آخر الأخبار

مصر وردع تركيا





مصر وردع تركيا









حمدي المحلاوي

تركيا تجر شكل مصر وتعلن بصريح العبارة أنها ستدعم المنظمات الإرهابية في ليبيا بالمال والسلاح والتدريب وربما بالتدخل المباشر .. واضح أن الهدف الحقيقي ليس محاربة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر بل إعلان الحرب على مصر .. فهذه المنظمات ما وضعت في ليبيا إلا لقتال مصر .. الكل يعلم ذلك ..

- لكن هل لدى مصر ما يردع تركيا بعيدا عن الصدام العسكري ؟ ..
نعم يوجد .. بل لديها الورقة الأهم والأخطر وهي محاولة إعادة صلاتها القوية بأكراد العراق وسوريا والتي شهدت أوج تألقها في عهد الرئيس جمال عبدالناصر والملا مصطفى البرزاني فكانت علاقة طيبة جدا .. أنا متأكد أننا لو فتحنا هذا الملف بشكل جدي فسوف نقلم أظافر تركيا بشكل كبير وستتراجع في أسرع وقت ولن تقترب لا من مصر ولا من ليبيا .. الأكراد جرح غائر متقيح في الجسد التركي وقضية مزمنة ليس لها حل ..


- القضية الكردية : الأخطر دوليا .. والمسكوت عنها عن قصد ! ..
الأكراد قومية كبيرة عددهم يقترب من الخمسين مليونا .. شعب واحد موزع بين 5 دول .. 46 % منهم في تركيا ، و 31 % في ايران ، و 18 % في العراق ، و 5 % في سوريا وأرمينيا .. المشكلة الكردية هي القضية الكبرى النائمة التي سوف تقلب كل الموازين في المنطقة وربما تغير من خارطة الشرق الأوسط بالكامل ..
الشعب الكردي شعب واحد له خصائص مشتركة كثيرة توحده وتجمع بين أبنائه .. اللغة ( الكردية ) ، والديانة ( مسلمون سنة ) ، والمظاهر الحضارية والثقافية والطبائع والعادات وكل شيء تقريبا .. الغريب أنه يمكن أن يكون لهم دولة متصلة جغرافيا ليس فيها أية عوائق طبيعية أو سياسية كما في فلسطين مثلا .. أما الذي حافظ على وجودهم هكذا موزعين بين عدة دول تعرضهم لحكم قاس جدا من أنظمة قمعية عاملتهم بعنف شديد دون رحمة ..
بعد حرب الخليج وسقوط صدام نمت نزعة الانفصال لدى أكراد العراق بشكل جدي .. وتقريبا هم الآن دولة شبه منفصلة تنتظر فقط اللحظة المناسبة لإعلانها بشكل رسمي .. الأكراد أداروا المعركة الطائفية شمالي العراق بخبث شديد .. استغلوا دخول داعش على الخط فجيروها إلى صالحهم حتى أنهم استطاعوا بمساعدتهم من ضم كركوك ( عاصمة بترول العراق ) والتي تعد الهدف الأكبر لهم باعتبارها مدينة كردية .. أيضا فإنهم يأملون في حال سقوط الأسد من إضافة أكراد سوريا إلى أكراد العراق ومن ثم يصبح الحلم الكردي قريب المنال جدا خصوصا لو استطاعوا انتزاع اعتراف أممي بدولتهم الوليدة .. وإذا ما اكتملت الدائرة التي تحاك لإيران الآن فستكون الدولة الكردية حقيقة واقعة .. وأعتقد أن هذا هو سرالبرود التركي نحو الأزمة السورية .. فلا تصدق أن سوريا كانت تريد سقوط الأسد .. السبب أنها تخشي من تنامي النزعة القومية للأكراد لديها بشكل يفوق قدرتها على إيقافه مما سيؤدي بالضرورة إلى انفصال جنوب تركيا لإكمال عقد الدولة الجديدة ..
هذه هي نقطة ضعف تركيا .. بلد يلعب بالنار وسيفتح على نفسه عدة جبهات لن يستطيع أن يحارب فيها كلها .. لدي إحساس أن الدولة المصرية تجهز ملفا محترما لهذا الشخص العدواني وستستخدمه في الوقت المناسب ..
حمى الله مصر .. وجيش مصر .. وقائد مصر .. وحفظها من كل سوء وشر .. وأنار بصيرة أبنائها .




إرسال تعليق

0 تعليقات