة ودمرتها بصاروخ. وأثار هذا الانتصار حماسة المصريين الذين أصبح في إمكانهم العمل على استعادة منظومة الدفاع الجوي في منطقة قناة السويس.


لكن هذا لم يكن يعني ان الإسرائيليين كانوا مستعدين لترك السيطرة للروس في سماء مصر. فدرسوا تكتيك الطيارين السوفيت جيداً ولم يغفلوا أية هفوة ارتكبوها، واستعدوا للانتقام لطائرة "سكاي هوك" التي أسقطت واستطاعوا في مايو 1970 تلقين الروس درساً دموياً.

هذه الواقعة رواها العقيد الطيار يوري ناستينكو قال: "ظهر في القطاع الجنوبي من قناة السويس في 30 مايو سرب من طائرات "سكاي هوك" الإسرائيلية وهاجم بطارية مدفعية مصرية، فأقلع فوراً من مطار بني سويف سرب اعتراضي سوفيتي. وبعد خمس دقائق أقلعت أربع مقاتلات أخرى من مطار كوم اوشيم. وعندما وصلت أول مجموعة من طائراتنا الى منطقة بطارية المدفعية عادت طائرات "سكاي هوك" فوراً إلى ما وراء القناة وظهرت في الجو مجموعة أخرى من الطائرات على ارتفاع 6 - 7 كم في عمق الأراضي المصرية. وعندما لاحقها السرب السوفيتي عائداً من القناة، ظهرت على أدنى ارتفاع ممكن في المنطقة 12 طائرة "ميراج" وهاجمت طائراتنا من تحت. فقدنا في ذلك اليوم 4 طائرات وقتل ثلاثة طيارين واصيب رابع بجروح بالغة لكنه استطاع الهبوط بالمظلة".


استاء الرئيس عبدالناصر كثيراً من هذه الحادثة وابلغ تعازيه الى الجنرال دولنيكوف. وكان واضحاً ان مهارة الطيارين السوفيت وبسالتهم لم تعوضا التفوق الفني للطيران الإسرائيلي. فطائرات "ميج - 21" السوفياتية من الطراز المعدل كانت من حيث مواصفاتها التكتيكية تعادل طائرات "ميراج" الفرنسية التي شكلت العمود الفقري لسلاح الجو الإسرائيلي. ولكن كانت لدى الإسرائيليين عام 1970 طائرات "فانتوم" الاميركية المتفوقة على الـپ"ميغ - 21".


كان صيف 1970 "ساخناً" للطيارين السوفيت والمصريين. وكان من نتائج تعاونهم ان الطائرات الإسرائيلية لم تعد تستطيع، كما في السابق، ان تتحكم بأجواء مصر من دون عقاب. وزال الخطر عن القاهرة.

كان الاتحاد السوفيتى فى قلب الأحداث واستشهد أفراده فى المواجهات.

يوم ٨ يوليو ١٩٧٢ طرد السادات ١٧ ألف خبير سوفيتى كانوا يقاتلون على الجبهة المصرية ، دون مقابل ، ليصبح الطرح بعدها أن ٩٩ فى المائة من أوراق الروليت الذى قامر به أمريكيا .هل كان أمام السادات حلولا أخرى أم انه قطع اذرع الحلول الأخرى ليصبح الحل الوحيد استسلاما منفردا فى حماية صبى من ال بهلوى يعبر به القناة فى افتتاحها تحت هيمنة القوات الإسرائيلية.






إرسال تعليق

0 تعليقات